الثقافة هي عادة وممارسة تمارسها الأمم، سلبية أو إيجابية، وهي التي تحدد حضارة الأمة ابتداء من تعامل الفرد وممارسته اليومية، سواء المتعلقة بالاستهلاك المأكل والملبس أو التعامل مع الآخر مثل قيمة الثأر والانتقام واحترام النظام والنظافة والتعامل مع الأوساخ المادية والمعنوية، فقبل أن نرى وطناً نظيفاً لابد أن نوجد مجتمعاً نظيفاً وفرداً نظيفاً، ولهذا جعل الرسول صلى الله عليه وسلم النظافة والايجابية من شُعب الإيمان وهو يقول « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»، وهنا يأتي الحياء كصورة من صور النظافة الروحية، حيث يقترن انعدام الحياء بحضور الموبقات «إذا لم تستح فاصنع ماشئت». كما أن الإنتاج وحب العمل ثقافة إنتاجية والسلبية والارتزاق والتسول ثقافة سلبية تحدد صورة المجتمع،ونحن نجد أن الدول المتطورة مثل اليابان تعتبر العمل عقيدة وأسلوب حياة، بينما تعتبر بعض المجتمعات المتخلفة العمل والتجارة عيباً ومنقصة والنهب والسلب شجاعة وأسلوب حياة، وهي العادات التي تحدد مسار التخلف والتقدم الذي يبدأ من الفرد وعاداته وأخلاقه«وكيف ماتكونوا يولى عليكم» وجمعة مباركة. [email protected]