لأول مرة خلال رحلة العمر الذي أعيشه وأنا على قيد سجل الموتى المنتظرين/ات تسجيل أسمائهم/هن فجأة مثلي ، أتابع مؤتمر الفاضحين من رابط قناة اليوتيوب لأنه فتح سريعا عندي على الرغم من أن الكهرباء منطفئة ، ولا أعرف لماذا ذكرني المؤتمر بالمزادات العلنية التي أشاهدها في الأفلام العربية التي لا تستاهويني ، وبدأته من حيث كلمة رئيس الوزراء وهو يستعرض القضايا المسموح بالشحاتة فيها مثلما حددها له الكفيل ، راعي المؤتمر الذي حظي بالشكر الأكبر بتقديمه مبلغ (500 مليون دولار ) لخطة مواجهة كورونا وكذلك مركز سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية ، بحيث لم أفهم هل الاغاثة والأعمال من ضمن المبلغ أو غير ذلك ؟ ثم عرج إلى فضائل الحكومة ومساوئ ميلشيات الحوثي ورفضهم للمبادرات ونهبهم للاغاثات وعن حربهم وعن وعن ...ثم عن النازحين و عن 80٪ من اليمنيين بحاجتهم لمياه شرب صالحة ، ولم يكن الأسى كاسيا لملامحه ولم تطرق طبلة أذناي نبرات حزن على حال شعب هو المسؤول التنفيذي الأول عنه ، كان خطاب جامدا ، رتيبا ، عقيما، منافق وفي طياته يخلو من وقائع ومعلومات و أرقام ، أن كان سردها لكسب المواطن/ة المستمع/ة مثلي نفحة صدق و لفحة حزن و آنة وجع ، بلى كيف له أن ينقل مأساة شعب لم يلتق به يوما على الأرض ؟ ولم يحيا معه في دوامة المكان والزمان ؟ ولم يدرك حجم أوجاعه ؟! أيان له أن يشعر بهذا ويتلوه بإحساس وهو المترف ، المنعم ، الذي لم تحط عيناه بهالة القلق والأرق و خشية الاملاق وعيشة الضنك و قسوة الملامح وتشقق الجلد وترهل الجسد كأطفال اليمن .. ( ماشاء الله - عيني باردة عليك ) . فكيف يمكن لمجمل هذا الحضور بأن يثق فيما تقول ؟! ويصدق ماتقول ؟! ويتعاطف مع قولك ؟! ويبرر لك الشحاتة والتسول ؟! ويكرر على مسامعك أوقفوا هذه الحرب باشارة واضحة لك و لكفيلك و لشرعيتك . وأنت الذي أستكثرت عرض صور للأطفال والنساء والعجزة والشيوخ و المعاقين والجرحى والقتلى و المغتالين و الشهداء و الموتى الاحياء نحن ، كل أولئك اللذين واللواتي أفتتحت مزادك بهم/بهن . عجزت أن تعرض الحقيقة عارية لتكمل إنعكاس أفعال الشرعية و مليشيات الحوثة و الجماعات المسلحة مختلفة التسميات و الحزام الامني عسكر الانتقالي و الكفيل و حليفه بهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره ، وجميعكم تسترزقون من مأساته بكم و أوجاعه منكم جميعا . لاتخجل من صورنا ووأشام القهر مرسومة عليها ، فأن الحضور أمامك والكفيل وحليفه يعلموا/ن بما لا تعلمه وتدركه وتستوعبه أنت و الكفيل وحليفه . ولان الفاضحين عذرا أقصد المانحين على يقين بحالنا و أحوالنا طلبوا من الجميع وقف الحرب علانا في اليمن ، ولم يستثنى أحد بما فيهم الكفيل وحليفه ، فجميعكم على لائحة إتهام قتل هذا الشعب ، حتى كوفيد19 كنتم معه ولم يكن وحده قاتلنا ... أجمع كما تشاء من مبالغ باسم اليمن وشعبه التعيس البأس ، وأدفع مبالغ الكفالة والتحالف وماتبقى من مصاريف منظمة الأممالمتحدة منها ، فنحن شعب تعود على الكفاف و ماتبقى من الصرف وربما فارق العملة ، فيكفينا بأن مؤتمر الفاضحين بمجمله يقول : لكم أنتم وهم ( أطراف الصراع في اليمن ) والكفيل وحليفه أوقفوا الحرب ( أوقفوا إطلاق النار) فكوفيد 19 قد عرى الجميع نحن والان أنتم وهم ( الحوثة) . وأخيرا فقد وصلتني غصة الموت الغادر في خطابك و تعمدك في تغييب ونسيان عدن التي أعلنتها موبؤة ، و أشحة وجهك عنها نحو مأرب ؟! عدن أكثرالمدن موتى في العالم ( مثلما أشار الامين العام للامم المتحدة في خطابه له ) ، عدن التي أحالها التحالف نموذج لعاصمة الرعب والموت ، من حضارة مدنية إلى مستنقع أحقاد سنوات مضت تحملنا نحن والاجيال القادمة أوزارها ...كي لاتنهض من تراكم تراب الدمار والتدمير الممنهج ضدها .. فاليمن حكاية بحطامه ، وعدن بتحطيمها حكاية أخرى بذاتها لايستوعبها مؤتمر المانحين .