الذين يروجّون للمعركة التي تدور في الأثناء بمحافظة أبين، على أنها شمالية_جنوبية. إنما هم يكذبون ويزيفون الواقع، ويغالطون أنفسم قبل أي أحد آخر. وهم إذ يتبنون هذه الفكرة الكاذبة، يخونون ضمائرهم، ويفعلون ما هو ليس من الصدق والأمانة، والمهنية، إذا ما كانوا صحافيين أو إعلاميين. في لحظة مليئة بالخبث والاستغفال تُردد هذه الفكرة وتنتشر، حتى لكأنها باتت حقيقة ثابتة لا يعتريها شك. فيما الفصول الأولى للمعركة، تحدثنا عكس هذا الادعاء كله: إذ كانت بداية المعركة بين الطرفين، قبل أن يتشارك فيها الجنود الشماليون بالقتال. قبل أن يحمل فيها جندي شمالي سلاحاً أو يلبس جعبةً أو يطلق رصاصة واحدة، بأكثر من 4 سنوات. في حقيقة الأمر، ينقسم أصحاب هذا الادعاء البائس، إلى قسمين اثنين: _ الأول: عاطفيون، متحمسون. يرددونها بغفلة، ويجهلون حجم الخطر الذي ستحدثه هذه الفكرة، والمآل الكارثي الذي ستخلفه على الجنوبيين أنفسهم قبل الأخريين، حال تم تبنيها ع نطاق جوبي_شمالي واسع. _ الثاني: مأدلجون، سياسيون. يدركون جلياً كم أنها كذبة قاتلة ومدمرة، لكنهم يستخدمون هذا الوصف، بمكر وخبث، وذلك من أجل تزييف وعي الجماهير الجنوبية، وتهييج عواطفهم، واستغلال حماسهم، واستثارتهم للزج بأكبر عدد منهم في هذه المعركة العبثية. والتي لن يجنوا من ورائها سوى الخسارة، والخسارة. مهما حّوتها من شعارات جوفاء، أو عُلقت بأستار الوطن الجنوبي. المعركة في حقيقتها، هي: بين أبناء الوطن الجنوبي أنفسهم. بمعنى أكثر دقة، معركة جنوبية_جنوبية.