بالأمس غادر حسين الذي تعدى الطفولة بعام ، ظنا منه أن الغضب رجولة ، فأرد أن يغضب كي يكون رجلا مع أقرانه ( كما زعموا ) ، فزج به في غيهاب جب ، ينسيه حضن أمه وفخر أبيه به ؟! ، و اليوم تنغص أفئدتنا المكلومة صيحة أم عدي تؤرق وسادات هروبنا إلى غد أسود ، عدي الذي مضى بعد عامين من طفولته يبحث عما يظن بأن يجعله رجل فوق مقود باص يوفر منه أوراق بنكنوت تمنحه إحساس بالنضج ( يعاني من ضمور في المخ ) ، متحديا مرضه ، هو الآخر يتهم بتهريب أحد عشر رجل من السجن ؟؟؟! أي قوة منحتها السماء له ، في يومه ذاك ، من غذاء أو عشاء بالكاد توفره الظروف لأهل عدن ( أطفال وشباب وفتيات ونساء ورجال وشيوخ) ، كي ينافس شمشون في قوته وطرزان في خفته ، ويساعد في فرار أحد عشر رجل ؟! أي سجن هذا الذي لارقيب ولاحسيب له ، ولا جندي ولا حارس ولا عسكر لبوابته و في ساحته و فوق منه وأسفله ،،،، حتى التهم لاتجيدوا فنون تلفيقها ، لنبتلعها لكم ، و نقول لأولياء الامور : ( أن أبنائكم يستحقوا ذلك ؟! ) ، حتى الشهود أن شهدوا بالترغيب أو الترهيب والعنف ، ستظل لعنة القناعة المعدومة بالحدوثة الكذبة تلاحقهم . وفي ذات المكان وربما ذات الحبس الموصد بحديد صلب أجاد الحداد صنيعته ، أوالزنانة حيث قتل حسين ، يسقط عدي مغشيا عليه بلا طعام وبلا دواء ؟! لاشريعة ولا عرف ولا قانون طوارئ يبيح لكم إغتصاب براءتهما ووأد أحلامهما ؟! والتنطط فوق أجسادهما ، تلذذ لتعذيبهما ، بمنطق القوة المسلحة و ظلم حفظ النظام و إجحاف الضرورة ، تلك الاعذار التي تستخدمونها ، كلما لطخ الدم أيديكم ، وكلما تعلقت الأرواح في ذممكم ؟! . إلى متى ستبقى هذه المدينة تشوه ملامحنا ، و تمزق شفاهة إبتسامتنا ؟! إلى متى ستترك فينا أوشام من دماء الأبرياء ، و أثار من بصمات الضحايا ؟! ضريبة الإنتقام من مدنيتها وسماحتها وتسامحها ، بأن تقتلوا أبناءها عن عمد وقوة ، وأن تهزموا الآباء بخوفهم و تقهروا الأمهات بالآمهن ،، ألا صبرا أم حسين فأن الله قد ألتمس كمد دموعك ، وصبر أم عدي فأن الله سمع وجع صيحتك ... فلترفعا أيديكما إليه رجاءا ، فلن يردكما قريب أو بعيد ، أنه غياث المقهورين ومغيثهم ؟!