عندما كنا أطفالا وتجمعنا أي مناسبة كنا نقول لبعضنا ( تعالوا با نلعب مكاردة ) أي مطاردة بحيث يطارد بعضنا بعضا، وكنت أظن أن الفعل(كرد ) كلمة عامية من لهجة دثينة وغيرها من بعض مناطق اليمن، وبينما كنت يوما أقرأ في كتاب كليلة ودمنة إذ ذكر في سياق الكلام عبارة (كرده) ثم علق في الحاشية : (كرده تعني طارده ) فأستغربت من ذلك، كيف لمثل هذه اللفظة الغريبة أن تبقى محافظة على حروفها وحركاتها ومعناها طول هذه القرون ؟! ثم أردت أن أتأكد من ذلك فنظرت في قواميس اللغة العربية فوجدت ما يلي :
-- في لسان العرب الكرد / الطرد والمكاردة المطاردة. كردهم يكردهم كردا / ساقهم وطردهم ودفعهم وفي خبر عثمان لما أرادوا الدخول عليه لقتله : جعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم ويكردهم بسيفه.
-- وفي صحاح الجوهري يقال فلان يكرد القوم / كأنه يدفعهم ويطردهم.
-- وفي تاج العروس والكرد / السوق، وطرد العدو كردهم يكردهم كردا.
-- وفي كتاب الغريبين للهروي وفي الحديث " فحمل عليهم بسيفه فكردهم " أي طردهم.
-- وفي مقاييس اللغة لابن فارس يقال هو يكردهم / أي يدفعهم ويطردهم .
-- وفي تهذيب اللغة للأزهري قال الأصمعي : كردهم كردا ... إذا طردهم.
وقريب منه في معجم العين للفراهيدي، وفي المحيط في اللغة للصاحب ابن عباد.