يوم الفقد الستون تجلى وعلى أهبة الانتظار أو الانتصار، مازلنا نكبد العناء يوم بعد فقد، والرياح ترسل أمطارها ليعشوشب الفرح ويعم السلام، ولكن كيف للسلام أن يأتي!؟ ونحن ننظر لغريق كابد الموت أمام أعيننا، نحافظ فقط على أنفسنا ونصرخ نحن لانجيد السباحة، كل مانفعله نوثق موت ضمائرنا موت الإنسانية بداخلنا .. ضاعت النخوة فينا ! لم نفعل مافعله أسلافنا عندما ضحى سبعة وثمانية رجال بأنفسهم لإنقاذ نفس واحدة من أحد الآبار، اليوم نحن ننظر ونمنح أنفسنا الأعذار فقط .. ما أشبه الليلة بالبارحة ! فالغريق مثَّل وطننا الغارق بالدماء والصراعات والجوع ونحن ننظر، وننتظر من ينقذه، نحن نلعب دور المتفرج في كل مايمر، نعطي لأنفسنا الأعذارالواهية، نحن نخاف مواجهة الظلم والموت فيضيع منا وطن كبير .