من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير في السياسية اليمنية عبدالغني الإرياني ل"المصدر أونلاين":انهيار النظام لن يؤدي إلى صومال لكنني لا استطيع أن أضمن أين ستكون حضرموت
نشر في المصدر يوم 24 - 01 - 2010

ستشعر بالدهشة عندما تعرف إلى أي حد يفضل الباحثون والصحفيون الأجانب النظر إلى المشهد اليمني عبر الخبير والباحث عبدالغني الإرياني، البالغ من العمر 51 عاما. مساء السبت الماضي، كان الرجل ذو الملامح الارستقراطية على وشك الانتهاء من مقابلة وفد صحفي اسباني، حينما خرج لمصافحتنا في صالون الاستقبال. وبينما شرعنا في طرح الأسئلة، رن هاتفه الخلوي وكان المتحدث على الجانب الآخر صحفي من الجارديان البريطانية.
كنا نريد أن نمضي معه وقتاً أطول، لهذا اقترحنا أن يجلس مع الصحفي البريطاني أولاً، قبل أن نستأنف الحديث. استغرق حوارهما قرابة ساعة ونصف، ثم كان على ذلك الصحفي الطويل والرشيق المغادرة. استقبل مكالمتين باللغة الانجليزية المتقنة، وأكمل علبة سجائر مارلبورو، وربما فتح الثانية.
هذا الرجل، الذي يمشي بخطوات متقاربة لكن سريعة، تبدو حركته الدؤوبة وكأنه صبي في العاشرة من عمره. ولد في "إريان"، ونشأ في تعز، وبدأ نشاطه السياسي بتوزيع المنشورات في الكويت حينما كان جده عبدالرحمن الإرياني رئيسا للجمهورية العربية اليمنية. درس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، لكنه، بسبب ظروف الحرب الأهلية اللبنانية، لم يكمل البكالوريوس إلا في الولايات المتحدة الأمريكية. ولسبب ما اتجه في الماجستير إلى تخصص آخر: إدارة المستشفيات.
كان عمره 17 عاماً حينما انتمى إلى الحزب الديمقراطي اليمني (الفرع الشمالي للجبهة القومية التي تحولت إلى الماركسية بالتوازي مع الفرع الجنوبي)، وقدم استقالته منه مطلع الثمانينات. ترك العمل في إدارة المستشفيات، وراح يخوض غمار التجارة، وأحيانا الأعمال الاستشارية. ومنذ حوالي 8 سنوات نقل اهتماماته إلى الاستشارة في الجوانب التنموية والاقتصادية. ورغم أنه سليل عائلة سياسية مرموقة، إلا أنه لم يسترعي الانتباه إليه في اليمن، إلا بعد أن نشر مقالته الشهرية "نهاية الديمقراطية في اليمن.. ماذا بعد" منتصف العام الماضي، وتناقلتها الصحف والمواقع الالكترونية في اليمن.
سوف يأخذ مؤتمر لندن حيزاً كبيراً من هذا الحوار الذي سيتطرق أيضا إلى أغلب تفاصيل المسرح السياسي اليمني.


* هل ينبغي للعالم أن يبدي كل هذا القدر من القلق حيال ما يجري في اليمن؟
- تعرف أن المجتمع الدولي يتصرف كما لو كان في عرض سينمائي، بدأ الفيلم خلص الفيلم. هذا الاهتمام الهائل الذي ظهر في خلال الأسبوعين الماضيين لأنه كان عندنا فيلم في صنعاء جاؤوا الناس وحضروا الفيلم وبدأ هناك فيلم ثاني في هايتي، فشلوا الناس في السمرة. فخلينا لا نخلط ما بين الاهتمام الإعلامي والاهتمام السياسي.
الاهتمام السياسي باليمن بدأ منذ أكثر من سنة. أولاً بدأ البنك الدولي وغيره يحذروا من أن اليمن في حالة انهيار. بعدها دعوات مختلفة من الدول الأوروبية. الأمريكان أصدروا أكثر من بيان. لكن نحن حكومتنا لا تستجيب. تأتيها أحياناً بيانات غاية في الحدة وهي تنشرها في الصفحة الأولى لصحفية الثورة أو صحيفة 26 سبتمبر بعنوان أن الولايات المتحدة تثني على النجاحات اليمنية، وتؤكد دعمها في جانب اليمن. هناك جهل مركب لكن هذا أصبح مركب المركب.
الآن مع حكاية هذا عبدالمطلب أصبحت المسألة هي أمن المواطن. فرق بين الأمن القومي وأمنه الشخصي. أمنه الشخصي ليس فيه نقاش. مستعد انه يحارب ويحتل بلدان من أجل يضمن أمنه الشخصي. فعلى حكومتنا ان تفهم هذا الكلام. احنا الآن أصبحنا عرضة في البلد لقرارات قد تكون متسرعة من قبل المجتمع الدولي، بما فيها إدخال قوات إلى اليمن، لأنه إذا حصلت مشاكل في بلدنا، وإذا سقطت طائرة أو نزلت بناية، يمكن أن يضطر صاحب القرار إلى اتخاذ قرار يستفز مشاعر اليمنيين لا لشيء إلا لإرضاء الناخبين في بلاده.
وأنا أؤكد لك أنني تكلمت مع صحفيين وأصدقاء من مختلف بلدان العالم والجميع أكدوا أن الحكومات الأوروبية لا يمكن أن ترسل قوات إلى اليمن لأنه ضار ولا يمكن أن يخدم هدف.
لكن ما الذي يضمن عدم حصول حدث يؤدي إلى خلق ديناميكية جديدة لا تستطيع أنت التحكم في عواقبها.
* أفهم من كلامك أن ما يحصل في اليمن جدير بكل هذا الاهتمام؟
- في تقديري أن احتمال أن تصبح اليمن مصدر تهديد حقيقي للمجتمع الدولي احتمال ضئيل. لكن المجتمع الدولي، نتيجة لعدم مصداقية الحكومة اليمنية في تعاملها معه، سنة سنتين ثلاث، أصبح المجتمع الدولي غير قادر على تصديق أن الحكومة ستقوم بما يجب القيام به بخصوص محاربة الإرهاب.
* بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا لا يمكنها أن تنتظر حتى تصبح اليمن مصدر خطر حقيقي.
- بالضبط. وهل انتظروا في المرة السابقة عندما ضربوا في أبين؟
*بماذا توحي دعوة جوردن براون إلى عقد مؤتمر دولي في لندن مكرس لبحث تدهور الوضع الأمني في اليمن؟
- أنا ألمس أن هناك نزعة ربما تكون انتهازية في الدعوة إلى هذا المؤتمر. يعني جوردن بروان على وشك أنه يخوض انتخابات في أبريل. تقديرات الناس أنه سيخسر. فهو سيستفيد من هذا المؤتمر بالظهور في الوسائل الإعلامية البريطانية لمدة ثلاث دقائق وهو يلقي كلمة مثلا. أي أن الدعوة لها مبررات داخلية في بريطانيا.
لكن الناس لا يجتمعوا على الفاضي. ولا بد من الخروج بنتائج فلديهم ما يقولوه. المجتمعين يوحدهم أمر واحد. فنحن "وصلنا لخير فقرنا"، يعني ما فيش احد عنده تطلعات ولا طموحات في الأراضي اليمنية للسيطرة عليها. فنحن قيمتنا عندهم قيمة سلبية دائماً. أما نحن مصدر للمشاكل أو لا شيء آخر. لسنا مصدر إغراء.
هم يجتمعوا في الأساس لكي يناقشوا شيء واحد: كيف نهدئ اليمن؟ كيف تكون اليمن مستقرة؟ ويطلعوا بقرار أن يتحدثوا مع اليمن بصوت واحد. والبحث عن آلية وأهداف لتنشيط قراراتهم ما يمكن تقديم مساعدات من المانحين تلبي هذه القرارات. أكرر.. الهدف التنسيق والتشاور والتفاوض والخروج بصوت واحد من أجل أن يضمنوا لليمن فرصة أكبر للاستقرار.
* لا يوجد بُعد اقتصادي أيضاً..؟
- ولا بيلاقوا أصحابنا مليم واحد. بعدين يا أخي ايش طبيعة الشحت البطالة هذه.
* لماذا بدأت المملكة المتحدة، وليس أمريكا، تظهر في الصورة عندما يتعلق الأمر باليمن؟
- شوف في حرب 94 ظهرت في الصورة أمريكا، خلال الأزمة والحرب. الآن بريطانيا في قضايا الإصلاح من 2006 ومن ثم مؤتمر المانحين وبريطانيا في الواجهة. وفي تقديري هذا نوع من تقسيم العمل. مصالح بريطانيا في المنطقة كبيرة مثلما قلت لك أن عندنا لا يوجد شيء يغري الأمريكان والبريطانيين. لكن مصالح أمريكا بالمنطقة في السعودية في عمان والإمارات في قطر، مصالح كبيرة جداً فهم عندما يجوا يساعدوا اليمن فليس ذلك إلا لأجل مصالحهم في الدول المجاورة. فيبدو أن أمريكا مشغولة في أفغانستان وباكستان والعراق. فهؤلاء يجو يخففوا عنهم ويتولوا قضية مثل اليمن.
* بالمقابل تولي أمريكا اليمن اهتماما غير عادي..؟
-الأمريكيين ملسوعين منذ أحداث 11 سبتمبر. عندما تصل الأمور إلى حدود القاعدة والإرهاب هم يظهروا اهتمامهم بطريقة مبالغ فيها. لكن التعامل مع اليمن يحتاج إلى عمل هادئ ومستمر لفترة طويلة وهذا الذي يقوم به البريطانيين.
* وضع استراتيجيات؟
- الدعوة للمؤتمر جزء منها. ومنها تكوين قسم أو مشروع يمن فورم في تشاوتن هاوس، وهو مؤسسة بحثية مستقلة لكن تملكها الحكومة البريطانية. وهذا المشروع الغرض منه إجماع الخبراء لمناقشة مشاكل اليمن، والوصول إلى استراتيجية واسعة تستفيد منها الحكومة البريطانية والحكومات الأخرى التي تقدم دعم لليمن.
وهذا هو العمل الصحيح. الدبابات والطائرات ما تحل مشاكل اليمن. نحن نريد معالجة الظروف التي أفرزت الإرهاب. ما الذي أفرز الإرهاب في اليمن؟ نقدر نقول الفقر، نقدر نقول البطالة، التعليم الديني المتطرف. لكن السؤال الثاني: ليش عندنا هذه المشاكل؟ لأن الدولة ضعيفة. طيب ليش الدولة ضعيفة؟ لأن السلطة تركزت في القمة، وهذا عطل مؤسسات الدولة الأخرى وجعلها غير قادرة على القيام بعملها.
يعني المدارس الدينية لا يفترض بها أن تكون مشكلة عندنا أبداً. يفتر ض أن تكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والوزارة وحين تشوف في المناهج شيء يخالف ما هو متعارف عليه في المجتمع اليمني من تدين متسامح ومتعايش، سواء كانت الشافعية أو الزيدية أو الإسماعيلية، لما يشوفوها يقولوا هذا ممنوع. للأسف الوزارة عاجزة، مثل باقي وزارات الدولة، هذا العجز هو نتيجة ضعف الدولة الناتج هو أيضا عن تمركز السلطة في دائرة ضيقة وأصبحت تأتي التعيينات من فوق، والمشاريع تأتي من فوق، والقرارات من فوق.
* إلى أي مدى يمكن أن يكون صحيحاً الاعتقاد القائل بأن هذا التداعي الغربي قد ينتهي بمقررات ذات طابع عسكري مباشر تعيد إلى الأذهان مصطلحات مثل الامبريالية والاستعمار؟
- مؤامرات على أيش؟ أيش معانا باقي يشلوه؟ البترول حقنا على وشك الانتهاء. الغاز حقنا في يدهم. والبترول كان في يدهم ولا زال بيدهم عمليا. والغاز حقنا ما يسوى حاجة مقارنة مع دول أخرى مثل قطر والسعودية، وهو بيدهم. أيش باقي معانا يأخذوه؟ اسأل نفسك: فكلما اشتدت الحالة على اليمن اجتمعوا وقالوا احنا نساعد اليمن. ولما تكون الأمور سابرة لا يحاولوا عمل شيء. ما لهمش أي هدف إلا أن الأمور تهدأ في اليمن وما تهدد مصالحهم الحقيقية في السعودية والخليج.
أما الحديث عن الموقع الاستراتيجي، فأنا مستغرب كيف عاد الناس يتكلموا عن الموقع الاستراتيجي، في الوقت الذي أمريكا عندها قاعدة في جيبوتي، يعني الفرق بين جيبوتي وميون 17 كيلو، أيش عاد ينفعها أنها تنتقل من جيبوتي، بلد ترحب بها وفتحت أبوابها، إلى بلد غير مرحبة بها. ما هو المنطق في ذلك.
*وسقطرى؟
-المسافة من سقطرى خلينا مثلاً نقول إلى مأرب، مثل المسافة من البحرين إلى مأرب. فلماذا يبني قاعدة بعشرين مليون دولار من اجل يقدر يضرب مأرب مثلاً. احنا ما فيش معانا شيء يغري العالم لكي يؤذينا، نحن الذين نؤذي العالم وقد أصبحنا منبع للإرهاب الذي خلاهم يجوا.
* هل تعتقد أن السلطة ضخمت من خطر القاعدة للحصول على دعم مادي إن لم يكن سياسي لمواجهة مشاكلها الأخرى؟
- طبعاً. المشكلة في السلطة أنها فقدت مصداقيتها مع شعبها ومع المجتمع الدولي. فأصبحت هذه التهم مقبولة عند الناس. ولا يوجد واحد يقول لك مش معقول! أنا مقدرش أقول لك ان هذا الكلام موجود. أنا هذا الكلام قد سمعته من صحفيين أجانب طرحوا نفس السؤال، مقدرش أقول أن هناك مؤشر في هذا الاتجاه، لكن ما قدرش أقول أن هذا شيء من الأشياء المستبعدة من الحكومة حقنا.
*لماذا يركز الأوربيون والأمريكيون عند تطرقهم إلى التحديات التي تواجه اليمن، على تنظيم القاعدة فقط، بينما يغضون الطرف عن الظروف الاجتماعية والسياسية التي أنتجت وتنتج قوى مثل القاعدة، فضلا عن المعضلات الاقتصادية والديموغرافية، والحوثيين؟
- هم لم يهملوا هذه القضايا. أولاً بالنسبة لقضية الحوثية، من البداية قالوا يا جماعة هذه حرب ما فيش لها معنى وقفوها ونحن سنساعدكم إذا أوقفتموها. ما أحد سمع. وتقول الدولة أن هناك تدخل إيراني قالوا ما فيش تدخل إيراني. إلى الآن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يرفضوا دعوى الدولة أن هناك تدخل إيراني في قضية الحوثي. بالنسبة للمشاكل الاستراتيجية التي هي أخطر من قضية الحوثي، التخلف في التعليم والمياه والفساد وضعف سيادة القانون الذي يحد من الاستثمارات الأجنبية أدى إلى إمكانيات التدخلات الخارجية في اليمن. فهل الحكومة حقنا بعبقريتها أم المانحون الذين يتابعونها ويعملوا معها اتفاقية تلو أخرى كي تتخذ الإصلاحات المطلوبة لمعالجة هذه المشاكل. والحكومة تلتزم ثم لا تنفذ. فأنا أقول مهمتين دائماً. ولم ينقطع هذه الاهتمام لكن الحكومة غير قادرة أنها تهتم.
*ما أكثر شيء يقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا؟
-شوف نحن بالنسبة لهم لا نمثل إلا قضية أمنية. وإذا كانت الأمور مستقرة في اليمن وهناك جوع وفساد ما حد يسأل علينا. لا توجد دوافع إنسانية بل استراتيجيات دول مصلحتها الاستقرار في المنطقة وعندها مصالح كبرى في دول غير بلادنا وحريصين على أن يساعدونا للوصول إلى هذا الاستقرار ونحن غير قادرين على أن نساعد أنفسنا.
* ماذا لو نجح عبدالمطلب وفجر الطائرة، هل يمتلكون ترف التدخل المباشر بعد الفشل الذريع الذي مني به الناتو في أفغانستان والعراق، فكيف ب"أفغانستان" على البحر؟
- هنا الخوف. ولو حصل حادث يكون من الضخامة في الشارع الأمريكي بحيث أن يجبر الحكومة الأمريكية على اتخاذ إجراءات لإسكات الشارع حتى لو أنها عسكرية ولو كانت خاطئة وفي غير مصالح أمريكا طويلة الأمد فقد يكون هناك أعمال انتقامية. وهذا يدل على أن الأحداث في أمريكا يمكن أن تقود إلى أحداث خطيرة في اليمن.
بالنسبة لمؤتمر لندن، أضيف إليه أن المجتمع الدولي مهتم بما يحدث في اليمن ولا يجد الاستجابة من الحكومة اليمنية. الآن يحاولوا أن ينسقوا بعد ان صرخوا بأعلى صوتهم أن هذه هي مشاكلكم وأنتم حاولوا حلها ونحن نساعدكم. ولكن إذا حاولتم الهروب من المشاكل الحقيقية وتجوا تقولوا لنا هاتوا مساعدات، هذه ليست مقبولة. فالمؤتمر لن يقدم دولار واحد لليمن وأنا أضمن لك. وليش يقدم؟ وليش طبيعة هذا الشحت. فأنت لم تستوعب مليار وسبعمائة دولار قدمها المانحون في 2006 وإلى الآن لم تصرف منها إلا 4%، بأي وجهة تروح تقول للناس هاتوا لنا مساعدات.
* لأن اليمن تقول أنها تواجه الإرهاب بمفردها؟
- أنت ما قدرت تستوعب 4 مليار دولار وسبعمائة مليون وتريد مساعدات أخرى! وهذه المبالغ التزموا بها فقط حتى يتم تقديم خطط ومشاريع مقبولة بحيث أن هذه الفلوس لا تروح جيوب الناس بل لمشاريع لمصلحة البلد. والناس يقدموا مساعدات، أولاً فكرة أصحابنا يقولون أن العالم ممكن يقدموا لهم مساعدات تحت التهديد بالقاعدة وهذا غير وارد. إذا لم تتخذ الإصلاحات المطلوبة في اليمن لإعادة اليمن إلى مسار العافية والاستقرار النمو لن تقدم مساعدات من أحد. حتى المساعدات التي التزموا بتقديمها خلال بضعة أشهر إذا لم تنجح الحكومة في تحريكها في اتجاه تنفيذ الإصلاحات، فلن تقدم. مؤتمر لندن ليس مؤامرة على اليمن بل هو محاولة للإنقاذ.
* براون لم ينسق قبل الدعوة للمؤتمر مع الحكومة اليمنية، فهل هذا دليل على أنهم ينظروا إلى اليمن عمليا باعتبارها دولة فاشلة؟
- شوف أنا قد قلت أن اليمن أصلاً هي دولة فاشلة.
*لا لم تقل هذا..
- أنا قلتها في مقالتي عن الديمقراطية. فبلادنا عندها مقومات النجاح، عندها القدرة، عندها جيش، عندها قضاء، عندها مجتمع مدني، عندها حكومة، موظفين، عندها وزارات، لكن عندما تختار ألا تمارس هذه المقومات فهي دولة فاشلة. وأنا أقول ما يحكمنا الآن هو مزيج أو هجين غريب من الدولة الفاشلة وسلطان الطاغوت. والطاغوت هو حكم أو سيطرة المشائخ على أماكنهم أيام زمان والحكم بالعرف القبلي والخروج عن سيطرة الدولة. كان يسمى طاغوت في التاريخ. فأنا قصدت أقول أن الذي يحكم اليمن هو خليط من دولة فاشلة وسيطرة مراكز القوى هذه التي تقدر تقول أنها طاغوت، ولما تجيء تشوف أنه عندما يختلف وزير مع شيخ من الذي يخضع الوزير أو الشيخ؟ الوزير. شيخ كبير يختلف مع رئيس الوزراء، زيما حصل مع مكي والشيخ الشائف، من الذي أُطلق عليه الرصاص؟ رئيس الوزراء. العالم يتعامل معنا كدولة فاشلة لأننا لا نمارس المقدرات المتوفرة لدينا. مصداقية صفر، وقرارات متناقضة، فهذا جعل المجتمع الدولي ينظر إلينا كدولة فاشلة.
*هل نسطيع القول ان ما أطلقت عليها "الديكتاتورية الناعمة" فقدت قدرتها على العمل أمام هذا الكم الهائل وغير المسبوق من التعقيدات؟
- الفرق بين الدكتاتورية الفجة والديكتاتورية الناعمة هو أن الدكتاتورية الفجة تحكم بقوة البوليس والدكتاتورية الناعمة تحكم بقوة الريال مع شوية بوليس.
الذي عندنا هو دكتاتورية ناعمة لكنها لا تستطيع أن تستمر. لأن استخدام أسلوب شراء الولاءات يكلف أكثر مما يتحمله الاقتصاد. أكثر من 60% من ميزانية الدولة اليوم تذهب إلى تغذية شبكة الموالاة، هذا فساد. وهذا ينهك الاقتصاد المعرض للانخفاض بسبب تناقص إنتاج النفط. هذا النمط لم يعد قابل للاستمرار أكثر من سنة أو سنتين على أكثر حال في غياب موارد غير متوقعة مثلما عملت السعودية عندما دفعت مليارين دولار الأمر الذي أجل الأزمة الاقتصادية، لكن لا أعتقد أنهم يستمروا في هذا. هل السعودية مستعدة لأن تدفع لنا مليارين؟ وإلى متى؟ وفي النهاية هذا المبالغ تؤجل فقط ساعة الحساب، وعندما تأتي ساعة الحساب تكون الأزمة قد تفاقمت أكثر وضعف الدولة ظهر أكثر، فيكون الحل بعدين أصعب.
*هل لا زالت الديمقراطية تمثل آلية ممكنة لإعادة الأمور إلى نصابها، مع الأخذ بعين الاعتبار بناء وطني هش ونظام اجتماعي مترهل ومؤسسات ضعيفة؟
- الديمقراطية معناها توزيع السلطة، توزيع القوة بين عدد من ممثلي المجتمع، لكن عندما تكون السلطة مركزة في مكان واحد، ما الذي بقي لتوزعه؟ فالديمقراطية هي الآن مجرد تمثيلية. يعني هل حصل في السنوات الماضية أن صدر قرار من البرلمان وأثر في حياتي وحياتك؟ ما الفرق بين برلمان الأطفال وبرلمان الكبار من حيث التأثير على حياة الناس؟ لا يوجد.
* الديمقراطية هي بناء مؤسسات ولا تقتصر فقط على إجراء انتخابات..
- نعم. وتوزيع حقيقي للسلطة والثروة وتوزيع للمسؤليات.
* لكن لو توفرت لدى السلطة أو لدى أي قادم محتمل رغبة حقيقية لإجراء انتخابات نزيهة وحقيقية؟ وهل تعتقد مثلاً أن المجتمع مهيأ لمثل هذا الأمر تماماً؟
- انظر، الديمقراطية هي درجات. والديمقراطية الحقيقية نصل لها عبر مقومات على مدى أجيال. دولة مستقلة اقتصادياً، الطبقة الوسطى الواعية لمصالحها، مقوم أساسي من مقومات الديمقراطية، وبالمقابل إذا ما فيش ديمقراطية فنحن نكون مضطرين لتكرار نفس الأخطاء التي حصلت لنا في الفترة الماضية، الثلاثين أو الأربعين السنة الماضية. لا بد من وجود رادع يحد من تركز السلطة.
*معظم الأنظمة تظن نفسها منتخبة..
-طبعاً، بعض أسوأ الأنظمة في العالم الثالث كانت منتخبة. فالديمقراطية ليست عصا سحرية. تمنع كل المشاكل، لكنها بوليصة تأمين تقلل من مخاطر تركز السلطة الذي يؤدي إلى تدمير الدول. أما بالنسبة للنظام ورغبته في الديمقراطية، فالديمقراطية خدمته في الفترة السابقة كأداة شرعنة. هو عمل كل مظاهر الديمقراطية وترك الأصل، الأساس في الديمقراطية وهو توزيع القوة توزيع السلطة وتوزيع الثروة، لكن أنا أقول أن هذا هو الذي أدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وطالما ان السلطة والثروة تمركزت في يد رئيس الجمهورية فهذا يعني أنه أصبح أقدر وأفضل شخص لمعالجة هذه المشاكل الناجمة عن تركز السلطة، طالما لديه هذه القدرة الهائلة فهو يستطيع أن يحدث تغييرات في المجتمع أسرع بكثير مما يمكن للديمقراطية أن تفعل وفي وقت أقل. إذا قرر أن يستخدم السلطة التي لم يتمتع بها أي حاكم في اليمن من قبله على مدى التاريخ الذي نعرفه. فلو قرر استخدامها لإجراء إصلاحات لإنقاذ البلد من الانزلاق إلى هاوية الفشل. الذي ينقص هذه الوصفة هو توفر الإرادة السياسية في اليمن، وإذا لم تتوفر الإرادة السياسية فالبلد بخير.
*أنت ماذا تتوقع من الرجل؟
-صعب الحكم على شخصيته، ولكن في تقديري أنه على قدر من الذكاء بحيث يستطيع إدراك صعوبة الوضع الذي هو فيه. لولا أنه محاط الآن بجماعة من المطبلين الذين يقولون له كل شيء تمام، فهؤلاء سيودون به إلى ما لا يحمد عقباه.
*وهو هل فقد القدرة على الرؤية بالكامل؟
-والله كبشر حين تكون محاط بعدد كبير من الناس يقولوا لك بشيء ثم يأتي شخص يقول لك شيء آخر مخالف لرأيهم أنت تأخذ برأي الأغلبية. هو ليس رجل اقتصاد، رؤيته الاستراتيجية محدودة جداً. نحن جربناه 30 سنة وتبين أنه لا يتمتع برؤية استراتيجية عميقة حول بناء الدولة. هو معتمد على من حوله، والذين حوله يقولوا له كل شيء تمام، وإلا هل معقول عندما ظهر في قناة دبي الرياضية يقول ما فيش مشكلة في الجنوب، ومشكلة صعدة لا تضر، والقاعدة ماهلهاش. والسنة الثانية تقام الالعاب في أبين عند الشيخ طارق الفضلي.
* هذا لا يعني أنه لا يدرك خطورة الوضع بل يعتبر هذه نوع من الحذاقة السياسية؟
- أنا أعتقد أن عنده مشكلة خطيرة في الحصول على تقييم حقيقي للوضع الذي هو فيه. عنده مراكز بحوث ماذا عملوا له؟ لم يقدموا له ورقة ويقولوا له تعال عالج هذه المشاكل التي نحن نواجهها، مشكلة الحراك وصعدة والقاعدة، والفقر، والاقتصاد، ونضوب المياه، والفساد في القطاع النفطي وهذه قصة وحدها.
* علي ماذا يراهن؟ على الحظ؟
- واحد عندما يكون قد حكم 30 سنة وخرج من تحديات وصعوبات ومؤامرات لا حصر لها تصبح ثقته بنفسه أكثر مما يجب.
*نفترض حدوث فراغ مفاجئ في السلطة، ما هي من وجهة نظرك أكثر السيناريوهات احتمالا وحتمية؟ ومن هم اللاعبون المحتملون لملء الفراغ؟
- أولاً هذا سؤال نظري. من هو احكم من لن يجيب عليه. لكن انا سأرد عليه. خذ في بالك أنه بسبب تركز السلطة على هذا النحو لم يعد هناك مجال للمراقب أين ستذهب تلك السلطة؟ وهل ستبقى؟ أصبح كل ما هو متعلق بهذا الأمر بين أربعة جدران. ولا أعتقد أن هناك أحد في اليمن يقدر يقول لك في حالة حدوث هذا الفراغ أين ستذهب هذه السلطة. ونحن نعرف بالتأكيد أنها لن تذهب إلى نائب الرئيس لأنه لم يصدر به قرار وليس له مكان في الدستور.
*تحدثت عن أمراء الحرب..
- معنى ذلك تجزأ وتشرذم، وهذا الاحتمال الذي نقدر نشوفه الآن. قل لي من الذي يحكم مأرب الدولة أم القبائل المشايخ؟ قل لي من الذي يحكم شبوة؟ من الذي يحكم أبين؟ من الذي يحكم صعدة وعمران والجعاشن؟ فأعتقد أن الحديث عن الفراغ المفاجئ غير مجدي لأننا لا نستطيع أن نعرف كيف ستسير الأمور. وأريد أن أضيف شيء بخصوص تبادل السلطة إذا لم تتخذ إصلاحات لإنقاذ البلد من الانهيار فلن يكون هناك تبادل سلمي ولا عسكري للسلطة، لأنه لن تكون هناك سلطة، والنظام سوف ينهار (الدولة).
* هذا السيناريو هو المرعب، فالمجتمع الدولي يفضل ترميم النظام من الداخل على أن يبني دولة من الصفر؟
- طبعاً هم موقفهم، حسب ما ألمس، بعد تجربة العراق وأفغانستان، هو أنه عليهم أن يبذلوا جهداً قبل أن تخرج الأمور من سيطرتهم، وتكون التكلفة باهظة، وعندئذ قد يضطروا لإرسال قوات ويدخلوا في نزاعات. هناك صحفي سألني ما معنى لو حصل انهيار ودخلت قوات أوروبية وأمريكية لليمن؟ قلت له أنا أجيب لك نموذج بسيط 300 حوثي يحاربوا الجيش السعودي شهرين ولا زالوا محتلين جزءاً من أراضيه. فعلى النظام أن يدرك أن موضوع الخلافة التي الآن تستوعب معظم تفكيره ومعظم وقته وقدراته، سيصبح موضوع ميت خلال سنتين، إذا لم يتخذ إصلاحات ضرورية لتفادي هذا الانهيار.
*يتحدث الحكم عن الصوملة كمرادف للحرب الأهلية، في مواجهة حديث التغيير، هل من الحكمة أن تتجاهل المعارضة أو الحراك الجنوبي والحوثيون هذا الابتزاز وتمضي بلا هوادة في تقويض النظام؟ وما هي الطريقة المثلى للتعاطي مع هذا المأزق؟
- هذا التهديد بالصوملة في غير محله. أنا أعتقد أن هذا التهديد عندما يأتي من النظام "انا ومن بعدي الطوفان"، غير مفيد لا للنظام ولا للبلد. فعندما يسمع المجتمع الدولي الرئيس يقول من بعدي الطوفان، كيف يجيء يستثمر؟ هذا غير مفيد. ومن المفروض أن نتوقف عن هذا الخطاب. أنا في تقديري أن اليمن لا يمكن أن تكون صومالاً، لأن لدينا تقاليد دولة عمرها آلاف السنين. لأنه في تقديري إذا حصل فراغ فنحن قد شفناه من قبل ولن يكون هذا أول مرة. ففي 67 كان فراغ 68 و74 و 78، باعتبار أن السلطة كانت متوزعة في المجتمع فكان الناس يجتمعوا ويعيدوا بناء نظامهم السياسي. الآن السلطة قد تجمعت في مكان واحد وأصبحت قدرة المجتمع ضعيفة على إعادة بناء نظامه السياسي. لهذا أنا أتوقع أنه ممكن تحصل فترة من الفوضى في حال انهيار النظام. لكن لا زال هناك تقاليد تستطيع بناء الإجماع تقاليد توارثناها منذ القدم يجتمعوا قيادات المجتمع ويعيدوا تشكيل الدولة.
* كلامك الأخير سياسي، الآن ثمة نزعات انشقاقية لم تكن موجودة من قبل، كانت فكرة الوطنية والولاء والانتماء في بواكيرها، لكن الآن تآكلت، بعد الوحدة لم نختبر كيف سنتخطى فترة انتقال السلطة؟
- أعرف أنت تتحدث عن الجنوب. لأنه مثلاً صعدة ومأرب أين بتروح؟ نحن الذين أوصلنا الجنوب إلى هذا الوضع وما كان أسهل من معالجة القضية الجنوبية. انهيار النظام لن يؤدي إلى صومالي ولكن إلى فترة من الفوضى وحكم الطاغوت، لكن سيجتمع الناس بعدما يستنفدوا قدرتهم على الصراع، ويعيدوا بناء إجماع وطني على إعادة تشكيل نظامهم السياسي، لكن لا استطيع أن اضمن أين ستكون حضرموت.
*بعيداً على الفوضى المحتملة كيف تنظر أنت لموضوع الجنوب بناء على ما يحدث حالياً من معالجات أو عدم المعالجات من عنف..
-الذين ينادون بالانفصال لا يزالون يستخدمون هذا التعبير لأغراض تكتيكية "خوفه بالموت يرضى بالحمى". و"أعطونا حقوقنا يا حكومة مركزية واحنا نتوقف عن المطالبة بالانفصال"، لم يستجب لهم أحد. ومع الوقت، خاصة الآن مع تطور الصراع إلى حرب أهلية غير معلنة في الجنوب، ماذا تسمي ذلك، فكل يوم يموت عسكري يموت مواطن. لا ينقصنا شيء عن الحرب الأهلية إلا الإعلان، اشتباكات في كل مكان وقتلى وجرحى يسقطوا يوميا. فمع سفك الدماء قد يتحول هذا الموقف التكتيكي إلى عقيدة أيديولوجية، عندها تأتي تقول لهم خذوا حقوقكم يقولوا لك نحن لا نريد حقوق نريد انفصال. أخشى أننا اقتربنا من نقطة التحول هذه. كلما استمرينا في استخدام الأساليب البوليسية للسيطرة على السكان في الجنوب كلما دفعناهم نحو تبني الانفصال كعقيدة أيديولوجية لا تراجع عنها. ولا ألوم الحراك أنا ألوم الحكومة.
* أظن أن حدوث الانفصال غير ممكن أو متعذر تماما؟
- طبعا.ً الذي يحدث حالة من الفوضى. فالجنوب لم يعد قابلاً لكي يكون دولة واحدة.
*حتى الانفصال يحتاج وحدة..
-نعم، ولو افترضنا وحصل الانفصال فإنه لن يحصل إلا مع انهيار الدولة المركزية. من الذي سيقنع بالحضرمي أن يبدل اللواء الشمالي بلواء من الضالع أو من يافع أو من ردفان.
* يجد المجتمع الدولي نفسه مضطرا للعمل مع نظام حكم يقال أنه لا يحظى سوى بنسبة ضئيلة من الشرعية، كيف تفسر ذلك؟ وإلى ماذا تعزوا غياب قوة وطنية بديلة يمكنها الاضطلاع بتحقيق شرط انتقال السلطة بكلفة أقل؟
- المجتمع الدولي لا يتعامل إلا مع النظام الشرعي الذي أمامه. والنظام القائم لا زال يحظى بدرجة من الشرعية تسمح بالتعامل معه. المجتمع الدولي بصم على الانتخابات الأخيرة ولو على مضض، وبالتالي لا تقدر تناقش في الشرعية لكن الشرعية هذه بتنهار كلما اختبرت. معنى ذلك أن الذي ممكن يحصل هو أن المجتمع الدولي إذا وصل إلى نقطة من اليأس من استجابة النظام القائم، فقد يتخذ إجراءات معينة كأن يقاطع ويعلن حصار اقتصادي، لكن لا أعتقد أن المجتمع الدولي سيتدخل في السياسة الداخلية لنصرة طرف على طرف في ظروف اليمن، لأن اليمن ليست مهمة إلى هذا الحد.
*في مؤتمر لندن ريما سيمارس المشاركون ضغوطا من أجل إصلاحات قد تفضي إلى انتقال السلطة..
-العالم يتعامل معنا على أننا دولة ديمقراطية، وبالتالي فالتبادل السلمي للسلطة جزء لا يتجزأ من نظامنا السياسي، وطبيعي أن المانحيين عندما يتعاملوا معنا هم يتوقعوا أن الإصلاحات ستؤدي إلى خلق بيئة مناسبة للتبادل السلمي للسلطة.
النظام يستطيع أن يبقى في السلطة من خلال آلية سليمة من 50-60 سنة. على سبيل المثال حزب العمال الثوري في المكسيك ظل في السلطة 70 سنة، لكن بطريقة سلمية عن طريق مؤسسات، والذي حاصل بمنأى عن المؤسسات. في المكسيك كان الحزب هو المؤسسة للدولة بأكملها، وفي اليابان نفس الحكاية حزب واحد استمر في الحكم لأكثر من 60 سنة. أنا أسألك هل المؤتمر العام حزب؟ هل هو مؤسسة؟ هو مجموعة أفراد مرتبطين بمصالح وبقيادة مرتبطة أيضاً بصفة غير مؤسسية، ولا تمارس من مهمات الحزب طوال السنة أي شيء إلا لما تجيء الانتخابات. حزب حاكم مفروض أن استراتيجيات تخرج منه، وسياسات الدولة تخرج منه، وهو الذي يحاسب وزراءه عندما يغلطوا لأنهم يضروا بالحزب. هل سمعت يوما أن المؤتمر استدعى وزير. لا توجد مؤسسات، فقط الاعتماد على العشيرة. هذا كله يحتاج إلى تغيير كامل في الأطر الدستورية لنظام الحكم.
* كيف تفسر مسألة غياب القوة الوطنية البديلة؟
- نحن مررنا بمرحلة من التحديات الاقتصادية التي أفقرت الشعب. والنظام كان جزء من هذه التحديات. نتيجة للفقر ونتيجة لظهور موارد البترول التي تروح مباشرة إلى خزينة الدولة وتصبح تحت سيطرة وتصرف النظام، ظهر نمط من الأنظمة السياسية، وهو نمط مدمر جدا تعاني منه كل الدول التي تعمد على مورد واحد. ونحن مشكلتنا تختلف عن مشكلة السعودية في أن المورد هذا قليل جدا، وبالتالي أدى إلى تشوهات أخطر مما يحصل في البلدان الأخرى، نتيجة لذلك أن الفئات المجتمعية الأخرى التي لا تستطيع أن تسحب من موارد البترول ليس لديها القوة الاقتصادية والمالية التي تمكنها من تنظيم نفسها في شكل فعال، نتج عن ذلك أن الأحزاب الموجودة أكثرها أصبحت تعتمد على المنح الرئاسية ومن الصعب أن تستمر بدون هذه المنح الرئاسية. وما دام أنها من الضعف بحيث أنها لا تستطيع أن تعيش إلا على هذه المنح فلن تكون فعالة في الساحة السياسية.

* انتقدت بشكل غير مباشر في مقالتك عن الديمقراطية أحزاب اللقاء المشترك وقلت أنها ظلت متفرجة على الوضع ظناً منها أنها ستكون الرابح الأكبر في حال انهيار النظام، فإن هذا لن يحدث وسيسيطر على الوضع لاعبون آخرون .. فما الذي يمكن أن يفعله تكتل اللقاء المشترك الذي يحظى بنوع من الثقة والتقدير إلى حد كبير أفضل من المشاريع الأخرى التي تود فرض نفسها مؤخرا القاعدة، الحوثي، الحراك؟
- الإخوة في اللقاء المشترك صراحة، ولو صراحة موجعة، موقفهم سيء. هذا الوضع في الساحة السياسية لليمن هو كان نتيجة للتحالف القديم بين الإصلاح والنظام. الحزب الوحيد الذي عنده قاعدة جماهيرية كبيرة هو حزب الإصلاح. هذا الحزب اختار في فترة تحالفه مع النظام أن لا يمارس السياسة على مستوى القواعد وكانت السياسات تمارس في جلسات مغلقة على مستوى القمة. لاحقا استطاع حزب الإصلاح أن يتحرر من جو الصفقات هذا رغم ضغوط القيادة السياسية عليه، لكنه لم يطور أساليب عمله بما يتفق مع هذا التحرر. خذ مثلا، أين المظاهرات التي يخرجها الإصلاح؟ البلد مرت بعشرين مصيبة خلال السنوات الماضية أين المظاهرات؟ أنا أتصور أن الأحزاب يجب أن يكون شغلها طوال السنة وليس في الانتخابات فقط. تنتقد، تعارض، تحشد الجماهير ضد السياسات الخاطئة طوال السنة
* الإصلاح أصبح الآن ضمن تكتل اللقاء المشترك بغض النظر عن حجمه وقوته .. وهذا التكتل خرج في مظاهرات وأقام مهرجانات كبيرة .. مثلاً في تعز أخرج أكثر من مظاهرة بشأن قضية المياه وقضايا أخرى، وكذلك في الجنوب بفترة سابقة فضلاً عن سلسلة طويلة من المهرجانات في المحافظات في فترة سابقة؟
- مظاهرة بين الحين والآخر أفضل من عدمها؛ لكن كيف تستطيع أن تحدث تغيير في سياسات الدولة إذا كنت لا تعبر عن رأيك، وتحشد قواك وتظهر حجمك ووزنك بحيث أن الدولة تضطر أنها تستجيب لهذه المطالب؛ هذا لم يحصل .. الأحزاب الأخرى الصغيرة قدراتها محدودة.
فأنا لما قلت أنهم منتظرين سقوط النظام معتقدين أنهم الوريث الطبيعي كنت أقصد هذا .. المشترك، وبالذات الإصلاح، عليه أن يمارس المعارضة بشكل فعال: اعتصامات، مظاهرات، كتابة رسائل، حتى إذا وصل الأمر إلى حد المقاطعة .. أو النزول إلى الشارع، وهذا يعني انه يصبح في مواجهة مفتوحة مع النظام.
* وهذا ما يخشاه ولا تريده أحزاب المشترك وخاصة الإصلاح .. إذا كان النظام لم يتحمل مجموعات هنا وهناك ويواجهها بشكل بوليسي كما قلت فلن يتحمل قوة كبيرة يعتبرها الخطر الحقيقي عليه.
صحيح .. لكن هذا إذا كان الإصلاح غير مستعد أن يمارس وظيفته كأكبر حزب معارض لكي يغير سياسات النظام .. المسألة ليست أبيض وأسود إما سكوت أو مواجهة مفتوحة؛ هي درجات ولا تصل إلى المواجهة المفتوحة إلا عندما تيأس من كل شيء .. الكتابة في الصحف وهي محدودة القراءة كما نعرف لا يكفي، لكن الخروج في وسائل الاعتراض والاحتجاج أقل من المواجهة المفتوحة كان خيار متوفر لم يمارس.
فأنا قلت إن الناس سيلجأون في النهاية إلى انتماءاتهم الأصلية وبالتالي المسألة ليست أوتوماتيكية يذهب هذا النظام ويأتي المشترك أو حزب الإصلاح محله .. لا، الناس سيذهبون إلى الزعماء التقليديين، إلى المشائخ وأمراء الحرب، إلى الناس الذين يجمعوهم، وبالتالي عليهم أن يحاولوا أن يغيروا من سلوكيات هذا النظام الآن لكي يمنعوا الكارثة بدلا من انتظار قطف ثمارها.

* هل ترى أن خيار مشروع اللقاء المشترك بقيادة الإصلاح خيار آمن ومطمئن بالنسبة لكثيرين في الداخل والخارج؟
لن أعلق هو آمن أو غير آمن لكنه، بالتأكيد الخيار الوحيد. غير هذا .. الحديث عن ائتلاف بين الإصلاح والمؤتمر أؤكد لك في هذه الحالة سقوط الجنوب في دوامة؛ لأن صمام الأمان في موضوع الجنوب هو وجود الحزب الاشتراكي اليمني خصوصاً بقيادة ياسين سعيد نعمان، وإذا فقدنا هذا الخيط الأخير بيننا وبين الجنوب فإنه سيذهب باتجاه خطر جدا.

مشروع اللقاء المشترك الذي قلت أنه الخيار الوحيد بالنظر إلى المشاريع المعروضة حاليا .. هل تعتقد أنه إقليمياً ودولياً يمكن التعامل معه بقدر كبير من الثقة وأقل قدر من الشكوك وخاصة أن الحزب الكبير فيه هو حزب إسلامي؟

- عقدة الحزب الإسلامي أعتقد أن المجتمع الدولي قد تجاوزها .. هم أدركوا أن هناك عالم إسلامي بأكثر من مليار مسلم، هذا عاجلاً أم آجلاً ستحكمه أحزاب إسلامية .. فهل نعادي الإسلاميين كلهم كي نتجنب شر 1% من المتطرفين .. هذا ليس منطقي .. المجتمع الدولي يتقبل مثلاً الإسلاميين في تركيا، ومستعدين يتقبلوهم في اليمن .. حتى في غزة لو أن حماس قبلت باتفاقية أوسلو التي أسست السلطة الفلسطينية كان المجتمع الدولي قبلها.
*ألا يحق لليمنيين تعليق الآمال على الحوار المزمع إجراؤه ؟
- هذا الحوار إذا نجح فلن يكون له إلا قيمة محدودية جداً في إعادة درجة من المصداقية للنظام السياسي.
* تقصد الحوار الذي دعا إليه الرئيس؟
- لا، حوار وثيقة فبراير بين السلطة والمعارضة الممثلين في مجلس النواب، إذا نجح لا تكون له فائدة إلا في إعادة درجة من المصداقية للنظام السياسي، لأن القضايا التي بتعالجها أصبحت قضايا ثانوية مثل الانتخابات وإعادة هيكلة النظام السياسي، التحديات الآن تحديات كبرى، لكن إذا فشل الحوار معنى ذلك أن آخر شعرة في مصداقية النظام تكون قد انقطعت. فهو أهم للنظام مما هو للمعارضة لأن المجتمع الدولي ينظر للنظام من خلال هذا المنظار البسيط الذي هو الشيء الوحيد المتوفر.
* ماذا بشأن الحوار الذي تعد له السلطة وكذلك الذي قامت وتقوم به المعارضة؟
- انا أرى بأن الاثنين كل واحد يحاور نفسه. يعني لا السلطة مستعدة تشارك في حوار المعارضة ولا الأخيرة مستعدة أن تشارك في حوار السلطة.
* الفرق بين حوار المعارضة وحوار السلطة أن الأول توجه للمجتمع وهناك شخصيات من خارج المشترك مشاركة فيه.
صحيح لكن إذا السلطة لست مستعدة للمشاركة فيه فقيمته السياسية محدودة.
* لكنه قد يصل إلى إجماع شعبي وبالتالي يكون هناك ضغط أكبر على النظام؟
- ما طرحه الحوار الوطني أعتقد أنه فيه كلام كثير، لكن هناك نقاط أسياسية تقدر تقولها في صفحة ليست موجودة؛ في نفس الوقت أي حوار يخلق درجة من الإجماع بين بعض الناس هو أفضل من اللاشيء؛ على الأقل أنه يمكن أن يصلوا لرؤى وتقارب لكن نتائجه السياسية ستكون محدودة إذا النظام لم يشارك فيه أو لم يقبل بالنتائج.
عدم التوازن بين النظام وباقي المجتمع من السوء بحيث أنه أي إجماع وطني لا يشارك فيه النظام غير قادر على إحداث تغيير.
*ألا تظن بأن للخارج دور في الدفع بالرئيس لمحاورة خصومه؟
- طبعاً هذه المسألة على صفحات الجرائد. وزير خارجية عمان دعا للحوار وأمير قطر دعا إلى الحوار ووزارة الخارجية البريطانية.
* هل يقتصر الحوار على السلطة واللقاء المشترك أم يشمل بقية القوى المؤثرة، الحراك والحوثي مثلا؟
- هذا بالتأكيد يشمل الجنوب بما لا يدع مجال للشك، يشمل أيضاً صعدة. الشيء الوحيد الذي لم يطالبنا العالم بالحوار معه هو القاعدة، لكن فخامة الرئيس تبرع وطرح موضوع الحوار مع القاعدة. والعالم ضج.
*بالنظر إلى كل هذه الفوضى، هل تتوقع أن تجرى الانتخابات النيابية في موعدها؟ وإذا أجريت هل ستشكل فارقا من نوع ما؟
- أولاً شرعية النظام قد تآكلت في أماكن كثيرة. وأصبح من غير الممكن أن تجري انتخابات ذات معنى. الذين شاركوا في الانتخابات التكميلية في حضرموت 9% ، يقول لي واحد من أبناء حضرموت أن هؤلاء هم الشماليين العائشين عندنا، موظفين وشقاة وعسكر. فإذا الجنوب لن يشارك في الانتخابات وحضرموت وكذلك صعدة والجوف روح جرب حظك، ومأرب، كيف سيبدو الأمر.
*إذن ما فائدة اتفاق فبراير؟ أم تقصد أن الأمور ستكون على هذا النحو في حال عدم وجود توافق سياسي؟
-التوافق السياسي لن يؤثر في موقف الحراك. لا تنتهي المشكلة بمجرد انجاز توافق مع اللقاء المشترك ثم تجرى الانتخابات، بل إن المؤتمر يهدد بأن اللقاء المشترك إذا لم يأت معه في الانتخابات سيخوضها منفردا، لا أدري أهذا من قبيل المناورة أم قد هو عمى؟
* لو كان المؤتمر يمتلك الإمكانية والجرأة كان سيخوض الانتخابات في عام 2009 ناهيك عن 2011..
- ليس هناك أسوأ من جرأة الجاهل. الحمد لله أن أصحابنا ليسوا جهال وإلا كانوا عملوا انتخابات حينها بالجرأة المطلقة، وكانت النتائج ستكون مدمرة على النظام السياسي والبلد. ولو كنت جزء من النظام السياسي كنت سأسأل نفسي سؤال: إذا المجتمع الدولي يأس من التعامل معي فما هي خياراته المتاحة؟ أنا لن أجيب لكن هم يعرفوا.
*هناك من يطرح أن الفوضى أسوأ من الطغيان، إذن بين الفوضى والطغيان ماذا بوسع المرء أن يختار؟
-الأمور لا تطرح بهذا الشكل. إما طغيان أو فوضى. أنا لا أعتقد أن الشعب اليمني عاجز عن حكم نفسه إلا إذا قد تبدلت الأمور. الشعب اليمني حكم نفسه خلال الخمسة آلاف السنة الماضية ويستطيع أن يحكم نفسه. فالبدائل ليست أنا ومن بعدي الطوفان.
* هذا كلام سياسي.. أظن أن في ذهنك رد آخر؟
-في الحقيقة توجد نافذة من الفرص تضيق مع مرور الوقت. والذي يستطيع أن يستفيد من هذه الفرصة هو الذي يمتلك القوة السياسية وليس نحن. إذا لم يستغل قوته السياسية لعمل الإصلاحات فالبلد على وشك الانهيار. عندها لن نخير، لا أنا ولا أنت، هل نفضل الطغيان أو نفضل الفوضى، ستكون الفوضى حتمية.

*[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.