لن تتعافى عدن ونحن بعيدين عن ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقبل الولوج في موضوعنا هذا نستهله بآيات من كتاب الله نذكر انفسنا بها لعل الذكرى تنفع المؤمنين. وقال تعالى في كتابه الكريم:- ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسوا وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخيهِ مَيتًا فَكَرِهتُموهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوّابٌ رَحيمٌ﴾ [الحجرات: 12] ما نشهده اليوم من أحقاد وسوء ظن وضغائن وغيبة ونميمة ونفاق وتدليس وكذب وتزوير وقتل وسلب ونهب وعصبية ومناطقية وجهوية وتمزيق للوشائج واللحمه بين ابناء الوطن الواحد واستقواء وكأننا في غابة يأكل القوي الضعيف أعمال وعادات وسلوكيات وتصرفات وقيم وثقافات لم تكن تعرفها مدينة عدن من قبل يلاحظها ويلمسها الكل في مدينة عدنالمدينة المدنية التي عرفت التعايش والسلم والامن والأمان بين كل افراد المجتمع من كل الاعراق والأجناس والأديان تلك المدينة الكونية التي ضمت بين جوانحها كل الديانات والمعتقدات وكل الثقافات وشكلت منهم الفسيفساء والزخرف الرائع الجميل الذي ابهر العالم وكان نموذج وميزة وخصيصة تفردت بها مدينة عدن مما جعل العالم يتوجه اليها في طلب العلم والرزق والتجارة والسياحة. عدن الذي حوت كل الفنون وكانت الأولى والسباقة في كل تقدم وفي كل مجال واليوم باتت عدن جريحة حزينة منهكة بسبب عادات وثقافات جاءتها من قريب وبعيد وتمكنت منها وحولتها من جنة غناء وواحة حب اشجارها وارفه تظل كل ابناءها تحت ظلها بدون تميز الى جحيم وسعر فهدمت ودمرت تلك اللوحة الجميلة وحلتها القشيبة بحقدهم وانانيتهم وطباع الضباع فلن تتعافى عدن الا اذا عدنا للحق واتباع كلام الله وسنة رسولة فإذا ماستمرت طباع الغاب وثقافة النهب والفيد والسلب والاستقواء على الأخرين والجحود والنكران لإبناءها وحرمانهم من ابسط حقوقهم في ارضهم ووطنهم الذي ينتمون اليه ولا ينتمون لغيره مستقويين عليهم بالكثرة وبالقبيلة والسلاح وتحت حجج ومبررات واهية لا تفرق عن مبررات اي احتلال او استعمار داخلي او خارجي فهضم الحقوق هو من الكبائر التي توعد الله من ارتكبها بعذاب اليم. لن تتعافى عدن اذا لم تتوحد العقول والقلوب وتتشابك الأيادي وتشحذ الهمم من اجل البناء والإعمار بناء واعمار الانسان ومن تم تشمر السواعد لبناء الاوطان وان نعمل جميعا من اجل احياء عادات وتراث وثقافة وتربية واخلاق عدن ومدنيتها ونعيد حالة التعايش والالفة والجيرة الطيبة والعشرة الجميلة التي كانت تميز ابناء عدن واهلها وساكنيها فعدن هي الهوية الجامعة وما دونها فروع واذا استطعنا ذلك ستعود عدن اجمل واروع مما كانت عليه فهل نستطيع ذلك سوال ينتظر الجواب.؟