في الحادي والعشرين من سبتمبر يحتفل العالم في اليوم الدولي للسلام ولكن في اليمن يبدو الأمر مختلفا جليا لما يحمله هذا اليوم من ذكرى مختلفة تماما بعيده كل البعد عن السلام.. حيث يعد الواحد والعشرون من سبتمبر- ألفان وأربعة عشر- نقطة تحول تاريخية في حياة اليمن واليمنين تم فيه القضاء على احلام اليمنيين ودمرت مكتسبات ثورة الحادي عشر من فبراير.. فيه كانت البداية لان يحل الخراب، ويبدأ الشتات، وينشر الموت، وتسيل انهر من الدماء.. يوم اسود وسيبقى في ذاكرة اليمنيين . ولا تعتبر نكبة 21 سبتمبر النكبة الوحيدة التي تعرض لها اليمن في العَقْد الأخير؛ ولكنها كانت الأشد فتكاً والأكثر تدميراً والأسوأ أثراً..فيه فقد اليمنيون الدولة وحكم اليمن باسم المواطنة والحرية والعدالة والديمقراطية. سنين متعاقبة من الاستبداد السياسي ابتدأ تحت ذريعة اسقاط الجرعة والفاسدين وتطبيق مخرجات الحوار ولكن الواقع شهد امرا اخر ساسة نظرية طائفية تستخدم الولاية غاية عظمى لها وسرعان ما انكشفن نوايا الحوثيون في ارسائها بعد سيطرتهم
على المؤسسات الدينية وفرض مزاجهم المذهبي على كل شيء مصادرين خيارات الناس والتنوع في المجتمع ليدخلوا البلاد فيما بعد في حرب شرسة اشعلت نيران الاحقاد ودمرت وشردت الالاف من اليمنين.
وللحديث عن هذا اليوم قامت صحيفة عدن الغد برصد اراء الناشطين، والسياسين اليمنين لمعرفة شعورهم تجاه هذه الذكرى.
وتتوحد اراء الملايين من اليمنين في اعتبار هذا اليوم بداية النكسة في التاريخ الحالي لليمن.
بداية مشروع طائفي سلالي.
وللحديث عن هذه الذكرى تحدث لصحيفة "عدن الغد"الناشط حسام المليكي وهو احد شباب الثورة:
في ذكرى نكبة 21 من سبتمبر ..تحية لكل شخص حاول فيه جر الحوثيين الى مسار العمل المدني مثل المسيرات السلمية و المطالب الحقوقية و الخروج على الفساد.
ويتابع المليكي: لمن وقف معهم و هم ينادون بفصل الدين عن الدولة و بناء دولة مدنية لكل اليمنيين . و عندما انقلبوا على مكتسبات ثورتي سبتمبر و فبراير .. عارضوهم .. و خرجوا ضدهم في مقاومة شعبية و قدموا الشهداء و الجرحى و المخفيين قسرا .
ويضيف المليكي: دعكم من موزعي صكوك الوطنية .. كل ما يحاولون القيام به هو اصطياد أخطاء الطرف الآخر ليظهر كم هو وطني بلا أخطاء . واختتم المليكي حديثه موجها رسالته لابناء الشعب اليمني: "علينا أن نتعلم أن كل شخص يناضل من موقعه و زاويته و بالطريقة التي يراها .. مالم يكن بوق لتبرير سفك الدماء .. و المساس بالثوابت الوطنية .. أما الآن .. فنحن نحتاج إلى لملمة الصفوف مع جميع المكونات لإنهاء المشروع الطائفي السلالي الامامي ,, الذي خلق في مثل هذا اليوم"
بينما يرى ابراهيم شعلان ان 21سبتمبر ذكرى يوم بغيض لدى كل وطني حر شامخ... يوم تجمعت فيه مجاميع مسلحة من الناس يقودها صغار القوم وارذلهم من الحاقدين على الوطن وعلى شباب 11 فبراير الثورة الشبابية السلمية المجيدة ..تجمعت هذه الجماعات تحت ذريعة الجرعة وارتفاع سعر البنزين..وليس الهدف من ذلك إسقاط الجرعة كما كان يزعم البعض وانما لأسقاط مبادئ واهداف ثورتي 14 أكتوبر و 26 سبتمبر والذي تأسست الدولة والجمهورية على هذه المبادئ والاهداف.
ويتابع: هذه المجاميع تجمعت لإعادة عصر الامامة ولقتل وتجويع وتمحيص الشعب وكل الاحرار فيه متخذة المثل الشعبي الهزيل والزائف (جوع كلبك يتبعك) ... هذه النكبة هي سبب في شرذمة اليمن الى عدة اجزاء ومن أكبر المصائب التي حلت لوطننا في انها كانت السبب الرئيسي الكبير في تدخل الايادي الخارجية على الوطن.
ويستطرد في حديثه:تمردّت هذه الجماعة المسلحة من الناس والذين اسمو انفسهم (انصار الله ) على الدولة وقامت بالاعتداء على المؤسسات الحكومية بدايةً من دخولهم محافظة عمرانوصنعاء وخوض حرباً ضروس ضد الدولة والجيش في عمران حتى اذخن عمود الجمهورية شهيداً القائد العميد (حميد القشيبي).ولم تكتفي مليشيات الحوثي بإستيلائها على مؤسسات الدولة بل اتجهت بعد ذلك نحو تفجير وتفخيخ المساجد ودور القرآن ، وبيوت المواطنين الغير منصاعين لهم ، واستخدمت عامل الترهيب لبسط نفوذها في شتى ربوع الوطن... قتلت وأسرت وفخخت ودمرت كل شيء ملأت جميع سجونها بالأسرى منعت الناس حتى من إبداء رائيهم.
واختتم حديثه: في هذه النكبة الاليمة التي حلت بوطننا الحبيب أعزي نفسي اولاً على ما يحل لوطننا الحبيب من تعسف وقهر وتجويع ، وعلى فراق من يعز على قلبي فراقهم مواعزي كل أب فقد ابنه وكل ام فقدت ابنها وفلذة كبدها وكل أخ فقد اخوه وشقيقه وكل صديق فقد صديقه ، وعزائي لكل أسر الشهداء
نكبة شارك فيها النظام السابق وحزبه.
بينما تساءل الاعلامي رضوان المنيعي عن من قام بالتجهيز لهذه النكبة وخطط واستعد لها واضعا الارضية المناسبة لحدوثها.
وقال المنيعي: من حاول مرار وتكرار زعزعة استقرار حكومة الوفاق وعرقلة مؤتمرها الوطني وحواراته الشاملة، من اسقط المدن او ساعد على اسقاطها. هذه النكبة لم تاتي محض صدفه اشترك فيها النظام السابق وحزبه واحزاب وتواطئت احزاب اخرى وبمباركة ودعم دول اقليمية واخرى اجنبية. اجتاح الانقلاب صنعاء ولم نرى بيان استنكار واحد من تلك السفارات.
ويتابع المنيعي: الهدف كان انقلابا لصالح جهة ما او لنسميها بوضوح لصالح حزب صالح،شائت الاقدار ان تختلف اتفاقات الداخل والاقليم بعد الانقلاب فاتت عاصفة الحزم اربكت كل اوراق المخططون لذلك الانقلاب وسلمت دفة القيادة للحوثيين ضرورة فسيطر الاخير على كل شيء وحصل بعدها ماحصل من تصفيات لشركائه في الانقلاب.
ويضيف : 21سبتمبر نكبة ابتلع طعمها الكثير واشترك في التواطؤ معها الكثير دعوها للتاريخ فالخونة لا تكتب خياناتهم باقلام الرصاص كي تمحى بل بدم ابناء هذا الوطن لله وللتاريخ وللاجيال القادمة.
وقال الناشط شجاع النبهاني كان ولازال الانقلاب الحوثي هو الكارثة التي حلت لعناتها على الشعب اليمني والسبب الأكبر في تقسيم المجتمع الى فئات وعصبيات وعصابات مسلحة تقتل بعضها بعضا .
مضيفا:حدث كل ذلك منهم متجاهلين حماقة ما يرتكبونه دون رؤيا سياسية او إقتصادية او مشروع وطني حقيقي بل تنفيذ لاجندة خارجية مشروعها تقسيم الوطن العربي من خلال العب على التناقضات الداخلية والعبث بمقدرات الشعوب .
مختتما حديثه متسائلا: ماهو الهدف الذي قام من أجله الانقلاب وهل حقق أهدافه مما لاشك فيه الانقلاب الحوثي بشعار الموت لن يحقق الى الموت للشعب .. يجب ان تكون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية او الحزبية او اي دولة أخرى .
-احقية ثورية مصبوغة بصبغة دينية مذهبية .
بينما يرى مراقبون يمنيون ان يوم 21 سبتمبر ازاح مراكز قوى لكن على حساب مراكز قوى اخرى لأن الهدف لم يكن اصلاح النظام ككل بقدر ما كان اثبات احقية ثورية مصبوغة بصبغة دينية مذهبية.
مضيفين: نحن لا نريد ثورات دينية و مذهبية لان الزمن تغير، كان الدكتور احمد شرف الدين ينادي لدولة علمانية فهل كان سيقتنع بما يفعله انصار الله اليوم ؟ قطعا لا.
ووجه سياسيون يمنيون رسالتهم بكف الضحك على الشعب اليمني وتكاتف الجميع وطرح ايديهم على المشكلة هذا لو كان نيتهم حل المشاكل... كون مراكز القوى الفاسدة سياسيا و اقتصاديا معروفة لدى الجميع و الفساد المجتمعي لا تصلحه ثورة مصبوغة بصبغة مذهبية بل تصلحه ثورة شاملة تستطيع معرفة الخلل بوضوح عبر الاستفادة من التجارب و التركيز على اصلاح اجتماعي و اقتصادي و سياسي حقيقي بعيدا عن النظرة الحزبية و المذهبية و المناطقية الضيقة.