صباح الخير بنات الحوية وأيوب يدير تراتيل صوته العذب من على باص يسير بي نحو شارع جمال : "يابنات في الحوية خبرني وقولين في قداكن بنية شفتها قبل شهرين " صباح الخير لجميلة في محل الفواكه وقفت لشراء البرتقال ووجنتيها أشهى وألذ صباح الخير للهدوء في شارع جمال ولصبية تقف أمام الصيدلية الدوائية، ربما ربما تلقي بركاتها على أقراص الأسبرين لمرضى القلب وتعود إلى غرفتها. صباح الخير لبائع الثلج وقد رفع صوت أيوب مدندناً " ألاااامعين ألا يالله يا رازق الطير" بائع الثلج هذا الذي يمنح مدينتنا ما نجابه به حرارة الصيف. صباح بائعة فطير "الذرة" وقد جلست بجوار بائعة اللحوح تغني لها "لحن الحقول" صباح الخير لطبيبة في مشفى خاص، تسألها عن الطبيب المناوب فتجيبك " لمو مو تشتي" فتدرك أنها من بنات الحي القديم. صباح الخير لسائق باص مرَّ جواري بهدوء رزين يمضع أغصان القات وقد رفع صوت أيوب " ضمني يا حب لملمني واسيني وعاتب" صباح الجميلات في حي الجمهوري وقد بسطن حزام الحقائب في صدورهن كسراط مستقيم. صباح الخير لقهوة الزبيدي وقد اشعل تحتها الفحم القادم من "الرُبيعي" بحسب قوله وأضاف لها قطرات الحليب. صباح الخير للمشاقر وبائعة المشاقر ورائحة المشاقر من يد صبرية تتعامل مع الورد تعامل الأم للبنين. صباح كل شيء هنا بمذاق أيوب يهتف بالحياة صباح الحب والجمال