فالحياة قد تصل بك أن لا تسوى العيش معها ، ولا تساوي الإستمرار والبقاء فيها مالم تغضب فآن تغضب على الحق فذلك الحياة فكيف لا تغضب فقد وصل البغي والظلم آلى الحلقوم وياحيف. ولم يعد بالإمكان الاستمرار والسكوت على مجمل الأوضاع النكدة والخربة والمقيتة الممجوجة التي وصلت بحياة شعبنا في كل حضرموت واديا وساحلا . قد يعيش الحيوان حياة الغاب والقوي هو المتمكن بالبقاء أمام الضعيف وليس له مكان أمامه .. ولكن هناك في الغاب من متسع رحب وفسيح للنجاة والإفلات من قبضة الجبروت والتسلط ، وحتما سيجد لقمة العيش والملاذ الآمن. ولكن ذلك المتسع من المكان والأمن ليس متاحا في حياة البعض من الجنس البشري كما هو الآن حاصل في المواطن من حضرموت على طول واديه العظيم الذي لم يعرف عنه طوال تاريخه آلا بوادي الخضرة والأمن والسلام والرخاء . فما الذي جرى ؟ فهل بقي من حياة المواطن الحضرمي داخل حضرموت من شيء ؟! نعم لم يعد له شيء .. فقد سلبت منه كل شيء .. الروح والأرض والحقوق .. فهل هناك مجالا للغضب ..؟ إن الأرض والثروة المغتصبة من قبل عتاولة وجلاوزة العصابات من شمال اليمن ليست بأثمن او بأغلى من الدماء الزكية التي سفكت وتسفك كل يوم على أرض حضرموت دماء أشرف وأنبل العناصر وأعرق القبائل من الحموم وآل كثير ويافع حضرموت والقبائل الأخرى إنهم لا يرعوون القتل بالجملة .. تحقيقا لمصالحهم الدنيئة والحقيرة . فأين أنتم ؟ وهل من غضب ؟ ينادي الباطل فيهم قائلا ان ساحة مطاركم بسيئون وان ثرواتكم النفطية هي جزء من ممتلكات فلان وفلان من صنعاء او مأرب .. فأين تذهبون ؟ فهل من غضب ..؟ هل يتجرأ اكبر شيخ قبلي فيكم ان يدعي بان جبلا ما في صنعاء والحديدة وإب ملكا من أملاكه ؟ ناهيك عن الموانيء والمطارات او المزارع بين الاودية المائية ذلك أمر مستبعد .. بل دونه الموت ..فهل هم أكثر رجولة ونخوة وحفظهم اكثر منكم على الحقوق والأموال . فاين ذهبت رجولتنا واخوتنا شجاعتنا إن لم نحافظ على حقوقنا بدمائنا وأرواحنا ؟ بل اين نحن من تلك الدماء والأرواح التي ذهبت تنادي قائلة وامعتصماه فهل يروق لأبناء حضرموت جميعا من أعيان وقبائل وسادة ومشايخ بالوادي فهل يروق لهم أن ينعموا ( بالحبوة ) وهم متكئون على الأرائك والفرش وأن يتلذذون بنعيم ماطاب من مأكل ومشرب وأبناؤهم يتخطفون وتنثر أدمغتهم و تسيل دماؤهم في كل ركن من مدن وطرق وادي حضرموت ولا يرف لهم جفن بل ولا تغلى فيهم الدماء وامعتصماه . فأين الغضب ..؟! فهل ما أصاب البعض منكم من فتات الخزي والمهانة وهي أصلا من خيرات وثروات حضرموت جعلت من البعض ان يستكين ويهادن ويسكت على ما حل بآخوته وأهله فاين الغضب . سرني ما سمعت من بيان وقد اعطيتم مهلة عشرون يوما لتحقيق بعض وليس الكل من المطالب فهل بعد بيانكم (الهادىء ) من مساومة وتنازل بحق ارواح ودماء واراضي وحقوق شعبكم فيا مقادمة ومناصب ومشايخ واعيان القبائل اقول لكم : آجتمعوا على الحق واعلنوا الغضب . فليس أمامكم إلا الغضب .