باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



امتزاج اللغة العربية بالشعر اليمني القديم
هذا هو تاريخ اليمن ( الإرهاص )
نشر في الجمهورية يوم 28 - 12 - 2006

ولمزيد من البرهنة على شاعرية اليمانيين «عصر ما قبل الإسلام» نسوق هنا ترجمة لكوكبة أخرى من أولئك النجباء الذين عاشوا عصر ما قبل الإسلام بزمن طويل وبعضهم بالقرب من انبلاج شفقه وبعضهم ممن عاشوا الفترتين فتخضرموا ولاشك أنهم قد قالوا شعرهم وصاغوا خطاباتهم وحكمهم وأمثالهم باللغة الفصحاء أو (المتينة) هذه التي نتكلمها اليوم لأنها كانت ولا تزال لغتهم كما أثبتنا ونثبت هذا لاحقاً أما كتاباتهم فقد كانت بالمسند والجزم معاً إلا أنهم تفردوا بالمسند كميزة لهم.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن كتاب الإنجيل قد كتب بخط الجزم هذا في اليمن عام 520م قبل مولد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين عاماً كما أوحت رسائل بعض نصارى نجران إلى إخوان لهم من الغساسنة. على أني أؤُكد هنا أن هؤلاء المترجم لهم هنا ما هم إلا قطرة من مطرة إذا ما نسبوا إلى شعراء وخطباء وحكماء اليمن في العهود القديمة. لإقناع من لم يقتنع بعد.
والآن لنتساءل هل ما قام به الدكتور/ يوسف محمد عبد الله من جهد طيب ترجمة للقصيدة كما أشار إلى هذا في الغلافين؟! أم أنه قام بنقل المعنى على حد تعبيره ، أو بمعنى أوضح قام بتبسيط القصيدة وشرح غوامضها كما يعمل بقصائد امرء القيس وغيره من شعراء عصر ما قبل الإسلام؟! إنني أقول بلا أدنى تردد وبكل ثقة واطمئنان: أنه لم يقم إلا بتبسيط القصيدة وشرح غوامضها ليس إلا، وأن الصعوبة في ذلك ربما جاءت من عدم الرجوع إلى أمهات المعاجم، والاعتماد على قاموس لغة النقوش، حيث اتضح أن أكثر من 75% من مفردات القصيدة كلمات تحتل مكانها في المعاجم؛ لأنها هي أصل لغة العرب المتداولة اليوم، والكثير منها لا يزال متداولاً على ألسنة الناس ضمن قاموسهم اليومي يومنا هذا وإلى ما يشاء الله، إلا أنها أهملت من قبل أولئك الذين وضعوا المعجمات القديمة، أو قاموا بشرح قصائد الشعراء، أو فسروا القرآن الكريم، أو وصفوا كتب الأدب والتاريخ، لأسباب كثيرة، منها حسب تعبير مطهر الإرياني:
1- الاجتذاذ والمراد به هو أنه بعد أن انحصروا في هذه الساحة من الجزيرة العربية، يعني الحجاز وما حولها مكانياً، أخذوا من العمق الزماني لتاريخ العرب العريق عصوراً طويلة، وتوقفوا في الغالب أمام مدة لا تزيد عن مائة وخمسين عاماً قبل الإسلام، وأخذوا يؤسسون عبرها صرح الحضارة والثقافة العربية، فكانوا كمن يؤسس بناءً تأسيساً عشوائياً ابتداءً من طابقه الأعلى، أو كمن يجتذ أغصاناً علوية من دوحة ثقافية عريقة ويحاول أن يلم شعثها ليكون منها دوحة أخرى. وبذلك أهمل جذع الدوحة وجذورها الراسخة العميقة لا خارج الجزيرة فحسب،بل وفي أرض الجزيرة العربية نفسها.
2- الانحصار وقد قصد به أمرين زمانياً ومكانياً. فالزماني يعني أنهم وضعوا من الزمن غرته وأبهى عهوده، إذ تركوا جانباً عهود الحضارة اليمنية (العربية الزاهرة) حضارات عاد وثمود وقحطان وعهد بنيه المباشرين. وهي المعروفة لدى الدارسين للحضارات السامية القديمة. والمكان قصد به أنهم حصروا ساحة الحضارة العربية على الجزيرة العربية بل وعلى جزء صغير منها، هو ذلك المحيط بمكة وكانت أنوفهم أقصى ما ينظرون!! وهذا أمر مؤسف وغاية في الخطورة إذ كان سبباً رئسياً من أسباب نسيان التراث العربي الحقيقي وضياعه!!
3- الانقطاع وقد أراد به (أن العرب في جزيرتهم هم ديموغرافياً وجغرافياً جزء لا يتجزأ من الكيان الكلي لدول العالم القديم العربية. وقد اضطلعوا بدور عظيم في نشأة تلك الدول وتجديد قواها، فلما ضعف شأن هذه الدول في ظل النمو التوسعي للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية أراد الله لمهد العروبة الأول أن يضطلع مجدداً بأعظم أدواره، ولكن لا على أساس قومي فحسب، بل وعلى أساس إنساني عالمي يعم برسالته السامية البشرية جمعاء.
4- البدونة
وتتجلى أكثر في الجانب اللغوي، فعلى الرغم من أن الكيان الكلي للغة العربية القديمة بما فيه من البنى اللغوية، التي يمكن أن يطلق عليها اسم اللهجات المتمايزة، كان في مجمله كياناً حضرياً وحضارياً، واستطاع أن يتواكب تطوراً وتطويراً مع حضارات عظيمة، نشأت على مدى الساحة العربية العامة كلها. وعلى الرغم من أن لهجة قريش التي نزل بها القرآن الكريم (لم ينزل بها، وإنما نزل بلغة العرب بجميع لهجاتهم) (نزل القرآن على سبعة أحرف) فيما بعد كانت في طور تكوين (الجامعة العربية اللغوية) التي تستوعب الأرقى والأكثر تطوراً من جميع اللهجات العربية القديمة والناشئة بعد التقوض الحضاري، إلا أن اللغويين العرب الأوائل الذين لم يبدؤوا التدوين إلا في وقت أكثر تأخيراً قد ألزموا أنفسهم بمنهج لغوي يحد من مداهم الميداني الطبيعي الواسع زمنياً ومكانياً، ويرتكز هذا المنهج على الاعتقاد بالمنشأ البدوي للغة العربية، وبالتالي اعتبار المنابع البدوية هي المصدر الأول للمادة اللغوية، وبذلك وضعوا حظراً أو تحفظاً على المصادر العربية الحضرية، وعلى المصادر التي لها احتكاك بالحضر أو الحضارات. ويمكن أن نضيف عاملين آخرين هما:
1- النفاسة
فقد كانت أحوال اليمنيين في عصر صدر الإسلام، رغم تدهورها، تثير الحسد والحقد في نفوس أولئك الذين أطلق عليهم القرآن الأعراب، فقد كان الفرق شاسعاً، بين حياة اليمنيين المتحضرة، وحياة الأعراب الذين كانوا يعيشون أوضاعاً متخلفة، ويعتمدون في أكلهم على الأسودين والضب والأقط، بينما كان اليمنيون يأكلون أفضل الأطعمة، ويلبسون الحرير والخز والكتان، وقد عير اليمنيون بما هو مصدر فخر من قبل هؤلاء بأنهم يدبغون الجلود،وينسجون البرود، ويستخدمون الكير، ويركبون العرد،بل ذهب معاوية إلى حد تعبيرهم بأنهم جعلوا على رأس ملكهم امرأة! فالفرق شاسع، والبون واسع بين هؤلاء وأولئك، بين الحضري والبدوي. وهذا ما دفع بعض الأعراب إلى الوقوف في وجه اليمنيين بأشكال مختلفة،منها الإساءة إلى تاريخهم ولغتهم ووأد تراثهم كما كانوا يئدون البنات!! 2- النزعة الإقليمية والعرقية وقد جرت هاتان النزعتان على العرب في عصر صدر الإسلام وما بعده الكثير من المآسي والإحن. تمثلت في كثير من سلوك وتصرفات البعض، وكان الشعراء وبعض الولاة، مثل معاوية المعبرين عن هاتين النزعتين. وقد دفعت الحماقة بعضهم إلى التباهي بانتمائهم إلى الفرس وفاخروا اليمنيين بهذا الانتماء المزعوم. قال المسعودي: (وأكثر حكماء العرب من نزار بن معد يقول هذا، ويعمل عليه في بدء النسب، وينقاد إلى كثير من الفرس ولا ينكرونه. وقد ذكرته شعراء العرب من نزار بن معد، وافتخرت على اليمن من قحطان بالفرس، وأنها من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام .. فقال في ذلك إسحاق بن سويد العدوي، عدي قريش:
إذا افتخرت قحطان يوماً بسؤدد
أتى فخرنا أعلى عليها وأسودا
ملكناهم بدءاً بإسحاق عمنا
وصاروا لنا غُرماً على الدهر أعبدا
فإن كان منهم تبع وابن تبع
فأملاكهم كانوا لأملاكنا يدا
وتجمعنا والغر أبناء سارة
أب لا يبالي بعده من تفردا
هُمُ ملكوا شرقا وغرباً ملوكهم
وهم منحوهم بعد ذلك سؤددا
وفي ذلك أيضاً يقول جرير بن الخطفي التميمي، يفخر على قحطان بأن الفرس والروم من أولاد إسحاق والأنبياء من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، في قصيدة طويلة جاء فيها:
وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا
خمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم
وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا
ويعقوب منهم زاده الله حكمة
وكان ابن يعقوب نبياً مطهرا
ويجمعنا والغر أبناء فارس
أب لا يبالي بعده من تأخرا
أبونا خليل الله والله ربنا
رضينا بما أعطى الإله وقدرا
وفي ذلك يقول بشار بن برد:
نمتني الكرام بنو فارس
قريش، وقومي قريش العجم
ورغم هذا التودد للفرس إلا أن أحد شعرائهم كان لهم بالمرصاد، ما هذه الكبرياء والعظمه؟
ألم تكن في القديم أمكم
لأمنا سارة الجمال أمه؟
والملك فينا والأنبياء لنا
إن تنكروا ذاك توجدوا ظلمه
أما بنو يعرب فليسوا كمن
أسكنه الله آمناً حرمه
وعن عصبيتهم، قال المبرد: قال أبو العباس: قال رجل من بني أسد بن خزيمة يمدح يحيى بن حيان أخا النخع بن عمرو بن عُلة بن جلد بن مذحج وهو مالك:
ألا جعل الله اليمانين كلهم
فدى لفتى الفتيان يحيى بن حيان
ولولا عُريق فيّ من عصبية
لقلت وألفا من مُعد بن عدنان
ولكن نفسي لم تطب بعشيرتي
وطابت له نفسي بأبناء قحطان
وعلق المبرد على هذا بقوله: وهذا من التعصب المفرط. وقال المبرد أيضاً: وحدثني شيخ من الأزد ثقة عن رجل منهم، أنه كان يطوف بالبيت وهو يدعو لأبيه فقيل له: ألا تدعو لأمك؟ فقال: إنها تميمية !!
وقال في موضع آخر: وقد كان في قريش من فيه جفوة ونبوة كان نافع بن جبير أحد بني نوفل ابن عبد مناف إذا مُر عليه بالجنازة سأل عنها فإن قيل قرشي قال: واقوماه! وإن قيل عربي قال: وامادتّاَه! وإن قيل مولى أو أعجمي قال: اللهم هم عبادك تأخذ منهم من شئت وتدع من شئت!. ويروى أن ناسكاً من بني الهجيم بن عمرو بن تميم كان يقول في قصصه: اللهم اغفر للعرب خاصة وللموالي عامة، فأما العجم فهم عبيدك والأمر إليك! وزعم الأصمعي قال : سمعت أعرابياً يقول لآخر: أترى هذه العجم تنكح نساءنا في الجنة؟ قال: أرى ذلك والله بالأعمال الصالحة، قال: توطأ والله رقابنا قبل ذلك!!.
ولنعد الآن إلى القصيدة الحميرية المكتشفة (ترنيمة الشمس) فقد بحثت عن مفرداتها مفردة مفردة في أهم معجمين من معاجم اللغة العربية القديمة هما: لسان العرب وتاج العروس. ووجدت أكثر من 83% من هذه المفردات هنالك، أخذت مكانها في اللغة العربية الحديثة كما أسميها أو لغة الضاد، أو على لغة القرآن، أو اللغة المتينة كما يسميها البعض، وهي مسميات معقولة ومقبولة مع أن الضاد كان موجوداً في اللغة اليمنية. أما أولئك الذين يقولون: اللغة العدنانية أو القرشية أو النبطية فإنا وإياهم على طرفي نقيض، ونقول لهم: عودوا إلى مقروءاتكم وأعيدوا قراءتها واقرأوا ما بين السطور، وستجدون أنكم تعيشون في وهم ثقافي وفي أمية مقنعة!! الفصل الثالث شرح مفردات القصيدة.
الكلمة
مدى وجودها في المعجمات ومعناها
نستجير:
كلمة (نشترن) غير موجودة في معجمي لسان العرب وتاج العروس. إلا أن هنالك ألفاظاً مشابهة غير قاموسية، وهي متداولة، ولها معان ومدلولات عميقة في حياة اليمنيين مثل كلمة (نشت) ينشت انشت،وتعني إخراج المخاط من الأنف مصحوباً بالصوت المعروف الذي يحدث حين يسمك الإنسان أنفه بإصبعيه السبابة والإبهام. وقد أهملتها معاجم اللغة العربية الحديثة كما أهملها الأخ مطهر في معجمه القيم في اللغة والتراث!! ولا أظن اللغة المتينة هذه التي نتكلم بها اليوم قد احتفظت بلفظ مرادف لهذا اللفظ، وكذلك كلمة نشم التي تحمل في اليمن مدلولاً مضاداً للمدلول الوارد في اللسان؛ إذ جاء بمعنى الطعن والذم بينما تستعمل في اليمن بمعنى المدح والإطراء قال صاحب المعجم اليمني (ن.ش.م).. النشم والنشمة المدح والإطراء، يقال: نشم فلان فلاناً ينشمه نشماً ونشيماً، ونشمه أي أثنى عليه ثناء حسناً. والانتشام: الاعتزاز وذكر المفاخر، انتشم فلان ينتشم انتشاماً ونشمه فهو منتشم .
ومن هنا ندرك مدى الخسارة الكبيرة التي لحقت باللغة العربية جراء إهمال الألفاظ والمفردات اليمنية ذات الدلالات الحضارية والثقافية والإنسانية بسبب (البدونة)!! على حد تعبير صاحب المعجم اليمني: ن. ش. م.
خير يا خير: نفس اللفظ والمعنى مع إضافة ياء النداء.
كمهذ يحدث: لا توجد كلمة (كمهذ) في معجمي اللسان والتاج. ولا يعني هذا أنها ليست عربية بل هي عربية بحتة قديمة . أهملها واضعو المعجمات القديمة لأنها ربما (لم تكن تنطق).
صنعت: أيضاً لم أعثر على كلمة (هقح) في المعجمين المشار إليهما.
بموسم صيد:
بنفس اللفظ والمعنى مع بعض التحوير، لضرورات الشعر.
خنوان: اسم مكان بنفس اللفظ، وقد أضيف الألف في اللغة الحديثة، كونه مع بقية حروف المد لم ترد في القديمة.
مائة: نفس اللفظ والمعنى مع تعديل بسيط.
سفحت: نسح والنسح ومشتقاتهما ألفاظ لا تزال مستعملة في اليمن بنفس المعاني، وهو الفيض والامتلاء. وقد أوردها صاحب التاج هكذا نسح الرجل (كفرح) نسحاً طمع. والمنساح بالكسر شيء ينسح به التراب أي يذري. وهكذا قال الجوهري: نسح التراب كمنع أذراه. أما مطهر الإرياني فقال: نسح الماء من الإناء أو نسح الإناء بالماء نسح نسحه ونسحاً فاض بعد امتلائه . يقال: ملأت الإناء (بأي سائل) حتى نسح، ويقال: امتلأت البركة بالماء حتى نسحت.
ونلاحظ أن الكاف تحل محل تاء المخاطب وتاء الغائبة حتى الآن في بعض المناطق. فيقال كلمكك وكلمكها. قالوا: ومن العرب من يجعل التاء كافاً
وأنشد لرجل من حمير يا ابن الزبير طالما عصيكا. وطالما عنيتنا إليكاً. لنضربن بسيفنا قفيكا
فهذا الشاهد يأتي للتدليل على أن من العرب من يستعمل الكاف مكان ضمير المتكلم (التاء) وهي لغة مسموعة في الضالع وغيرها،فيقولون: قلك لك . يريدون: قلت لك كما أنها لغة في المنطقة الوسطى من اليمن قال الحسن الهمداني في الجزء التاسع من الإكليل وجد مسند بحقل قتات في قبر: أنا شمعة بنت ذي مراثد كنك إذا وحمك أول بالقشم من أرض الهند بطلة زاهدا أول تريد أتى به القشم تريد به الفواكه، زاهداً تريد طرياً. وثمار الخريف تسمى القشم عند حمير.
ويضيف الهمداني: ومن يرى هذا منهم يرى أن الجن كانت تخدمهم.
القرن: وقد جاءت في المعاجم بمعان كثيرة، منها القوة، ورئيس القوم. وهذان المعنيان قريبان من المعنى الذي أورده الشارح. قال صاحب اللسان: قرن القوم سيدهم.
وقال صاحب التاج: ومن المجاز: القرن من القوم سيدهم.
أما في لغة اليمنيين المستعملة حالياً فتعني أيضاً القوة والمنعة. فيقال: قرن عاصر. أي قوي البأس صعب المراس.
شعب: بنفس اللفظ والمعنى. ولأن اليمنيين أولو حضارة فقد كانوا يستعملون كلمة شعب بمعناها الواسع. وكان يطلق على القبيلة، أو على الأمة والشعب بالمعنى الحديث.
ذي قسد: اسم قبيلة بنفس اللفظ مع تغيير بسيط، هو ظهور حرف المد (الياء) في العربية الحديثة. وهي ملحقة بالأسماء الخمسة في إعرابها، وتعني صاحب أو مالك المكان.
رفعت: جاء في اللسان: قسح بمعنى الانتعاض. والانتعاض تعني الارتفاع وقال صاحب التاج: قسح الشي كمنع قساحة بالفتح، وقسوحة بالضمة صلب. وقسح الرجل أو كثر إنعاظه.. والقسح والقساح اليبس أو بقية الإنعاظ أو شدته. وفي التهذيب: إنه لقساح مقسوح يابس صلب
اللسان: واللبب معروف، وهو ما يشد على صدر الدابة أو الناقة. قال ابن سيده وغيره يكون للرجل والسرج يمنعهما من الاستئخار، والجمع ألباب. قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا النبأ. واللبب السرج: علمت له لبباً، وألببت الفرس، فهو ملبب، جاء على الأصل وهو نادر جعلت له لبباً: ولبب الكثيب مقدمه. قال ذو الرمة: براقة واللباب واضحة كأنها ظبية أقصى بها واللبب: كاللبة وهو موضع القلادة من الصدر وكل شيء والجمع الألباب، واللبة وسط الصدر والمنحر والجمع لبات ولباب ولببت فلاناً إذا جمعت ثيابه عند صدره. واللباب: جمع اللبة وهو اللهزمة التي فوق الصدر وفيها تنحر الإبل.
قال عنترة: تراني أحاذر أن تقول حليلتي هذا غبار ساطع فتلبب وفي الحديث: (أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في ثوب واحد متلبباً به). ولبات أي لا بأس في لغة حِمْيَر قال شاعرهم:
شربنا اليوم إذ عَصَبَت غِلاب بتسهيد، وعقد غير بَيْنِ
تنادوا عند غدرهم لباتِ وقد بردت معاذر ذي رُعَين
ولبات في لغتهم: لا بأس، قال: كذا وجدته في كتاب شَمَّر
الكلمة معناها عند المكتشف وفي المعجمات
علهان: اسم شخص قد يكون ملكاً متوجاً أو مواطناً عادياً. وسبقت الإشارة إلى ترك استعمال حروف العلة أو حروف المد الثلاثة في اللغة اليمنية القديمة.
ذي يحير: وذي يحر قد تكون أصح من يحير، وسبقت الإشارة إلى عدم استخدام حروف المد، وذو: كما هو معروف في اللغة اليمنية بمعنى صاحب، ومالك. وتعني لقباً للملوك الذين عرفوا بالأذواء.
وهو اسم مكان وقصر أو واد أو منبع ماء أو نحو ذلك.
شرحت: كلمة (فقح) في اللغة اليمنية القديمة والمتداولة . تحمل معاني كثيرة، بعضها قريب من المعنى الذي أورده شارح القصيدة. لعل أهمها ذلك المتعلق بإزالة النبات (الفسائل) الصغيرة والأصفف التي تحيط بنبتة الذرة. وتطلق كذلك عندما يراد فصل جزء صغير من كل. فيقال للمرأة عند أن تأخذ جزءاً من القشدة، التي يحصل عليها من حليب البقر والغنم، فقحت من الدهنة (الزبدة) ويقال حين أن يؤخذ من طعام الأسرة جزء للسائل أو المستعجل فقحوا له وهكذا. أما في المعاجم فقد جاء بمعنى الرشد والهداية والتفتح. قال صاحب اللسان: فقح الحر وفقح، وذلك أول ما يفتح عينيه وهو صغير، يقال: فقح الجرو وحصص إذا فتح عينيه، وصأصأ إذا لم يفتح عينه، قال أبو عبيدة: وفي حديث عبد الله بن جحش (تنصر بعد إسلامه) فقيل له في ذلك، فقال: إنا فقحنا وصأصاً تم. أي وضح لنا الحق وعشيتم عنه. وقال ابن بري: أبصرنا رشدنا ولم تبصروا، وهو مستعار، وفقح الورد إذا تفتح، وفقح الشجر انشقت عيون ورقه وبدت أطرافه.
وقال صاحب التاج: التفقح التفتح مطلقاً، ومنهم من خصه بالكلام. قال الأزهري: وفقح الجرو بكسرالجيم وسكون الراء ولد الكلب، يفقح فقحاً، بمعنى يفتح عينيه أول ما يفتح وهو صغير، ومثله حصص وصأصأ إذا لم يفتح عينيه.
وعيلت
والفقراء: لقد وردت كلمة (عائل) بمعنى الفقر في القرآن الكريم قال تعالى: (ووجدك عائلاً فأغنىالضحى):
وجاء في اللسان: عيل عال يعيل عيلاً وعيلة وعيولاً ومعيلاً: افتقر، والعيل الفقير، وكذلك العائل قال الله تعالى: (ووجدك عائلاً فأغنى) وفي الحديث (إن الله يبغض العائل المختال). العائل الفقير. ومنه حديث صلة، أما أنا فلا أعيل فيها، أي لا أفتقر. وفي حديث الإيمان: ونرى العالة رؤوس الناس، العالة الفقراء جمع عائل. وقالوا في الدعاء على الإنسان ماله مال، وعال، فمال فدل عن الحق، وعال: افتقر. ورجل عائل من قوم عالة وعيّل . قال: فتركن نهد أعيلا أبناؤهم وبنو كنانة كاللصوت المرد
والاسم العَيلة والعِيلة والعالة: الفاقة. يقال: عال يعيل عيلة وعيولا إذا افتقر. وفي التنزيل: {وإن خفتم عيلة} وقال أحيحة: فهل من كاهن أو ذي إله*إذا ما كان من ربي قفول
أراهنه فيرهنني بنيه وأرهنه بني بما أقول وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل
وما تدري إذا أزمعت أمراً بأي الأرض يدركك المقيل
وهو عائل وقوم عيلة. وفي الحديث: ما عال مقتصد. أي ما افتقر . والعالة جمع عائل، تقول: قوم عالة مثل حائك وحاكة. قال ابن بري: ومنه الحديث (إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس). (أي فقراء) وقد أورد الزبيدي مثل هذا تقريباً.
في المآدب: جاءت الكلمة في المعاجم بنفس المعنى واللفظ تقريباً مع بعض التعديل قال صاحب اللسان: الأدب الذي يتأدب به الأديب من الناس سمي أدباً، لأنه يأدب إليه الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح، وأصل الأدب الدعاء. ومنه الصنيع يدعي إليه الناس مدعاة ومأدبة. والأدبة والمأدبة والمادبة: كل طعام صنع لدعوة أو عُرس. قال صخر الغي يصف عقاباً: كأن قلوب الطير في قعر عشها نوى القسب ملقى عند بعض
والمشهور في المأدبة ضم لدال . وأجاز بعضهم الفتح، وقال: هي بالفتح مفعلة من الأدب، قال سيبويه قالوا: المأدبة كما قالوا المدعاة، وقيل المأدبة من الأدب وفي الحديث عن ابن مسعود: (إن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض، فتعلموا من مأدبته) يعني من مدعاته. قال أبو عبيد: يقال: مادبة ومأدبة أراد به الصنيع يصنعه الرجل فيدعو إليه الناس، يقال فيه أبت على القوم آدب أدباً ورجل آدب. قال أبو عبيد: وتأويل الحديث أنه شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير، ونفع (منافع) ثم دعاهم إليه. ومن قال مأدبة جعله مفعلة من الأدب، وكان الأحمر يجعلهما لغتين مأدبة ومادبة بمعنى واحد. ومثل هذا تقريباً جاء في التاج.
الخبز: كلمة (صُلع) غير معجمية، لكنها حية ومتداولة على نطاق واسع في اليمن، وبالذات في المناطق الريفية والبدوية. فهي تعني الخبز وبالذات خبز الذرة أو البر والشعير، وتطلق في الغالب على الخبز الخالي من الخمير، وذلك الذي ينضج على النار مباشرة. قال صاحب المعجم اليمني: (ص. ل. ع) الصلعة هي رغيف الذرة الذي يسمى الفطيرة، والجحينة، والقفوعة، والصُّلعة وجمعها صُلع .
أطعمت: الكلمة (فذحك) غير معجمية بهذا المعنى، ولكنها متداولة بين الناس، وتعني الدعوة إلى البدء في تناول مقبلات الوجبة، فيقال: هيا ابدأ (فذح)، ويقال لمن يتناول القات مبكراً إنه يفذِّح أو هو مفذِّح.
والعين:
بنفس اللفظ والمعنى عدا الألف، الذي أضيف إلى العربية الحديثة المتطورة من لغة النقوش، والمقصود بها هنا معين الماء الجاري.
من أعلى: وهذه الكلمة أعني (مشقر) غير معجمية بمعناها المتداول في اليمن قديماً وحديثاً إلا أنها في اللهجة اليمنية تعطي مدلول العلو والارتفاع. ومن هنا جاءت كلمة (المشقر) أو المشقري، ويكون من نبات ذي رائحة عطرية، كالرياحين أو الشذاب واللازاب أو الكاذي، وقد يكون نباتاً برياً، ويضعها الرجل في غضون عمته أو قبعته أو شاله. وأما المرأة فتضعه في ثنايا شعر رأسها، ويكون عادة في أحد الصدعين أو كليهما. كما تعني شرفات البيوت، أي تلك المصفوفات من النقوش الجميلة التي تزين هاماتها، وقد تكون من الحجر أو من الآجر أو من القص أو الطين المعمول المخلوط بالتبن. قال صاحب المعجم اليمني في مادة (ش. ق. ر) التشقير في نقوش المسند التي تتحدث عن البناء، هو إكمال بناء البيت، وتكليله بتلك الزخرفة المعروفة في أعلاه، وتكون زينة له، وتشعرك بأنه بيت مكتمل وتشقّر، فلا يبدو لك مثل تلك البيوت التي لم تشقر، حيث تبدو لأعيننا، وهي ناقصة لم تكتمل، أو كأنها صماء أو حاسرة بل مقطوعة الرأس، وذلك هو ما يبدو لنا لأننا قد تعودنا على رؤية البيوت المكتملة مشقرة بذلك المدماك أو المداميك المزخرفة، أو على الأقل المغايرة لوناً أو شكلاً لسائر البناء ولا تزال هذه المادة جارية على ألسنتنا بمعناها القديم المتعلق بالبناء وبتوسع أكثر فيما يتعلق بالزينة التي يتخذها الناس لتزيين رؤوسهم، والمشاقر في طيات ما يقيمون به أو يلبسون فوق رؤوسهم، والمشاقر هي أضاميم الورد والريحان وغيره مما يتشقرون به طلباً للزينة والرائحة الطيبة. فمن جانب تقول (أساطية) البناء لصاحب البيت: إذا كنت لن تعلي شقرنا، وإن كنت تنوي أن تعلي تركنا البيت بلا تشقير، ويتم العمل حسب طلبه فإذا كان صاحب البيت متحيراً قالوا.. سنشقر،وإذا عليت يكون التشقير حزاماً للبيت. ومن الاستعمال العام لهذه المادة. نقول: تشقر فلان يتشقر تشقاراً فهو متشقر ومشقر، ونزيد فيها قيما لمزيد من التعبير عن التجميل، فنقول: تمشقر فلان يتمشقر تمشقاراً ومشقره فهو متمشقر وممشقر والمتعدي منه نقول فيه شقر فلان فلاناً يشقره تشقيراً وشقاراً، فالأول مشقر، والثاني مشقر.
الوادي: كلمة (بحر) معجمية، وقد جاءت بمعان كثيرة مختلفة، فهي تعني الحفر والشق، ومنه أخذ اسم الوادي والبحر والبحيرة. قال صاحب اللسان: سميت هذه الأنهار بحاراً لأنها مشقوقة من الأرض شقاً، ويسمى الفرس الواسع الجري بحراً، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مندوب فرس أبي طلحة. وقد ركبه عريا: إني وجدته بحرا.
أي واسع الجري. وسمي البحر بحراً لاستبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إنما سمي البحر بحراً لأنه شق في الأرض شقاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً. والبحر في كلام العرب الشق. وفي حديث عبد المطلب وحفر زمزم ثم بحرها بحراً. أي شقها ووسعها حتى لا تنزف. ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أذنها شقاً: بحيرة، وبحرت أذن الناقة بحراً شققتها وخرقتها ابن سيده. بحر الناقة والشاة يبحرها بحراً. وقيل البحيرة من الإبل التي بحرت أذنها أي شقت طولاً.
وجاء في الحديث عن أبي الأحوص الجشمي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:(أرب إبل أنت أم رب غنم)؟ قال: من كل قد أتاني الله فأكثر فقال:هل تنتج إبلك وافية آذانها فتشق فيها وتقول: بحر؟.
ومما قال صاحب التاج: ومنه البحر (شق الأذن) قال ابن سيده: بحر الناقة والشاة بحرها بحراً شق أذنها بنصفين. وقيل بنصفين طولاً. ومنه البحيرة كسفينة كانوا إذا نتجت الناقة أو الشاة عشرة أبطن بحروها فلا ينتفع فيها بلبن ولا ظهر، وتركوها ترعى وترد الماء، وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم. وأكلها الرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}. والبحيرة هي التي خليت بلا راع، أو هي التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر بحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان أي الخامس، وفي بعض النسخ كانت أنثى بحروا أذنها أي شقوها، وفي بعض النسخ نحروا بالنون أي خرقوا، وكان حراماً عليهم لحمها ولبنها وركوبها فإذا ماتت حلت للنساء. وقال أبو إسحاق: الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن فكان آخرها ذكراً بحروا أي شقوها وأعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح ولا تخلا عن ماء ترده، ولا تمنع من مرعى.
أجريت: لم يرد لكلمة (وصحك أو وصح) ذكر في المعاجم كما أنها حسب علمي غير مستعملة في ألسنة الناس، بنفس المعنى المشار إليه إلا إذا كانت صححت فقد نقص نفس المعنى معجمياً، وفي الاستعمال اليومي. أما إذا كانت بمعنى ألقيت فإن لها معنى قاموسياً.
ومن وفي: أحرف الجر ينوب بعضها عن بعض، كما يقول بعض النحاة. وقد أبدل حرف من بفي.
الحرب: كلمة (ضرم معجمية) بنفس المعنى الذي ذهب إليه الشارح. قال صاحب التاج: واضطرم الشر بينهم: هاج . وضرم الشيء إذا اشتد حره، وضرمت النار ضرماً إذا اشتعلت. وتضرمت النار التهبت. ومحل مضطرم مُضْتَلم. وضرمت الحرب واضطرمت وتضرمت أشعلت .
قال الشاعر: أرى خلل الرماد وميض جمر أحاذر أن يكون له ضرام .
والشدة: كلمة (وندا أو ندا) ليست واردة في المعاجم بنفس المعنى الذي ساقه الشارح، كما أنها ليست متداولة حسب معرفتي. إلا أن هذا لا يعني أنها ليست عربية بل قد تكون عربية وأهملت. وإذا كانت بمعنى دفن فهو وارد بنفس المعنى (دفن).
قويت: وكلمة (هسلحك أو سَلَّحْتِ) قاموسية وبنفس المعنى واللفظ ألا وهو القوة (سَلَّحَه) بمعنى زوده بالسلاح، أي قواه وشد أزره وهذا هو معناها القاموسي والمتداول.
ومن: كلمة مهسع ليست معجمية ولا متداولة بنفس اللفظ والمعنى. ولكنها عربية يمنية صحيحة.
يخن
يحكم: ليست الكلمة (يخن) قاموسية أو متداولة بنفس اللفظ والمعنى الوارد من الشارح إلا إذا أخذت من معنى الحكم. باعتبار أن من يحكم قد يخون الله ، ويخون الناس، ويخون أمانته فهذا تعليل معقول.
بالباطل: جاءت الكلمة بمعانٍ مختلفة في لسان العرب هكذا حجا: حجئ بالشيء حجأ: ضن به وهو به حجئ أي مولع به (فهو به ضنين) يهمز ولا يهمز قال: فإني بالجموح وأم بكر ودولح فاعلموا حجئ ضنين
الأزهري عن الفراء: حجئت بالشيء وتحجيت به يهمز ولا يهمز: تمسكت ولزمته. قال ومنه قول عدي بن زيد: أطف لأنفه الموسى قصير وكان بأنفه حجأ ضنينا
وحجئ بالأمر فرح به أو حجأت به فرحت به، وحجي بالشيء وحجأ به حجأ تمسك به ولزمه.
نحفت: للكشح مدلولات كثيرة في المعاجم مقاربة للمعنى، الذي أورده المكتشف والشارح. قال صاحب اللسان: والكشح داء يصيب الكشح. وطوى كشحه على أمر استمر عليه، وكذلك الذاهب القاطع للرحم. قال: طوى كشحاً خليلك والحناجا لبين منك ثم غدا صراحا
والكاشح: المتولي عنك بوده. ويقال: طوى فلان كشحه إذا قطعك وعاداك. ومنه قول الأعشى: وكان طوى كشحا وآب ليذهبا. قال الأزهري: يحتمل قوله: وكان طوى كشحا، أي عزم على أمر واستمرت عزيمته. ويقال: طوى كشحه رغبة إذا أعرض عنه. وقال الجوهري: طويت كشحي على الأمر إذا أضمرته وسترته. والكاشح: العدو المبغض. والكاشح: الذي يضمر لك العداوة. يقال: كشح له بالعداوة وكاشحه بمعنى. قال ابن سيده: والكاشح العدو الباطن لعداوة، كأنه يطويها في كشحه، أي كأنه يوليك كشحه، ويعرض عنك بوجهه، والاسم الكشاحة. وفي الحديث: أفضل الصدقة على ذي رحم كاشح.
والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي باطنه، والكشح الخصر، والذي يطوي عنك كشحه ولا يألفك، وسمي العدو كاشحاً لأنه ولاك كشحه وأعرض عنك. وقيل لأنه يخبئ العداوة في كشحه. وفيه كبده، والكبد بيت العداوة. وكشحت الدابة إذا أدخلت ذنبها بين رجليها. وكلغة دارجة في بعض المناطق تستخدم كلمة (كشح) بمعنى أدخل أو وضع فيقال: أكشح الثياب في الحقيبة أو الأدوات في الشوال ... إلخ.
وغدير: ليس لكلمة (ونوى أو نوي) وجود في المعاجم بنفس المعنى واللفظ، وهي من الكلمات العربية اليمنية القديمة التي ضيعها كتاب المعاجم العربية في القرن الثاني الهجري وما بعده.
تفيض: اسم مكان أو اسم للغدير نفسه. وقد أضيف حرف المد (الياء) كون حروف العلة والمد كانت تحذف في اللغة القديمة.
زيَّدت: الربح في المعاجم، وفي المعنى المتداول بين الناس اليوم هو الزيادة والنماء، قال صاحب اللسان: (الربح، والرُبَح، والرَّباح: النماء في التجر. وربح في تجارته يربح ربحاً ورباحاً أي استشف .
وصرف لبان: والصريف في لغة العرب هو اللبن. قال صاحب اللسان: والصريف: اللبن الذي ينصرف به عن الضرع حاراً.
وقال صاحب التاج: الصرفة: أن تحلب الناقة غدوة فتتركها إلى مثلها من أمس. وقال: والصرف اللبن ساعة حلب وصرف عن الضرع فإذا سكنت رغوته فهو الصريح. قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لكن غذاها اللبن الخريف * المخض والقارض والصريف.
الغذ الغذ: ليس (للغذ) وجود في المعاجم القديمة بنفس اللفظ والمعنى، كما أنها ليست متداولة الآن على ألسنة الناس حسب علمي: ولكنها عربية قديمة ولفعلها معنى الإمعان في المسير.
دائم:
جاءت في الشرح بنفس المعنى واللفظ عدا إضافة حرف المد (الألف) في الحديثة.
بيضت: جاء في المعاجم العربية لفظ (الضحك) بمعنى النور والبياض والإشراق والثلج والزبد ... إلخ. قال ابن منظور: وفي الحديث:يبعث الله السحاب فتضحك أحسن الضحك، جعل انجلاءه عن البرق ضحكاً واستعارة ومجازاً، كما يفتر الضاحك: عن الثغر، وكقولهم ضحكت الأرض إذا أخرجت نباتها وزهرتها، والضحك الثغر الأبيض، والضحك العسل، شبه الثغر لشدة بياضه. قال أبو ذؤيب: فجاء بمزج لم ير الناس مثله هو الضحك إلا أنه عمل النحل
وقيل الضحك هنا الشهد، وقيل الزبد، وقيل الثلج. والضحك أيضاً طلع النخل حين ينشق.. والضاحك: حجر أبيض يبدو في الجبل والضحوك: الطريق الواسع .
وقال الزبيدي: ومن المجاز ضحك السحاب إذا برق، قال ابن الأعرابي: الضاحك من السحاب مثل العارض إلا أنه إذا برق قيل: ضحك . ومنه الحديث: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك ويتحدث أحسن الحديث فضحك البرق وحديثه الرعد جعل انجلاءه عن البرق ضحكاً فكأنه إنما جعل لمع البرق أحسن الضحك، ووصف الرعد أحسن الحديث، لأنهما آيتان حاملتان على التسبيح والتهليل. والضحك بالفتح: الثلج، وقيل الزبد وقيل العسل. وقيده ابن السيد بالأبيض. قال أبو عمرو: وشبه بالثغر لشدة بياضه. وقال الأصمعي: الضحك الثغر الأبيض شبه بياض العسل به. يقال: رجل ضحك أي أبيض الأسنان، وقيل الضحك النور. وقال ابن دريد: الضاحك حجر شديد البياض يبدو في الجبل من أي لون كان فكأنه يضحك .
سحر اللات:
اللفظة مكونة من جزأين هما (جهن واللات). وقد جاء معنى (جهن) بأنه جهمة الليل أو غلظ الوجه، قال صاحب التاج: والجهنة بالضم جهمة الليل، والنون بدل عن الميم .
اشتد ظلامه: لا توجد كلمة (هنصنق) في المعاجم، وإنما توجد كلمة صنق، ولكن بمعانٍ تختلف عن المعنى الذي أورده الشارح، فقد جاء قال صاحب اللسان عن المحكم: الصنق شدة ذفر الإبط والجسد، صنق صنقاً فهو صنق، ولصنقه العرق وأصنق الرجل في ماله إصناقاً إذا أحسن القيام عليه، ورجل مصناق وميصاق إذا لزم ماله وأحسن القيام عليه. والصنق: الحلقة من الخشب تكون في طرف المرير، والجمع أصناق، عن أبي حنيفة، وأنشد أمرة السليف وأصناف القطف.
والكلمة عربية قديمة وقد أضاعها واضعو المعاجم، لكن الشاعر القديم وضعها في مكانها المناسب، وخلدت في هذه القصيدة الأولى من نوعها التي تم اكتشافها كمقدمة أو كفاتحة عهد جديد زاخر بالفتوحات إن شاء الله.
هذا ومن المفردات اليمانية المتداولة كلمة (صنَّة) وتعني ريحة البول على الفراش أو في الحمام. الحمام إذ استعمل ولم يلحق الماء وهي قاصرة على البول فقط. وليس لها نظير في المعاجم وإن كانت كلمة صنن قد جاءت بمعنى النتن بصفة عامة.
بلجت:
لم ترد كلمة (فتحك) بنفس المعنى المشار إليه أي الابتلاج أو النور. ولعل المعنى مأخوذ من مضمون الفتح الذي هو ضد الإغلاق، فهو يعني فتح النوافذ والأبواب التي تجلب النور والإضاءة، وهذا هو التعليل المعقول للفتح.
ومن: جاء في اللسان: ذا بمعنى الذي، ويقال هذا ذو صلاح. ورأيت ذا صلاح ومررت بهذا ذي صلاح. وقال الهيثم: ذا اسم كل مشار إليه معاين يراه المتكلم والمخاطب. قال: والاسم فيها الذال وحدها مفتوحة. وقالوا: الذال وحدها هي الاسم المشار إليه، وهو اسم مبهم لا يعرف ما هو حتى تفسير ما بعده. وقال الجوهري: ذا اسم يشار به إلى المذكر وذي بكسر الذال إلى المؤنث تقول ذي أمة الله، فإن وقفت عليه قلت: ذه . وقد استعملت ذا مكان الذي كقوله تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ( أي ما الذين ينفقون) البقرة. وفي صفة المهدي: قرشي يمان ليس من ذي ولاذو، أي ليس يشبه نسب أذواء اليمن، وهم ملوك حمير، منهم ذو يزن وذو رعين وذي مستعملة الآن بمعنى الذي أو من.
تصخب
يجأر: الصخب في العربية الحديثة معروف، وهو ارتفاع الأصوات واختلاطها وشدة الصياح والجلبة قال صاحب اللسان: والصخب والجلبة وشدة الصوت واختلاطه. وفي حديث كعب في التوراة: محمد عبدي ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق. وأضاف الصخب والشحب: الضجة واختلاط الأصوات للخصام، واصطخب القوم وتصاخبوا إذا تصايحوا وتضاربوا، واصطخاب الطير اختلاط أصواتها.
وأورد صاحب التاج مثل هذا وقال: وفي حديث المنافقين.
صخب بالنهار وخشب بالليل أي صياحون فيه متجادلون.
ذاكراً نِعمك: تضم المعاجم القديمة معاني قريبة من المعنى الذي ساقه الشارح وذلك من كلمة (عسم) قال صاحب اللسان: العسوم كسر الخبز اليابس، وعسم يعسم عَسْماً وعسوماً كسب. والعسم الاكتساب، والاعتسام،الاكتساب،والعَسْمي الكسوب على عياله، والعسمي المصلح لأموره .
برحك
رزقت: جاء في اللسان عن لفظ (برح): وبرح الله عنه. أي فرج الله عنه إذن فبرح معجميته بنفس اللفظ والمعنى تقريباً.
والكَرْم: (العِنَب)
حرف الواو هنا ليس واو العطف كما يبدو، وإنما هو جزء من الكلمة (وين). وقد وردت في المعاجم باللفظ والمعنى. قال صاحب اللسان: الوَيْن العنب عن كراع. وقد حكى ابن الأعرابي أنه العنب الأسود، فهو على قول كراع عَرَض، وعلى قول ابن الأعرابي جوهر. قال ابن بري: الوين: العنب الأبيض. عن ثعلب عن ابن الأعرابي، وأنشد: كأنه الوين إذ يحين الوين. وقال ابن خالويه: الوينة الزبيب الأسود. وقال في موضع آخر: الوين العنب الأسود. والظاهر والظهار العنب الرازقي، وهو الأبيض وكذلك المُلاَّجي .
خَمْر: (المزر) عرف عند العرب بالنبيذ. وله ذكر في المراجع اللغوية. قال صاحب اللسان: المزر الأصل، والمزر نبيذ الشعير والحنطة والحبوب. وقيل نبيذ الذرة خاصة. المزر ضرب من الأشربة. وذكر أبو عبيدة: أن ابن عمر قد فسر الاثنين فقال: البتع نبيذ العسل، والجعة نبيذ الشعير، والمزر من الذرة، والسكر من التمر، والخمر من العنب .
لما أن: تزد كلمة كن في المعجمات بمعانٍ متقاربة ومقاربة لمعاني كان يكون كوناً.
سَطَعْتِ:
وردت معان مقاربة في المعاجم لكلمة (شقح). ففي اللسان جاء: وفي الحديث: كان على حيي بن أخطب حلة شقحية (شقيحة) أي حمراء.. الأصمعي إذا تغيرت البُسْرة إلى حمرة قيل هذه شقحة، وقد أشقح النخل أزهى، وأشقح البُسْر، وشقّح لون وأحمر وأصفر، وقيل إذا اصفر واحمر فقد أشقح .
وللإبل: جاءت كلمة (رَسَل) باللفظ والمعنى في المعاجم. قال صاحب اللسان: الرَسَل القطيع من كل شيء، والجمع أرسال. والرسل: الإبل، هكذا حكاه أبو عبيد من غير أن يصفها بشيء. قال الأعشى: يَسْقي رياضاً لها قد أصبحت غَرَضاً زَوْراً
تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَلُ
والرسل: قطيع بعد قطيع. الجوهري:
الرَّسَل بالتحريك القطيع من الإبل والغنم.
قال الراجز:
أقول للذائد خَوِّصْ برَسَل إني أخاف النائبات بالأوَل
وقال لبيد: وقنية كالرسل القماح والجمع الأرسال
قال الراجز:
يا ذَائِدَيْهَا خَوِّصَا بأَرْسَال
ولا تُذاوِداها ذِيادَ الضلال
والرسل: قطيع من الإبل قدر عشر، يرسل بعد قطيع، وأرسلوا إبلهم إلى الماء أرسالا: أي قطعا، واسترسل إذا قال: أرسل إلى الإبل إرسالا .
وقال صاحب التاج: الرَسَل مُحَرّكة: القطيع من كل شيء إرسال هكذا في المحكم، وفي المصباح وتستعمل في الناس. تشبيهاً، قلت: ومنه الحديث: إن الناس دخلوا عليه بعد موته أرسالا يصلون عليه. أي أفواجاً وقزماً متقطعة يتلو بعضهم بعضاً، والرَّسَل الإبل هكذا حكاه أبو عبيدة .
المَرْعَى: اللثم معروف في لغة العرب، وهو التقبيل، وملامسة الشيء. وقد جاءت في المعاجم. بمعانٍ قريبة من هذا الذي أورده شارح القصيدة ومكتشفها، ولم يخطئ اليمنيون في استعمال كلمة لثم بمعنى المراعي، كما ذكر المفسر، إذ تعني أن شفاه الحيوانات تلامس المراعي وتلثمها. وبما أن المرعى يلثم فقد سموه لثماً. قال صاحب التاج: لثم البعير الحجارة بخفيه يلثمها من حد ضرب لثما إذا كسرها كما في الصحاح. قال: ويقال أيضاً: لثمت الحجارة خف البعير إذا أصابته فأدمته .
الوافرة:
قال صاحب التاج: ومن المجاز ورم النبت إذا سمق، أي طال. فهو وارم.. قال الجعدي: فتمطى زمجري وارم من ربيع كلما خف هطل وفي الأساس: شجر وارم أي كثير مجتمع. وأورمت الناقة إذا أورم ضرعها والكلمة مستعملة على ألسنة الناس بمعنى الانتفاخ والزيادة، فيقال بطنه وارمة أوجرحه وارم أو مُوَرِّم أي منتفخ.
وَسَّعْت: كلمة فَسَحَ وفَسَّحَ معروفة ومتداولة بين الناس بنفس المفهوم المشار إليه. وهو الوسع والسعة وإتاحة الفرصة للغير.
فيقال: فَسِّحْ وأَفْسِحْ بمعنى أَتِحْ لغيرك فرصة الجلوس أو الوقوف بجانبك. وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم} المجادلة. وجاء في اللسان: الفساحة السعة الواسعة، ولعله الساحة الواسعة في الأرض، والسحة السعة، فسح المكان فساحة وتفسح وانفسح وهو فسيح وفسح. وفي حديث علي: اللهم أفسح له منفسحاً في عدلك. أي: أوسع له سعة في دار عدلك يوم القيامة. ومجلس فُسُح على فُعُل وفُسْحُم: واسع وبلد فسيح ومفازة فسيحة، ومنزل فسيح أي واسع. وفي حديث أم زَرْع (وبيتها فُساح) أي واسع. وفَسَحَ له في المجلس يفسح فسحاً وفسوحاً وتفسح: وسع له .
وقال صاحب التاج: الفُسحة بالضم، والفُساحة السعة الواسعة في الأرض. وقد فَسُح المكان ككَرُم فساحة وأفسح ويفسح وانفسح طرفه إذا لم يرده شيء عن بعد النظر، وانفسح صدره انشرح .
والشرع: كلمة (سن والسنة) ومشتقاتهما لا تزال مستعملة بين الناس بنفس المعاني. التي تعني شرع، واجترح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين. وقال صاحب اللسان: وسنة الله: أحكامه وأمره ونهيه. وسنها الله للناس بينها، وسن الله سنة أي بين طريقاً قويماً. قال الله تعالى: (سنة الله في الذين خلوا من قبل)
قال خالد بن عيينة:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها
فأول راضي سنة من يسيرها
وفي التنزيل العزيز: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين)
قال نصيب:
كأني سننت الحب أول عاشق
من الناس إذ أحببت من بينهم وحدي
وفي الحديث: (إنما أنسى لأسن، أي إنما أدفع إلى النسيان لأسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأن لهم ما يحتاجون أن يفعلوا إذا عرض لهم النسيان. وقال صاحب التاج: والسنة من الله إذا أطلقت في الشرع، فإنما يراد بها حكمه وأمره ونهيه، مما أمر الله به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال على أدلة الشرع الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث. وقال الراعي: سنة النبي طريقته التي كان تحراها. وسنة الله عز وجل قد تقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته نحو قوله تعالى: (سنة الله التي قد خلت من قبل) وقوله: (ولن تجد لسنة الله تحويلا) فنبه على أن وجوه الشرائع، وإن اختلفت صورها، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدل، وهو تطمين النفس وترشيحها للوصول إلى ثواب الله تعالى .
القويم: صحح بمعنى الصحيح، وقد فسرها المكتشف (الشارح) بالقويم بينما هي والشرع الصحيح. والمعنى واضح لا يحتاج إلى توضيح، وحتى لو قلنا: قويم فإن المعنى لا يختلف كثيراً.
صحيح: دأم بمعنى دائم، وقد وقع الإرباك في تحديد معاني مواقع الكلمات في البيت، مع أنه واضح، فهو هكذا (والشرع الصحيح دائماً أبقيت.
أبقيت: لا توجد كلمة (هصحح) في المعاجم القديمة، كما أن كلمة (صحح) لا تعطي المعنى الذي ذهب إليه المكتشف. إلا إذا أخذت بمعنى الصحة ضد المرض، فإنها تأتي بالمعنى تماما، أي أبقيت عليه بالصحة والعافية، وقد تكون بمعنى الوصول إلى الحقيقة إذ يقال وصح لدينا كذا وصح الباقي كذا ... إلخ.
وكل وكل: بنفس اللفظ والمعنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.