نحتفي كل عام بعيد الثورة و الجمهورية ، احتفالات يقف لها العالم انبهاراً ، يشترك بها الشعب و الجيش و القيادة السياسية ، لتشكيل اعظم صورة للبهجة و الفرح ، ترى العالم كله يهنئ الرئيس و الحكومة و مجلس النواب و الشورى ، نتلقى برقيات التهاني من كل حُر قومي ، تمتزج اليمن مع ركب الامم ، و تظهر بصورة بهية ، تعجز اللسان عن وصفها ، و تقف وجدان الامم لظهور حُلّتها الخلابة بذاك الرونق الفاتن ، يُحَيّي الشعب الوطن ، و يتغنى الطير و البحر و الجزر ، تترنم الاشجار و المشاريع ، و تزدهر الارض و تخضّر اعتزازاً ، تتراقص الدنيا على لحن الجمهورية ، و تلقى كل ما يسر الشعب في ليل ايقاد الشعلة ، يستذكر الشعب المُر و المعاناة ، و يحرقون ماضٍ لن يعود مع كل نفثة نار في شعلة الجمهورية ، تتجلى الثورة في نور يصدح من قلب التحرير في كل مدينة ، تقف الدموع على محاجر الامة ، خوفاً من امتعاظ عظماء الثورة لأي لحظة ضعف في حضرة استذكار اولي البأس و القوة ، صمت مهيب ، لحظات تقشعر لها الابدان ، يُرفع الصوت فقط بنشيد الوطن المغوار ، خُطّ بدماء الفدائيين ، و كُتب على صخر حِميَري من عُمق التاريخ ، و تفجّرت الابيات من بركان ثورة الشعب ، مناشدةً العالم اجمع بالوقوف لوهلة هُنا ، رددي ايتها الدنيا نشيدي ، ردديه و اعيدي و اعيدي ، ما أن تنتهي طقوس احراق الماض السحيق ، و تدمير كل امانيه ، تتزين السماء بشعاع سبتمبر الوهّاج ، انوار تتوزع في كبد السماء ، تُطلق الالعاب النارية ، لتزَخرِف السماء بحُلّة العظمة و العزّة ، يستبق الرئيس علي عبدالله صالح الاحتفالات الصباحية بخطاب موجّه للشعب و الوطن ، يخاطب ابنائه لا رعيته ، شعبه لا من يحكمهم ، خطاب يوقد في العُمق الجمهوري الف شعلة سبتمبر ، يؤكد على قدسية ثورة السادس و العشرين من سبتمبر ، و يبرهن على النقلة النوعية التي احدثها سبتمبر ، و يؤكد على مواصلة النضال في تثبيت كل مقدرات الثورة و تعظيم اعلامها و تكريمهم ، ينام شعبي على فرحةٍ عارمة ، تجتث من داخله كل خيبات الايام ، يعود السادس و العشرين من سبتمبر بفجره الجديد ، ليولِد الوطن من ظُلم البُغاة ، و يجدّد امل الشعب بمواصلة الكفاح ، مواصلة النضال ، مواصلة الحلم ، يبث في شعب الوطن كل شعور ثوري ، يحثهم على مناهضة متاعب الحياة ، ليأتي الصباح ، صباح السادس و العشرين من سبتمبر ، حاملاً معه الاحتفالات و العروض العسكرية ، الاناشيد الوطنية و الترانيم الثورية ، تنطلق في ربوع الوطن روح القوة و العزم ، يحضُر الرئيس ، يُحَيّي الشعب ، يُحَيّي الجيش ، يُحَيّي الوطن ، يحضُر الاحتفال ، يظل واقفاً في معظم ساعات الاحتفال ، يقعد الشعب و يظل شامخاً على قدميه ، يرقب كل تفاصيل الثورة ، و احتفاء ابناء الثورة ، و اعتزاز شعب الثورة ، و ما انجزته الثورة ، من حكم ديمقراطي باختيار الشعب ، و بناء جيش يحمي الثورة و مكاسب الشعب ، و تحسن اوضاع الشعب اقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً ، تحقيق السلام و التعايش بين ابناء الوطن و تعميم الامن و التعايش بين اليمنيين و بين اليمن و الدول الاخرى ، يفخر و هو يرى أن تضحيات الاشاوس الصناديد لم تذهب هدراً ، ثم يحرّك الوطن و يفتتح المشاريع ، يدشن حجر الاساس لمئات المشاريع التنموية ، يعيد الحيوية لعجلة البناء و التنمية ، يجدد الامل لدى الشعب ، يمتزج بالمواطن ، يخلق الف جسر للوصول لما يخالج المواطن من مشاعر و افكار ، يضيء سبتمبر بتحقيق اهداف الثورة ، و اشعال فتيل التنمية ، و ارضاء الشعب ، هكذا كان عيد الشعب في ظل حكم الرئيس علي عبدالله صالح ، عيد مُعظّم كعظمة عيد تضحية ابراهيم بابنه اسماعيل ( عليهما السلام ) ، عيد لا يُشكِّك في جلاله إلّا كل عابد للجهل ، مستعبَد الفكر و الوجدان ، فلله در اعياد سبتمبر و اكتوبر و الثاني و العشرين من مايو في عهد الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ، احد اعلام الثورة ، و من شبابها المناضل ، و جنودها البواسل ، استمر بفداء الثورة حتى اخر لحظة في حياته ، فلله درك يا عفاش و رحمة الله عليك و جعل مثواك الجنة مع الشهداء و الصديقين .