اليوم الاثنين 20 يوليو 2020 م تمر أربعون يوما على رحيل الرجل العصامي المثقف والاكاديمي أ.د ناصر علي ناصر وبهذه المناسبة أود استرجاع بعض من الذكريات والمواقف التي ربطتني به . تعرفت عليه في منتصف سبعينيات القرن الفارط عبر أخيه محمد علي ناصر الذي كان زميلا لي في الدراسة وكان أ.د. ناصر علي ناصر هو سبب توظيفي في الإدارة العامة للبريد والهاتف حيث كان هو الآخر يعمل في إدارة الهاتف قبل التحاقي في العمل حيث كون علاقات متينه مع الادارة والعاملين فيها وهذا الأمر سهل توظيفي انا وزملاء آخرين من ابرزهم الصديق المرحوم مقبل عبدالله محروق الله يرحمه ويغفر له . والزميل العزيز عبدالله سعيد بن بريك اطال الله في عمره حيث تم تعيينا في أمر إداري واحد . وعند توظيفي كان لايوجد لدي سكن في عدن حيث قام المرحوم د. ناصر علي ناصر بحل هذه المشكلة وسكنني في شقته في المعلا الواقعة بجوار جولة العقبة عند مدخل مدينة المعلا مع أخيه محمد علي الذي كان يعمل خدمة وطنية في المؤسسة العامة للنجارة وصناعة السفن في القلوعة ومكثت مايقارب عام كامل مع الأخ محمد علي في شقة الدكتور ناصر الذي غادر إلى بلغاريا للدراسة وبعد سفر الأخ محمد علي انتقلت إلى سكن أحد اقاربي في الشارع الرئيسي بالمعلا . ماذكر سلفا هو تلخيص لمواقف د. ناصر معي في بداية حياتي العملية والذي كان لها دور في تحديد مسار حياتي واستقراري في مدينة عدن التي عشقتها منذ الطفولة وتمنيت العيش فيها . هذه المواقف التي لن أنساها ماحييت واستمرت العلاقة وتوطدت مع الاخوين ناصر ومحمد كذلك مع بعض اقربائهم مثل والدهم العزيز الحاج المرحوم علي ناصر الكازمي وصهرهم الأخ الهندي بن علي وغيرهم ومن خلالهم تعرفت على أصدقاء آخرين من منطقة المحفد مثل الأخ عيدروس فدعق وعبدالله لصمع وعلي ناصر لخشع وغيرهم . الفقيد د.ناصر علي رجل عصامي بنى نفسه من الصفر وكان رجلا طموحا شق طريقة في مجال تلقي العلم والمعرفة وترك كل شئ في سبيل التعلم ونيل أعلى الدرجات العلمية حتي حصل على شهادة الدكتوراه وبعد العودة من سنوات الدراسة في الخارج تبوا العديد من المناصب الإدارية والحزبية حيث تحمل مسئولية سكرتير الدائرة الايدلوجية في منظمة الحزب الاشتراكي م/عدن ... وعمل مشرفا حزبيا على عدد من كليات جامعة عدن منها كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية . ثم انتقل للعمل في جامعة عدن وتدرج في العديد من المناصب في الجامعة منها نائب لعميد كلية الآداب ثم تم تعيينه بقرار جمهوري نائبا لرئيس الجامعة لشئون الطلاب واستمر في هذا المنصب العلمي الرفيع لعدد من السنوات ثم عين مستشارا لرئيس الجامعة ومما يجدر ذكره أننا في جمعية تنمية الموروث الشعبي وضمن فعاليات الجمعية الأسبوعية قمنا باستضافة د. ناصر نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب في إحدى تلك الفعاليات وخصصنا موضوع المحاضرة التي سيلقيها د.ناصر حول العلاقة بين الجامعة ومنظمات المجتمع المدني وقد كانت من انجح الفعاليات حيث حضرها لفيف من المثقفين والأكاديميين وتم إغناء موضوع المحاضرة بالعديد من النقاشات والأراء البناءة (يوجد لدي تسجيل لهذه الفعالية ) رحم الله د. ناصر علي ناصر واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون .