• هزت المجتمع اليمني جريمه بشعة تتمثل في جريمة قتل عبدالله الاغبري بعد تعذيب مأساوي ومتوحش لمدة 6 ساعات متواصلة. ورغم الغموض الذي يكتنف هذه الجريمة عن الدوافع والاسباب الا ان طريقة القتل لاقت استنكار واسع وغضب وشجب قل نظيره. • نعم فقد ضربت ضمير المجتمع في صميمه هذا المجتمع المحافظ الذي تعتبر قيم الشهامة والنخوة والعدل ونصرة الضعيف والضرب على يد الظالم هي راس ماله الحقيقي بعد ان جفت كل رؤوس الاموال واصبح في مهب العاصفه ولم يبق له الا قيم المجتمع والتسامح والعطف اوالرحمة ما زال يعظ عليها بالنواجذ هذا الراي العام الذي تتشكل ويطالب بنصب اعواد المشانق للقتله وهو محق في ذلك لابد ان يعرف ان موقفه وحدة هو الضمانة لتحقيق العدل في ضل وجود التباسات قانونية خطيرة وماكرة في هذه القضية الاستثنائية . • بعيدا عن المشاعر الجياشه ومواقف الشموخ التي سجلها الراي العام في هذه القضية لابد من بيان صعوبة التكييف القانوني للجريمه هل هي جريمه قتل او ضرب مفضي الى الموت وهنا فان الكثيرين يخلطوا بين جريمه القتل عمد والضرب المقضي الى الموت لان لكيهما يؤديان الى ازهاق روح المجني عليه. • ان الفرق بين الجريمتين هو قصد ونية المتهم من الاعتداء وهو ما يطلق عليه بالقصد الجنائي. • وتتميز جريمة القتل العمد المشروع فيها بنية خاصه هو انتواء القتل وازهاق الروح بمعنى ان تتجه ارادة الجاني الى قتل المجني عليه فان لم توجد هذه النية الخاصه فلا تقوم جريمة القتل العمد. • وهنا فان الامر كله هو ملاك القاضي وسلطه من سلطاته التقديريه في تكييف الجريمة هل هي قتل عمد ام ضرب مقضي الى الموت على اساس هذا التكييف تكون العقوبه في الوقت الذي تنص المادة 234 من قانون العقواب اليمني على القصاص في القتل العمد . • فان المادة 241 من قانون العقوبات اليمني تنص على يعاقب بالدية المغلظه والحبس مدة لا تزيد عن خمس سنوات من اعتدى على سلامة جسم غيره بايه وسيله ولم يقصد من ذلك قتلا ولكن الاعتداء قضى الى الموت. • في جريمة الاغبري الجريمة وقعت بطريقه بشعه لكن هل كان الادوات المستخدمه هي ادوات قاتلة؟! • من التسريبات التي رايناها لم تكن ادوات قاتله • ثم لماذا تم التوجه به للمشفى ومازال حيا هذه المسائل كلها لمصلحة المتهمين لكن من ظروف وملابسات الجريمة ومن التحقيق العميق والدقيق الذي يفترض ان يتم هناك دلائل على ان النية كانت ازهاق بروح المجني عليه ومنها استخدام سلاح ابيض وهو عبارة عن الخنجر الذي شرب كثيرا من دماء المنيين والذي استخدم في قطع اوردته. • وكذلك الكذب في المستشفى من انه انتحر ومحاولة استخراج تقرير طبي بذلك ويبقى الامور رهن الضغط الشعبي من خلال الراي العام للوصول الى العدالة قد يقول قائل ان طول مدة التعذيب تدل على النية المبيته في القتل لكن قديقول اخر ولماذا لم يقتلوه في لحظتها وهم يستطيعون ذلك ان كانت النية هي القتل القضية ماكرة ومخادعة ويستطيع أي قاضي ان يكيفها باي اتجاه ولديه اسبابه لذا يبق الضغط خلال كامل مدة المحاكمة هو الرهان للوصول إلى العدالة