كل ما نجلس مع بعض الثوار حق اليوم ونتناقش نحن وهم اكان نقاش مباشر او عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الاوضاع المزرية التي نشاهدها اليوم، من حرب عبثية تدار في محافظة ابين تنزف كل يوم دم جنوبي وتزيد المخرب خراب، وتدهور الخدمات الضرورية والانفلات الامني وضنك العيش والغلاء في عدن . نجدهم متحمسين حماس ثوري باثر رجعي ويقول البعض منهم لايمكن تتوقف الحرب الا اذا اتفق جميع ابناء الجنوب على هدف التحرير والاستقلال. طبعا هذا النوع من ثوار اليوم كانوا اعتقد متغيبين في الزمن الذي رفعنا فيه هذا الشعار وقدمنا من اجله اكبر التضحيات. وهم عاده وصلهم هذا الشعار المرفق بهذا الحماس المتاخر إلى الان . ونتحدث معهم ونقول لهم هذا الشعار حق التحرير والاستقلال اطلقناه حين كان نظام الاحتلال جاثم على صدورنا وكان في قمة نشوة الانتصار على شعبنا ويمتلك قوة قمع لاتظاهيها قوة في جزيرة العرب. لكن يا جماعة او ياثوار جدد اليوم هذا الشعار ماعاد يصلح الزعيق به او تمرير عبره اي مشاريع اقصائية وانفرادية في الجنوب لانه لا يوجد اليوم من تريدون التحرير والاستقلال منه فلا يوجد محتلين في الجنوب . والمشهد السياسي على الواقع الجنوبي لايوجد اليوم من يحكم كل محافظات الجنوب غير ابناء الجنوب فمن من تريدون تحرير الجنوب واستقلاله؟. انا رايي انه يجب علينا كجنوبيين ان ننتقل من زمن الانتفاضة الثورية الجنوبية التحررية الى الزمن الحاضر المعاش ونعلم انه لايمكن ان يتم اقصى اي جنوبي مهما كان فكره ورايه او توجهه . ولهذا يجب علينا ان ننتهج نهج راقي في تعاملنا مع بعضنا ونعترف باننا ابناء وطن واحد وان كل جنوبي من حقه ان يعبر عن رايه كما يريد بعيد عن صراعات المشاريع التي من خلالها يتم افتعال الازمات والانتقال الى الصراعات البينية والتي لاتخدم الا العدو. وتجنبا لاستمرار صراع واحتراب المشاريع المفضي الى نزيف الدم الجنوبي لماذا ما نتجه الى الاتفاق على ان ننتقل من صراع الشعارات والزخم الثوري على بعضنا الى الاتفاق على ان كل محافظة يتفق كل ابناءها على توفير الخدمات الضرورية فيها وبناء مؤسسات الدولة وتوفير الامن والاستقرار في كل محافظة هو شعارنا وزخمنا الثوري جميعا. وعندما ياتي الوقت المناسب والمقبول لطرح مشروع الانفصال مع اننا اصلا اليوم قدنا منفصلين نتفق جميعنا على ان كل المشاريع نطرحها لشعبنا الجنوبي ليقول كلمة الفصل فيها وتحت الاشراف الدولي . فالشعب هو الوحيد من يمتلك حق تقرير مصيره وليس مكون او حزب مهما كان دعمه اوقوته . اتركوا تسويق مشاريع ظاهرها الرحمة وبطانها موروث عدواني مناطقي جربناه. فهل من لا يزال منا من لم يدرك الى اليوم ان مادفعناه من ثمن غالي ولازلنا ندفعه حتى اللحظة كان بسبب هذا الموروث؟ الذي البعض يريد اعادة تسويقة تحت جناح شعارات التخوين وتسويق الاتهامات لمن يخالفه الراي من ابناء الجنوب لانهم يضنون ان بامكانهم العودة الى ذلك الماضي بس سيعيدونه باسلوب من طراز جديد. وهل لايزال بيننا من لايعلمون ان العودة الى الانفراد بالجنوب من قبل اي طيف مستحيل ان لم نقول ان هذا لايمكن ان يحصل ؟. املنا يتجدد مع كل منعطف خطير يهدد حياة شعبنا بان المستقبل واعد بعقول جنوبية قادرة على اخراجنا من هذا الوضع المزري باقل التكاليف بعد التكاليف الباهظة التي قد دفعت باذن الله تعالى. العميد علي السعدي 18/9/2020