شخصية من أيام الزمن الجميل لايمكن إن تغيب عن الذاكرة، وهي شخصية المرحوم طيب الذكر الحاج أحمد الخضر بن مشرف الفشاشي ألف رحمة عليه هذا الرجل الجليل وعائلته الكريمة من البيوت العريقة والتي سكنت قرية فرعان ، ومن الأسر التي يشار لها بالبنان وبالذات في باب الجود والكرم وكانت سدة المرحوم أحمد الخضر مفتوحة للضيوف وكان بيته هو وولده ناصر أحمد رحمهما الله مقصد للدخل والذين يأتوا من الجبل والمناطق الجنوبية البعيدة من قريتنا من آل بليل وغيرهم يبيتوا في بيت الحاج أحمد الخضر وولده ناصر عندما كانوا يأتوا ليتسوقوا في سوق السبت فيرقدوا في ذلك البيت ويأكلوا ويشربوا عند تلك الأسرة الكريمة والتي أحبها الجميع لما جبلت عليه من الكرم والعطاء دون منا" أو أذى بل إن الكرم والجود كان من شيمها بشهادة كل أهل القرية ممن عاصروا ذلك الزمن الجميل. أناس كرام رحمهما الله رحمة الأبرار. كان الحاج أحمد الخضر مصلح أجتماعي من الدرجة الأولى فما كانت تحدث مشكلة أوخصومة بين أهل القرية الا ودعا المتخاصمين وجلس معهم في داره وحل المشكلة وخرج المتخاصمين وهم يضحكوا متراضين ومتسامحين. الحاج أحمد الخضر رحمة الله عليه صاحب اليد البيضاء في كل عمل خير وفي لم شمل الناس . ومن مناقبه التي لاتعد ولاتحصى دوره الوطني عند قيام الثورة فقد كان الثوار بقيادة المرحوم المناضل الثائر محمد عبدالله المجعلي يأتون إلى دار المرحوم أحمد الخضر ويبيتوا عنده أو يذهبوا إلى الجبل ويقدم لهم الطعام والفرش هو وزوجته الفاضله رحمهما الله. وتربطنا بالجد أحمد نحن أسرة آل عبيد مواقف تتميز بالشهامة والرحمة لايمكن إن تنسى ومما قصه لي والدي رحمه الله عن الجد أحمد الخضر إنه في حرب السعيدي وأهل حسنه أخذت بريطانيا مساجين وكان والدي من الناس الذي سجنوا وهو طفل وطلبوا الإنجليز دفع مبلغ مقابل خروج كل سجين، وبما إن والدي يتيم ومعدم ، وقد خرجوا كل المساجين وبقي والدي قالها لي وكان يرددها دائما"ياأبني شفت جدي أحمد الخضر وصيحت له وبكيت وقلت له ياجد أحمد كل واحد خرج أبنه ونا ماحد معي وبكيت فرق لقلبي وتحضني وقال ليه وش أخلاك أنا فدوك ياسالم أبني والله أبني أخرجك بكره وفعلا"بر بيمينه وأتى على الموعد وأخرجه وهذه القصة رواها لي المرحوم والدي وكان يكررها دائما"رحم الله الجد أحمدالخضر عاش أغلب عمره في قرية فرعان وفي آخر أيامه أنتقل الى موديه وتوفى فيها في نهاية السبعينات ألف رحمة عليه وللحاج أحمد الخضر إبن واحد هو العم ناصر أحمد والذي كان ضابط في الأمن وعاش في قرية فرعان أغلب حياته وكان مزارع وحفر بئر في طين المهلا وكان يملك حراثة زراعية يحرث بها الأرض وكان يملك سيارة كبيرة بالشراكة مع أهل الجرو في قرية القوز وأذكر ان المرحوم عمي ناصر ممن يذبح الذبائح وكان يشاريها ويبيعها تحت حصنه في وقت العصر أيام رمضان والمناسبات الدينيه وقد عاش هو وأولاده في قرية فرعان وأولاده محمد وأحمد رحمهما الله لم أعاصرهما ولكني عاصرت عيدروس والأخ عدنان والذي كنا بسن واحده وكنا لانفترق انا وعدنان وأحمد مشرف الا وقت النوم نلعب تبابير ووروار وكرة القدم ونرعى مع بعض ونذهب المدرسه مع بعض وماكان يفرقنا الا النوم، ومن أولاد العم ناصر الأخوة عبدالله وأمين ولكنهم أصغر منا بكثير وأنتقلوا هم والعم ناصر الى موديه وهم أطفال صغار عام1982 وعاش العم ناصر رحمة الله عليه بقية عمره في موديه شأنه شأن والده رحمهما الله رحمة الأبرار.