* سعيد الجعفري في يوم السلام العالمي يقف اليمنيين على ذكرى النكبة التي حلت باليمن. َ وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم أجمع باليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر . للتأكيد على رغبة الدول والشعوب في إحلال السلام في كل مكان من خارطة العالم تبدو من المفارقات المثيرة إن اليمنيين وحدهم يقفون في هذا اليوم على سجل كبير من المأسى والدمار والخراب مع إنقلاب المليشيات الحوثية المتزامن مع يوم السلام العالمي ويوم النكبة التي حلت باليمن في ال 21 من سبتمبر والتى قادت لكل هذا الخراب والدمار والحرب وأشعلت الحرائق في كل أرجاء اليمن وجلبت المأسي والبؤس لعموم اليمنيين وحولت حياتهم إلى جحيم مطلق وهوات بالجميع الى دائرة الجوع والفقر والمرض. وأعادت اليمن واليمنيين الى الوراء عشرات السنين .. شردت الألف من الأسر وحرمت الغالبية من مصدر الدخل وسرقت الرواتب ولقمة العيش من أفواه الجياع وأستولت على مؤسسات الدولة وكل مقدرتها وعطلت جميع وسائل الحياة ومزقت النسيج الاجتماعي ولغمت عقول أنصارها بلأفكار الطائفية المتشددة والكراهية ضد غالبية اليمنيين الطامحين بالسلام والتعايش . وزرعت الحقول الزراعية والطرقات والمساحات الواسعة من الأراضي والصحاري بحقول الألغام
ففي هذا اليوم تحديدا في 21 سبتمبر من العام 2015 جاءت الميليشيات الحوثية إلى حياة اليمنيين كأسواء نكبة على مر التاريخ لجماعة لا تجيد شيء اخر غير نشر القتل وممارسة الإرهاب لتعلن في هذا اليوم حربها على الجميع ونفذت انقلابها على دولة اليمنيين وأحلامهم وأحيت جذور الصراع الطائفي والمذهبي ودمرت كل وسائل التعايش الاجتماعي والسلام وجعلت الجميع يعيش تحت طائلة الرعب وفقدان الآمن ومصادر الدخل وغطت خارطة اليمن بالدماء إثر حرب دائمة تخوضها للعام السادس على التوالي دون هوادة. رافضة كل وسائل ودعوات السلام الهادفة الى إيقاف الحرب .. وأتخذت من الحرب وسيلة للإستمرار في الإستيلاء على دولة اليمنيين وممارسة القتل والبطش والقمع تجاه الكل ومن تريد أن تحكمهم بمزاعم التفويض الإلهي الممنوح من الرب بمعتقدات طائفية وإرهابية ونازية متشددة جعلت من عموم اليمنيين هدفا أساسيا لحربها اللعينة بعد أن عطلت العمل بالقوانين ودمرت جميع وسائل الحياة . وأحيت جذور الصراع والحرب في كل مكان . وحولت مؤسسات الدولة إلى مصانع لانتاج الموت ونشر ثقافة الكراهية وأحياء جذور الصراع والحرب والخصومات مع جميع اليمنيين ومارسة المزيد من التعبئة والتحشيد للجبهات والزج بالصغار في معارك الموت وأقامت الولائم للإحتفال بمساحات الموت والقتل المنتشر بكل مكان بالمزيد من الدعوات للجهاد ورفض السلام وتعميم القتل وتحليل دماء وحرمة الخصوم وكل من يختلف مع أفكارها المتطرفة وسوف يبقى هذا اليوم كذكرى شؤوم ويوم أسود في حياة الجميع لذكرى النكبة التى حلت باليمن لن تمحى من الذاكرة ابدا لحجم مساحة الدماء والدمار والخراب الذي قادت اليه. ومعه بات على هذا العالم الذي يحتفل باليوم العالمي للسلام أن يفتح عيناه على جرائم مليشيات الحوثي التي تحتفل بهذا اليوم ايضا على مرأى ومسمع العالم أجمع بذكرى الخراب والموت والحرب تحتفل باليوم الذي نصبت نفسها كبديل عن دولة اليمنيين والسلطات الشرعية وإلغاء كافة القوانين واعتماد الحرب كخيار استراتيجي لها تستمد منه وسيلة للإستمرار . وبعد أن خربت اليمن تقف لتحتفل كل عام بيوم النكبة التي جاءت بها . وسيكون من الصعب أمام اليمنيين نسيان ما حل بهم وببلدهم مع قدوم هذه المليشيات وتصدرها كعنوان للموت .
لقد حان الوقت لهذا العالم الذي يحتفل باليوم العالمي للسلام أن يستمع إلى صوت اليمنيين ورغبتهم بالسلام الدائم وتطلعاتهم إلى حياة أمنة ومستقرة وأن يستمع الى مناشدتهم ورغبتهم في استعادة دولتهم ووظيفتها وحياتهم الطبيعية والخدمات المفقودة والعودة الى مدنهم التى تركوها بفعل عوامل القهر والبطش والحرب التى اشعلتها هذه المليشيات.