*خواطر اجتماعية* الكل يستطيع التميز بين الضأن الوديع اللطيف والثعلب المكار والمخادع هذه العبارات ليست سردا لحكاية جميلة في إحدى مجلات الأطفال ؛ لا. بل هي تعبير ومصارحة عن ظاهرة انتشرت في عموم أرجاء البلاد والعالم ألا وهي ظاهرة النفاق الاجتماعي، وليست المشكلة في ثعالب البشر الظاهرين فيمكن تلافي خطرهم فأنت وأنا نعرفهم بشكل جيد وسنضل دائما منتبهين لهم ولا في الضأن فهو لا يؤدي البثة وإنما المشكلة في ذلك *الثعلب البشري الذي قتل الضأن المسكين بلا ذنب وجريرة وأخد جلده ليرتديه وليسير بين الناس بصورة الحمل الوديع اللطيف*. هذه الظاهرة يمارسها كثير من الناس وهي نتيجة من نتائج سقوط المنظومة الأخلاقية والتي تحدثث عنها في مقال سابق، *النفاق الاجتماعي* يجعل أفراد هذا المجتمع يفقدون الثقة فيما بينهم وهذا يرتد على مجتمعنا بشكل سلبي أكثر مما نتصور ووفقا لما يتحدث عنه علماء الاجتماع والباحثين في علم النفس فإن هذه الظاهرة لا يمكن كبثها والسيطرة عليها بسهولة حال دخول هذه الفكرة في عقل وكيان الإنسان واعتقاده وأن كل البشر من حوله منافقون ويبحثون عن مصالحهم الشخصية، وتظهر هذه الظاهرة في مجتمع ما كتصرفات تنتقل إلى الأبناء بقصد أو من غير قصد مما يعني ظهور جيل بأكمله يحمل هذه الخصائص السيئة، ومن تبعاتها *المصلحة الشخصية* فمصلحتي فو الجميع،ولو على حساب حقوق الناس متناسين أن المجتمعات النهضوية قامت على أساس المصالح المشتركة بين أفرادها متكاملين، فمصلحتي فوق الجميع شعار مدمر وفي النهاية تنهار مصالح الجميع وهو نتيجة من نتائج حكاية الثعلب والضأن وسقوط منظومة الأخلاقيات. فما هو النفاق الاجتماعي وماذا يقصد على المستوى الذي نتحدث عنه؟: ولنأخد تعريفا مختصرا ومبسطا عنه: *هو أن تأتي كل شخص بما يرغب في سماعه فتأتي هذا بلون وتأتي الأخر بلون آخر ولو بين متناقضين ولا تهتم إلا بمصلحتك الخاصة ولو على حساب المصلحة العامة*. نحن نعاني في مجتمعنا ومجتماعتنا العربية من النفاق الاجتماعي بصور متشعبة ومختلفة ذاك أن المجتمعات العربية التي نعيش فيها بوجه عام مزيج مختلف من الأفكار والأطروحات والمبادىء والقيم في رقعة جغرافية محددة المساحة وما يحدث هو صراع أفكار مختلفة وهي ظاهرة صحية كما أنظر إليها فهل اتفق الناس كلهم على كل الأمور في مرحلة ما؟ ماوقع هذا وهو مستحيل عقلي. ولناخد العبارة الذي افتتحت بها المقال بنوع من التحليل: *أيها الثعلب ارتدي جلد الضأن وبإمكانك أن تتجول بأريحية في حظيرة الدجاج* لا يستطيع شخص ماكر وخبيث أن يتجول بين الأبرياء من الناس ودس ما يرد وهو على صورته الحقيقية والذي يرمز لها بالثعلب لأنه مكشوف الهوية فالثعلب ماكر وخبيث والدجاج لا تحبه فهو يفترسها لهذا كله يصعب تجوله بينها إلا أن الضأن يستطيع، ولكي يستطيع الثعلب الوصول لفرائسه من الدجاج لا بد أن يستخدم وسيلة ما من الوسائل حتى يتخفى تحتها، فيقرر أخد جلد الضأن المسكين والتستر به حتى يدخل للحظيرة وأخد ما يشتهي بالتحديد هذا ما يحصل معك في مجالات الحياة المختلفة وأنا فقط أفتح عينيك لأخطاء ارتكبتها وأنت لا تدري لأن عناصر تلك العبارة غابت عنك، بالتاكيد أنك قابلت ثعلبا بشريا يوما ما حاول الايقاع بك والدس بينك وبين أصدقائك المقربين وكان يقعد معك تتبادلون أطراف الحديث الشيق والممتع وتضن في نفسك أنه صديق وفي جاد الزمان به عليك ثم فجاءة يقع الغدر والخيانة وتتغير الأمور. دعني أساعدك قليلا وفكر مليا في هذه التصرفات الاجتماعية: *أولا: من أنت؟ الثعلب أم الضأن، أم الدجاج؟* *ثانيا: كيف عرف الثعلب طريق الحظيرة؟* فكر معي: الثعلب ارتدى جلدا ليس أكثر فلماذا خدعتك المظاهر؟ تخدع المظاهر كثير من الناس وتجعلهم يسيرون خلف أحدهم من غير السؤال وبلا معرفة المحتوى العلمي والأخلاقي الذي يحمله *فقد يقال عن هذا مهندس؛ لكن. هل هو مهندس بارع؟ وهكذا* وأنصحك أن تبتعد عن السطحية الفكرية فهي داء قاتل. عند وجود مشكلة لا تهتم كثيرا بمن هم وإلا ستقع في ظلم الآخرين لا محالة، فقط اهتم بالمعطيات الذي حولك وتبين صدق أحدهم من كذبه. *إن كنت الضأن فلماذا سلمت نفسك بسهولة ولم تقاوم؟* الضأن عليه أن يقاوم وهو تشبيه لشخص يريد تحقيق أحلامه وعند أو معارضة يجدها يتخلى عن نفسه، فمن الآن عليك توقع العقبات وبذكائك تستطيع التخفيف من حدتها أو تحريف مسارها. أما الثعلب البشري فحتى الثعلب الحيوان أكثر شرفا منه ولا يرضى أن يكون بموقعه المعيب فهو يأكل ليعيش أما هذا يثير الفتنة بين الناس ويؤذيهم فقط لأنه تربى على هذا الخلق السيء أو نقل إليه بالوراثة فأحمد الله أنك عرفته وابتعد عنه فورا ولا تصاحب أمثال هؤلاء فهم يجلبون المشاكل من العدم للأبرياء.