استنفذ السلطان التركي كل ما لديه من خطط أو برنامج للابقاء على عجلة التنمية والازدهار في وضعية دوران. وأحد الأسباب الرئيسية لهذا الاستنفاذ يكمن في أن رغبته الشرهة في الاحتفاظ بالقرار السياسي وكرسي السلطنة جعلته يطرد أبرز النخب السياسية والاقتصادية التي كان لها الدور البارز في تحقيق التنمية في تركيا. اليوم تواجه تركيا تحديات اقتصادية هائلة جدا، فضلا عن التحديات الكبيرة السياسية، الداخلية منها والخارجية، وطيلة السنوات الماضية لم يفعل أردوغان سوى أن عمل بدأب على مضاعفة اعداءه وزيادة حدة ووتيرة الصدام والصراع مع قوى دولية وإقليمة. لم يبق في جعبة "السلطان العثماني" سوى دغدغة مشاعر الناس من خلال الخطاب الديني حول المواضيع الحساسة. ولعلنا نتذكر جيدا كيف ظهر في قمة بشاعته عند محاولته اللئيمة لاستغلال العملية الإرهابية ضد مسلمين في نيوزيلندا، لولا أن رئيسة الوزراء النيوزيلندية كانت في أعلى درجات التحمل لمسئوليتها القانونية والأخلاقية، ففوتت عليه استغلال هذه الحادثة في سبيل إثارة مزيد من مشاعر الضغينة والكراهية بين الناس على أساس ديني، وحتى يتسنى له في نهاية المطاف الظهور بصورة البطل الإسلامي المنقذ! ما يفعله حاليا مع كنيسة آيا صوفيا استمرارا لنفس النهج المهلك، وستكون له عواقب وخيمة.