حاولت أن أجد نفسي بدونك بلا جدوئ ،يا ترى كيف يحيا عاشق بدون حبيبته؟ توقعتك ترحلين فحاولت الرحيل قبلك كي أجرب طعم الفراق وجدته صعبا للغاية الثواني تمر ثقيلة في غيابك عني. بالفعل كان هذا البعد قرارا مني ،فكيف لو فرقنا النصيب كما يزعمون ، حين لا يريدون النجاح لحبيبين اختار طريقها لوحدهما. شعرت بالألم يختزلني ، هذه تجربة فكيف لو فقدتك للابد ماذا ساقول عنك وكيف ستمر الايام بدونك ،المرارة بلا شك هي ما ساحيا به . وهل سابقئ علئ قيد الحياة اذا فقدتك في يوم ما . كيف سيكون صباحي جميل بدون سماع صوتك ؟ وبدون قراءة اخباركِ وكيف كان يومك كم اطلقتي فيها من ابتسامة مزيفة وانت من الداخل متعبة مثلي،لا تريدين أن تبتسمي . هكذا هم العشاق يعيشون في جحيم دائم ،يأتيهم الجرح من اقرب الناس اليهم لكنهم يستمرون ،رغم وعورة الطريق الذي يودي الى مالا نهاية التمسك بحلول بسيطة للقاء . القشة ضعيفة ،والسراب بعيد ،والحزن متواصل ،والعناق غريب ،والزمن قاسي ،وقريتنا تعيش على الدوام بعاداتها فقط. من يتمرد عنها فهو محروم ،محروم لا تعترف بالحب ،ولا يسكنها العشاق ،ولا يقطن فيها الشعراء . لا تستغربوا إن وجدتم عاشقا قرويا متمردا. فقد اجبرته العادات على التمرد . حين قررت أن أغادر هذا العالم الوهمي ،لا أنكر أني استفدت اشياء ،لكن لا فايدة بدون رؤيتك ،والتغزل بك . قرآت رواية رؤوس الشياطين ،فايقنت انني كنت شيطانا ،لولا حضورك . قرآت أرني أنظر اليك ،فامنت بأنك مدد السماء و حورية الجنة . افتقدت جمالك الروحي ،وحروف تعزفينها كل مساء . انا لست متسول جنسٍ كما يكتب الكثير عن تلك الجميلات من خلف الشاشات ،يتغزلون بجمال اتى به التقدم وعمليات التجميل الحديثة. اما أنتِ فلا أعرفكِ لجمالك الخارجي ،بل لاني احب مكنونات نفسك ،وخلجات مشاعرك ،والترنم بحديثك . كل ضيق أمر به ،تبعدينه عني بحكاية بسيطة وانا اعرف أن أطباء العالم لن يستطيعوا إبعاد قلق اشعر به جراء طقوس الحياة العابرة وموت الكثير بحالات ضيق النفس المعروف موخرا بكورونا،ومخالطتي لهم. كان آخر مريض خالطته، قد مات بعد خروجه من غرفة الاشعة.السبب واضح انقطع عنه النفس ولم يكن في حياته فتاة يتنفس بها كي يعيش. حين تحضرين تبعدين كل هذا الكم الهائل من القلق بكلمة بسيطة منكِ او ربما عبارة لكلمات محدودة. حين غادرتك،احسست بكل الآلام تعود ،وحين عدت إلى حديثك ،اصبح كل شيء تافها يكفي حضوري لأقرأ كلماتك . اقرآك في كل الحروف ،اتاملك في كل الوجوه ،أرتاد بخيالي معك جبال تونس ،ونسافر في شوارع فرنسا ،ونقيم في جزيرة وسط بحر متلاطم الأمواج، لكن اهلها يعيشون بهدوء رغم كل المخاطر. اسافر معك جبال الألب، وانتظرك بين الصفا والمروة ،وارنو ببصري تجاه السماء كي ارى قمري يطفئ ضوء كل النجوم . سواحل بلدنا مستعمرة والا لاخذتك اليها فبحارنا تمر بها سفن نفطهم، بينما جنائزنا تشيع بدون علاج. وبدون سفن ايضا. لابحر نجتمع فيه ونشكوه همومنا ،ولا بر يخلو من قنابلهم والغامهم ،ورصاصهم الغادر. لم اعد أءتمن حتى الرياح لتوصل قُبلتي كعاشق،ربما ستسقط في أرضهم واتعرض للعقاب. ربما تطفي هذه القبلة رصاصهم فيوذونكِ .او تنثر قنابلهم التي يحملونها فتفجرهم فحينئذٍ سوف اعاقب. يقولون علي كان ينام بجوار سيفه ،فهاهم يمشون على مسيرته ،فقط الفارق أنه كان بطل مواجهة صناديد الكفر ،بينما هم أبطال علينا نحن الغلابى. أسد عليا وفي الحروب نعامة.