الشرعية اليمنية رئاسة وحكومة ، سلطة تعز الأحزاب السياسية ، كل هؤلاء مصابون بفقر شديد في الإحساس بالمسؤولية ، وفي استشعار واجباتهم نحو المواطنين، يعانون من غياب الضمير الوطني فضلا عن الإنساني ، إنهم في سباق محموم لمن سيكن أكثر قبحا ووصولية وانتهازية . غلاء فاحش ، تدهور مريع للعملة الوطنية ، انعدام تام للخدمات الأساسية ، عدم صرف رواتب الموظفين التي لا تكاد تفي في أحسن الأحوال لشراء ملابس محترمة لطفل، ومع ذلك تتعامل السلطة الشرعية مع رواتب الموظفين وكأنها ليست حقا لهم ، كفله الدستور والقوانين النافذة ، تستخف بمسؤولياتها بمنتهى الصدق ، وتتخلى عن دورها في رعاية شؤون اليمنيين بمنتهى الأمانة ، لا تخلص إلا في الإيغال في زيادة معاناة الإنسان اليمني ، كل همها هو تكدير عيشه ، تستمع بآلامه وجراحه ، تبني مجدها السلطوي من عذاباته. أقبل عيد الأضحى المبارك ، ومئات الآلاف من الموظفين الذين يعولون زهاء خمسة ملايين نسمة بلا رواتب، والسلطة الشرعية تغط في نوم عميق ، لا يعنيها أمرهم، يكفيها أن مسؤوليها يستلمون رواتبهم بالعملة الصعبة، اليمنيون يدفعون أثمانا باهظة ، ثمن الحرب ، وثمن فشل وفساد سلطة شرعية ، أصبحت قناعا لكل هذا الوجع والدمار والخراب الذي حل باليمن أرضا وإنسانا. صبر الموظفين نفذ ، لا يمكن لهم أن يحافظوا على كرامتهم المنتهكة ، ويأخذوا حقوقهم المصادرة ، ويستردوا قوتهم وقوت أطفالهم من أفواه الوحوش ، إلا بإضراب شامل واعتصامات مفتوحة أمام مقار السلطات الشرعية ، وتصعيد سقف المطالب التي ماطلت السلطة الشرعية في الاستجابة لها ، على رأسها رفع الأجور والمرتبات بما يتناسب مع الوضع المعيشي الصعب ، وصرف رواتب الموظفين المتأخرة دفعة واحدة دون اجتزاء ، هل سيدشن الموظفون حراكا ثوريا سلميا ؛ لتصحيح مسار الشرعية اليمنية هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة ؟