قرية القوز أحدى قرى مديرية موديه والواقعه على ضفاف وادي وجر بأرض آل حسنه. تتكون تلك القرية الجميله من أربع مناطق الحبيل والقوز والمجبال والفرعه والتي تربض في سفح الجبل ويفصل الفرعه عن بقية مناطق القريه وادي وجر. تتميز القوز أيام الزمن الجميل ببساتينها اليانعه والواقعه غرب وشمال غرب القريه بالأضافة الى مزرعة الدولة والتي أنشأت بداية السبعينات وأستمرت الى نهاية القرن الماضي. كانت القوز أيام الزمن الجميل خلية نحل ومنطقة زراعية بأمتياز فمنذ الصباح الباكر والى المغيب وأنت تسمع صوت مضخات المياه والحراثات الزاعيه، وترى أهلها الطيبين يكدون ويعرقون في حقولهم وكانت تلك الحقول بمسطحاتها الخضراء وأشجارها الباسقه من جوافه وبرتقال وبوبيه وإنتاجها الوفير من مختلف أنواع الخضروات وبالذات موسم حصاد محصول البطاطس ،ففي هذا الموسم يشمر الجميع أسر الفلاحين الى جانب المواطنين من القرى المجاوره فرعان والمقر لمساعدة الفلاحين في حصاد البطاطس وكانت تتم الحراثة بالأبقار لإستخراج حبات البطاطس ويتم جمعها من قبل الاولاد والنساء في أسطال ثم تكوم على الشاجب ويتم وضعها في أكياس شفافه حمراء اللون وكم كانت الفرحه والسرور تغمر المزارعين والمواطنين على السواء وهم يحصدوا المحصول ويرددوا الأهازيج والمواويل أثناء عملية الحصاد وفي الحقل نتناول وجبات الأفطار والغداء مجموعات داخل الحقل ويستمر العمل الى المغرب ومن ثم يعود كل شخص الى منزله محمل بكمية من محصول البطاطس كأجرة له نظير عمله. يالها من أيام أتذكرها وأبكي عليها في بساتين القوز الحبيبه وأنا فتى في عشرينيات العمر وهؤلاء الفلاحين البسطاء والمكافحين رحمهم الله من أمثال المرحوم أحمد سالم هديل والمرحوم أمعبد عمر قاحل والمرحوم سعيد العماري والمرحوم محمد مقيلب والأخ أحمد حجيري العسيل حفظه الله هؤلاء كانوا الأشهر وكدوا وتعبوا وكلوا من عرق جبينهم بالأضافة الى غيرهم فيما بعد كالمرحوم عبدالرحمن الجلد والمرحوم أحمد ناصر حيدره وحسن حيدره والوالد محمدناصر الجحرد وغيرهم نعم لقد كانت أيام عطاء وإنتاج وخير وفير لاتمحى من الذاكرة أبدا". القوز بالنسبه لي موطن الطفولة والصباء وأجمل الذكريات ففيها تعلمت ودرست الأبتدائيه والأعداديه وكان أرتباطنا بها أرتباط وثيق فمنها نستمد مياة الشرب ومنها نجلب موادنا الغذائيه من بقالات الحاج المرحوم حسن هادي والمرحوم سليمان حيدره وأحمد بن نجيل ومحمد علي شيخ ونطحن حبوبنا بمطحن محمد المقيلب في الفرعه وكذلك نشتري زيت السمسم من معصرتي الأخوين علي وأحمد مسعود برطم رحمهما الله، وأنا كطفل أتذكر ثلاجات التبريد بالغاز قبل دخول الكهرباء مع الحاج حسن هادي وثلاجة بنيص في الفرعه وكم تغمرني السعاده وأنا أحصل على حبه إيسكريم أو قارورة بيبسي في تلك السن الصغيره أحلام طفل وكأني ملكت الدنيا ومافيها. ما أروع القوز بالنسبه لي كان معظم وقتنا نقضيه في هذه القريه نذهب العصر لمشاهدة أولعب مباريات كرة القدم وكذلك كانت عصرية رمضان نذهب القوز لنمضي الوقت في تجاذب الحديث في البقالات أو في مشاهدة المباريات. هذا غيض من فيض مع ذكريات جميله في قرية القوز وأخوتي الأحباء فيها جميعا"دون أستثناء وأهلها الطيبين جميعا". رحم الله من توفى منهم وحفظ الله وأطال عمر من هو على قيد الحياة. القوز ومحبتي لها راسخة في الفكر والوجدان مابقيت على هذه الدنيا. رعى الله أيام الزمن الجميل بقرية القوز ! بقلم أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان /موديه.