قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث له والحياء شعبه من الايمان وقالت العرب قديما إذا لم تستح فأفعل ماشئت-ونحن في اليمن ابتلينا بمسئولين وقاده وفي كل مفاصل السلطة ومؤسساتها وهيئاتها لا يعرفون الحياء ولا يخجلون إلا من رحم الله فكل واحد منهم يأتي إلى هذا المنصب وكل همه كم يستطيع أن يهبر من المال فالوقت قد يكون قصيرا بالنسبة له ومثلما قد اتت به الأقدار فقد تأتي غدا بغيره فتجده أن كل تفكيره ينصب في معرفة الطرق القصيرة التي توصله إلى مايريد وليس إلى مايقدمه للناس من خدمات وأعمال وانجازات تخدمهم . ولعل الوضع الذي تعيشه البلاد من حروب وانقسامات وصراعات مسلحه وفقدان الدولة لهيبتها قد ساعده على تسوية وضعه المادي وبسرعة شهور تمضي وقد أصبح استاذ في فنون الفساد والافساد وفي أساليب الرشوة والخصميات والاختلاس أصبح يفهم في البزنس واكتسب خبره في إدارة المطاعم والمنتزهات أو في أعمال الفندقيه والعقارات أو في تجارة الاسلحه و الممنوعات وغيرها اكثر مما يفهمه المسكين في إدارة أعماله الحكومية ومهام مسؤولياته المناطه به لهذا لا غرابه اذا رايته قد أصبح يمتلك ارصده في البنوك وبالعملة الصعبة والعقارات والاستثمارات والسيارات ولديه حراساته في العمل والبيت وحيثما راح وله سطوه وغطرسه وعنجهية على عباد الله ونسي هذا المنحوس نفسه ماذا كان بالأمس وكيف كانت حياته قبل أن يأتي إلى هذا المنصب لقد أصبح كحوت القرش يلتهم ويبتلع كل شي دون خوف من الله أو وازع من ضمير واي ضمير؟! وقد أعطى لضميره اجازه او اطلق عليه رصاصة الموت نعم نحن بحاجه ماسه وملحه الى مسئولين يستحون ويخجلون من الله تعالى وسيكون عندهم ضمير حي يحاسب صاحبه ويؤنبه على كل أفعاله السيئه التي مارسها من خلال منصبه هذا وجمع من خلالها كل هذه الأموال والعقارات والتي اكتسبها من حرام وعلى خيانته لأمانة المسؤولية التي أعطيت له بالواسطة أو المحسوبية أو غيرها وهو ليس اهل لها أن مانعانيه اليوم من مصائب وازمات ومشاكل ووو طوال السنوات أو العقود الماضية هو بسبب الاختيار غير الصائب لهؤلاء المسؤولين في وزارات ومرافق ومؤسسات أو في قيادة مناطق أو الويه وغيرها أما بسبب الحزبية أو المناطقية أو الولاء المطلق ولو أحسنا الاختيار حقا ووضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب لكنا اليوم في احسن حال وماوصلنا الى هذا الحال المزري والمخيف ويكون السؤال المطروح أمامنا اليوم هل نبحث عن هؤلاء المسئولين ويصدق واخلاص وسنجدهم فالوطن لا يخلو منهم ولكن متى سيأتي زمانهم؟!