يتعلل الموقدونَ للحروبِ قديماً وحديثأ أن حروبَهم ما أُشُعلت إلا للحفاظ على كرامةِ الإنسانِ واستعادة حقوقه المفقودة، وأيُّ حقوقِ أعظمُ من حقِ الحياة، الحياة التي صارت أقصى أمانينا اليوم في عدن ، فمن نسأل؟ ومن نحاسب؟ في وضع خبط عشواء كهذا، وفي وطن اختلط فيه الحابل بالنابل، فلم نعد نعرف الصديق فيه من العدو !! لعل أعظم مشكلات تحالف دعم الشرعية اليوم في عدن خاصة والجنوب عامة أنه انتقل من دور الداعم لدور القائد، ولهذا صارت كل الكيانات التي يدعمها التحالف في الجنوب تكدس الأسلحة وتشتري الذخائر وتجهز الألوية وتصرف الملايين بشكل يومي على معسكراتها المتناثرة هُنا وهُناك، فيما تعجز كل هذه الكيانات عن تجهيز محجر صحي لمدينة صغيرة كعدن !! وحين نتساءل ..!! كل هذه الكيانات وإمكانياتها المالية و العسكرية الضخمة كيف تعجز عن توفير محجر صحي لعدن؟ سنعرف الإجابة تماماً (التحالف وجه بتجهيز كل هذه المعسكرات ) وأصبحت كل هذه الكيانات والقيادات عاجزة أن تخرج عن رقعة الشطرنج هذه التي رسمها التحالف لها ولو بخطوة بسيطة واحدة لتجهز من خلالها محجراً صحياً تنقذ من خلاله عشرات المرضى ، أو لتشفط بركة ماء في عدن ، كل هذه الكيانات تنتظر توجيه التحالف لها ببناء محجرٍ صحيٍ أو بشفطِ بركةِ ماءٍ في عدن !!! صارت كل هذه القيادات والكيانات تؤدي دور الجندية لا دور القيادة، فلا تُناقش ولا تقترح ولا تخطط لأجل الوطن والمواطنين، بل تُنفذ ما يُملى عليها، ومن هُنا يظهر لنا أن التحالف لا هو بمن قاد تفاصيل المعركة في عدن وأعاد الأمل لها ولأهلها، ولا هو بمن ترك أبناءها يقودون معركتهم بأنفسهم، وترك قيادة دفة مدينتهم لهم، فهم أهلها وأعلم بشعابها وبما تحتاجه الآن ، فيما يكتفي هو كتحالف بالدعم والدعم فقط ، ومن جهة أخرى إلى متى ستستمر كل هذه الكيانات بالتصارع جنوباً ؟ ومتى ستضع سلاح الحرب جانباً وتحمل سلاح المسؤولية والبناء، متى ستحارب هذه الكيانات المرض والفقر والجهل والتخلف .... متى ستحمل هذه القيادات صفة القيادة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ومن مسؤولية شاملة لكل تفاصيل الحياة، ومتى ستعلم أن القيادةَ لا تُقاد !! ويبقى السؤال : من سُيحاسبُ في الجنوب ؟! التحالف الذي يقودُ ولا يقودْ !! أم القيادات المنضوية تحت لواء الشرعية بكل طوائفها والتي لا تعرف ماهيَّة دورها حتى الآن !! أسامة المحوري