امكث وحيداً بغرفة صغيرة بسبب إصابتي بفيروس كورونا المستجد وخلال فترة عزلي مارست كل ماهو مُهدر للوقت اريد ان انتهي من الأسبوعين لكي اعود وأمارس حياتي بشكل طبيعي بأسرع وقت ممكن، فخلال فترة العزل أحببت ان استفيد من فترة فراغي حيث كتبت عدد من المقالات وعند نقطة النهاية امزق الورقة وهكذا حتى يومنا هذا، لأني اتردد من نشر ما أكتبه دون سبب يُذكر ولكن اليوم ينتابني شعور غريب ومريب بالوقت ذاته لما يحصل لمدينة الحُب والسلام "عدن"، رفعت السماعة على صديقي محمود وشرحت له الشعور الغريب الذي مريت فيه وقال لي فعلاً نمر بوضع مأساوي ، لاماء لاكهرباء لاتعليم لارواتب، سلاح في كل زقاق وبلاطجه بكل شارع وتجار الاراضي نهبوا كل ماهو بالأرض ووصلوا للجبال لإستباحتها بحجج مضحكة بشعارات مزيفة مللنا منها "الجنوب" ختم كلامه قائلاً قسماً بمن رفع السماء بغير طي بأن الفترة التي تمر على عدن حالياً هي اسوء فترة مرت علي منذ ان رأت عيناي الشمس، شديت على كلامه وختمت بنبرة متذمرة قائلاً لم أتوقع في يوماً ما بأن عدن العلم والحضارة التي كانت تمتلئ كلياتها ومعاهدها ومدارسها بأنها تُغلق أبوابها لم أكن في يوم ما اتوقع بأن تمر أسابيع والماء مقطوع والكهرباء خارج نطاق الخدمة لأكثر ساعات اليوم الواحد، لم يخطر في بالي ان اشاهد سوق السلاح بكل الأنواع الخفيفة والمتوسطة امام الملأ .. ولكن الواقع يقول هكذا اذا غابت الدولة سيتحول المكان لفوضى ، اتقوا الشيوبه بعجزهم والشباب بطموحهم والاطفال ببرائتهم، بالمختصر المفيد "اتقوا عرن"