ليس كل الجنوبيين مع استعادة الدولة وليس الكل مع بقاء الوحدة ، ولا يمكن اجبار من يُؤْمِن بالوحدة على الانضمام لمشروع استعادة الدولة ولا يمكنهم اجبار الآخر على بقاء الوحدة بالقوة . صحيح أن غالبية الجنوبيين مع فك الارتباط وقدموا شهداء وجرحى ولكن ينبغي احترام من لا يُؤْمِن بذلك ، فالشهداء الذين يضحون بأنفسهم كل يوم لديهم هدف سامي يضحون من أجله ولم يضحوا من أجل إقناع فلان من الناس أو غيره بالانضمام إلى مشروع فك الارتباط ، وهذا ما ينبغي أن يدركه كل جنوبي يسعى لاستعادة دولة الجنوب .
هناك نسبة من الجنوبيين وأن كانوا الأقل لديهم مصالح ببقاء الوحدة والبعض منهم ينتمون إلى أحزاب تؤمن بالوحدة اليمنية كخطوة أولى لوحدة إسلامية شاملة كالإصلاح مثلاً وهم أحرار بذلك المعتقد ولديهم قيادات وانصار في الساحة، لذلك نعتبر بأن محاولة إقناعهم العدول عن مشروعهم يعتبر ضرب من المستحيل ، وهذا ما ينبغي أن نفهمه حتى لا ندخل في شد وجذب واتهامات مثلما حصل مؤخراً مع الاستاذ نايف البكري وهو ما دفعني لكتابة هذا المنشور .
لو نظرنا إلى شخص البكري بعيداً عن الانتماء والتوجه لوجدناه الرجل الشجاع المقدام المناضل الشهم والمنتمي لأسرة كريمة وقبيلة عريقة ويستحق أن نحترمه لشخصه ، كما ينبغي أن نحترم توجهاته وقناعاته طالما وخطابنا يقول بأن الجنوب لكل ابنائه وحرية الرأي مكفولة .
فالجنوب اليوم يمر في طريقين ،، طريق استعادة الدولة وطريق البقاء في الوحدة ، فأن أستطاع الجنوبيون انتزاع حقوقهم فأن الجنوب للكل بما فيهم الوحدويون ، وأن تعثر في الوقت الحالي سوف يستمر النضال حتى يتحقق الهدف وعلى الوحدويين من الجنوبيين أمثال البكري أن يحسنوا التفاوض كشركاء بالمناصفة وليس تابعين وملحقين باليمن مثلما حصل عام تسعين .
نحترم بَعضُنَا وتوجهاتنا ونبتعد عن لغة التخوين والعمالة لاننا ملينا منها وبسببها ضاعت دولة الجنوب حينما انقسمنا بين يمين رجعي ويسار انتهازي .
حرية الرأي مكفولة ومن يكسب الشارع سيحقق هدفه طال الزمن أو قصر .
لذا أنصح كل الأخوة الذين وجهوا سهامهم باتجاه الاستاذ نايف البكري لمجرد تصريح ، أنصحهم بأن يوسعوا صدورهم ويوقفوا حملتهم لان البكري مننا وفينا ولا يمكن لتصريح منه أن يسقط جبهة طالما ونحن نثق بأنفسنا ونؤمن بهدف يجمع عليه الأغلبية .