ربما يسوقنا جميعاً تفكيرٌ و تساؤلٌ دقيق و مثير للجدل هو أين ذهب الشرفاء من أبناء بلدي ؟ وليس مجرد تفكير فحسب بل أصبح هاجساً كبيراً لدى الكثيرين.. هذا الهاجس والتفكير يدعو للتأمل كثيراً والتأني قليلاً.. فعلى مدى سنوات الحرب الماضية اختفى صوت العقل وعقل الشرفاء وشرف الساسة الذي لاشك أن خبرتهم السياسية و خوضهم معترك الأحداث المتوالية في اليمن قد أفرزت لديهم قناعات وتصورات بمخرج آمن لليمن.. لماذا لم نعد نراهم أو يستفيد الساسة الحاليين منهم ؟ قد نجد البعض منهم ممن هم ضمن المعركة الحالية لكن صوت الحرب أعلى من أصوات العقل وكما يقول المثل اليمني ( مخرب غلب ألف عامل) .. الكثير من شرفاء الوطن فضلوا المكوث في منازلهم ليس حياداً أو هروباً من مسؤوليتهم بل لأن عاصفة الأحداث كانت أكبر و حيدت الشخصيات السياسية و الإعلامية والثقافية و الإجتماعية ليكن مصيرها البيوت.. مثل هؤلاء حان الوقت لأن نسمع أصواتهم بقوة وشجاعة فالوطن بحاجة ماسة لهم أكثر من أي وقت مضى ليعودوا لنشاطهم السياسي والمهني فلربما يعود الوطن خاصة بعد أن فقد أبناء الشعب اليمني الثقة بالساسة المراهقين الجدد الذين يغلبون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الوطن العليا وأصبحت ثقافة الأنا والذات هي الصوت السائد على وطنٍ أنهكته الحروب و الأزمات.. قد يقول قائل وهل يعود أولئك المتسببين بما آلت إليه اليمن اليوم ؟ أقول أن اليمن مليئة بالشرفاء لكن ما ينقصنا هو الدقة في إنتقاء و إختيار الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والوطنية.. وقد يكون قائل آخر أن المستجدات السياسية هي من أبعدت كل صوت حر ! صحيح. لكن تأسيس مؤتمر جامع لتلك الشخصيات الوطنية و خروجهم برؤية وطنية موحدة تفضي إلى حوار يمني يمني لا يستثني أحد يخرج اليمن من عنق الزجاجة وفقاً للمرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي خاصة بعد أن أثبتت الأممالمتحدة و مجلس الأمن عدم جديتها لوقف الحرب في اليمن حتى أضحى اليمنيون لا يثقوا بهما.. فمن الصعب أن يستفرد طرف واحد على السلطة والثروة وإن طالت هذه الحالة فهي إطالة أمد الحرب.. هذه الخطوة لو أقدم عليها شرفاء اليمن لأنقذوا غرق السفينة و جنبوا الوطن مزيداً من التمزق و الشتات الذي لحق باليمن واليمنيين .
ياسر هادي مدير عام التأهيل والتدريب في وزارة الإعلام اليمنية