وأنا لنفسي في خلوة مع الذات في جبل فرعان بوقت العصر ، وأنا أمضغ أوراق القات وأتأمل في جمال الطبيعة وأخضرار الأرض وفي حالة من التأمل في كل مايحيط بي من طبيعة خلابة وأنا أنظر في روعة تلك المناظر لتلك الجبال والتي لبست حلة جديدة من النضارة والحسن بلونها الأخضر الأخاذ..وبينما أنا أنظر في تلك الجبال جنوب غرب مكاني في جبل فرعان أي بإتجاه قرية النقع جالت بي الذاكرة وصالت في ماضي يقارب على مروره الخمسون عاما. نعم إنه ماضي أستذكرت فيه أحد الأبطال الأشاوس وهو الوالد الشهيد الصديق أحمد الجفة الفشاشي ألف رحمة عليه. إبن قرية النقع ونجل المناضل الجسور الشيخ أحمد الجفة ألف رحمة عليه ..نعم أنه ذلك الشبل من ذاك الأسد. تذكرت بألم وحسرة تلك الفترة السوداء من تاريخ بلدنا وذلك الطيش والتهور السياسي والذي راح ضحيته خيرة رجال الوطن وقياداته وكان الوالد الصديق أحمد قائد الأمن العام من أبرز تلك الكوكبة المغدور بها. رجل بحجم وطن في مكانته ووزنه وثقله الإجتماعي والعسكري على حدا" سواء. أنا كنت طفل صغير ولم أعيش المرحله ولكنني كنت أسمع أسمه يتردد على مسمعي من الكثيرين من كبار السن..وأكثر ماسمعت ودائما" الحقيقة والصدق يتكرر سمعت من والدي رحمه الله عن هذا الرجل الشهم الإبي المرحوم أبو حسين رحمة الله تغشاه. وقالها لي مرات عديدة ياأبني ضيعوا البلاد أهلها والثورة أكلت أبناءها والله ياولدي لو تعرف الصديق أحمد رحمه الله ، كان رجل وشخصية قوية يتحلى بوقار وهيبة لا لها نظير وكان ياابني رجل ورع تقي ورحيم وذرفت الدموع من عينيه وهو يسرد لي مناقبه وسجاياه. قال لي ياأبني شوف كيف أصبحت البلد وإلى أين وصل الحال عندما قتلوا وشردوا الصناديد. تذكرت كلام والدي وغيره من الأهل وأبناء المنطقة عن تلك الشخصية النادرة في الجود والكرم والشجاعة ..أسد مهيب في عرينه عاش كريما"إبيا" شامخ الرأس ومات شهيدا"بموقف بطولي نادر لقد كان بمثابة جيش عرمرم بثباته وصموده وكبرياءه في وقت الشدة والمحنة ، لقد سجل الشهيد الصديق أسطورة في الثبات والمواجهة تروى على لسان الأجيال ودونت موقفه بأحرف من نور على مدى الزمن. رحم الله الشهيد الصديق أحمد رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته.. وبمثل هذا الشهم الإبي المقدام يحق لنا ولكل وطني وغيور إن يفخر به.. إلى جنة الخلد ياأبى حسين ولانامت أعين الجبناء..! بقلم/أبو معاذ /أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.