«النظافة من الإيمان» جملة شهيرة حفظناها في الصفوف الأولى دراسة وهي جملة بسيطة وعميقة تربط بين النظافة والإيمان وتدفع الإنسان كي يكون مؤمناً وهو مايعني النفور من الأوساخ والقاذورات المادية والروحية الجسدية والحسية. كي يكون المؤمن مؤمناً فلابد أن يكون نظيفاً في جسده وثوبه وبيته وشارعه ومدينته وقوله وعمله ومعاملته وهذا يوجد نفسية حضارية على مستوى الفرد والجماعة. والمجتمع النظيف لايمكن أبداً أن يتعايش مع الفساد والأوساخ, يتبع النظافة النظام لأن النظام صورة من صور النظافة, فالعشوائية هي شكل من أشكال القذارة وتعكس وباءً نفسياً ومرضاً وانحرافاً في المزاج. ومن أجل مجتمع مدني ومنظم علينا الاهتمام بالنظافة وتربية الأبناء على النظافة حتي تتحول إلى عادة و عبادة وثقافة راسخة في المجتمع. والنظافة هي قيمة مرتبطة بين الروح والمادة ولهذا نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشبِّه الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام بنهر أمام بيت أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات... هل يبقي من درنه شيء. كما أشترط الوضوء كطهارة جسدية كشرط لصحة الصلاة التي هي طهارة ونظافة روحية علينا أن نتعامل مع النظافة كعبادة وعلامة على الإنسان السوي حتى نرى شوارعنا نظيفة وأعمالنا وأخلاقنا نظيفة لكي نكسب مجتمعاً نظيفاً ووطناً خالياً من القاذورات والقمامة والفساد والعنف فكلها تعكس غياب النظافة في الروح والأخلاق والمظهر العام. وجمعتكم مباركة. [email protected]