الموت الذي يأتي بغتة ليسرق أشخاصا يدورون في فلكك اليومي، أقسى أشكال الموت، فهو يحفر عميقا في القلب ويخلف حالة ذهول وخوف وضياع في أسئلة الوجود. ذلك ما حدث للزميل نبيل القعيطي الذي نزول خبر اغتياله علينا كالصاعقة في الوسط الاعلامي ، الذي طالما اقتنصت آلة تصويره عشرات الصور التي دخلت التاريخ. توثيقا لجرائم الحرب التي لا تزال تدور رحاها حتى اللحظة .. هكذا يمضي الأقرباء إلى القلب مخلفين وراءهم حالة دمار داخلي، ورحيل الزميل نبيل القعيطي ترك حالة حزن عميق في داوخلنا ، خاصة عندما يمر شريط الذكريات أمام عيننا الغارقتين في دموع صامتة. ونستعرض الدور الوطني الذي قام به ليكون خلف أزيز المدافع والرصاص ليلتقط صور حية ليوثق للمشاهد والعالم ما يدور في بلدنا ويحمل قضية وطنية .. يكون للصور معنى في سياق سجل الأحداث المنشور مؤخرًا يكون الموقف الذي تعبر عنه الصور تمثيلاً صادقًا ودقيقًا للأحداث التي عرضها بتجرد وطني من حيث المحتوى سرد لنا الأحداث واجتمعت الصور التي التقطتها عدسته مع العناصر الإخبارية الأخرى لجعل الحقائق قابلة لأن تُروى للمشاهد أو القارئ على المستوى العالمي . نبيل القعيطي صاحب الضحكة الدائمة والدعابة الحاضرة، غادرنا بعيدا عن الفرحة الأخيرة التي جمعت عناصر النضال في حفلها الأخير، بسمته لاتزال في مخيلتنا جميعا وعباراته المضحكة نستحضرها كلما كنا على موعد مع ما يدور على الارض وابراز دور الرجال في الجبهات من خلال عدسته التي التصقت بكل الأحداث .. اننا ندين بكل العبارات اغتيال المصور الصحفي نبيل القعيطي ونامل سرعة اظهار من تلطخت أيديهم بدمائه الزكية وتقديمهم للمحاكمة. امام الرأي العام ،، لا نامت اعين الجبناء الذين تدب في قلوبهم الرعب من صورة مصور او مقال لصحفي. نسأل الله له الرحمة وان يتقبله مع الشهداء ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان ( ان لله وان اليه راجعون)