على جسدي المسجي تعاقبت الفصول، قيدتني الحياة حيث أنا، بداخلي عصافير تسعى لتحريري. ولازلت دون حراك ملقاة على سرير الاحتضار، دون تنهيدة دون شهقة، حتى أنفاسي اختفت، ولكن لم أشعر بما يشعر به الكائن الحي، تراني مازلت على قيد الحياة، أم أني عالقة في برزخ ما. ربما بانتظار قبلة البعث من شفاهك توقظني من أجداثي ، فبعد قضمة تفاح الشوق، تجمدت أطرافي، وأغلقت عيناي منفذ النور. لكن فؤادي ظل ينبض بصمت دون أن يجسه العصفور، ربما ظن أني فارقت الحرية، لا يعلم للآن أتنفسها، بعيدا عن تنهدات الوجع، وشهقات احتضار الحب. يحتاج الموت مني ضمة، فأصرخ من هولها ورغبتها الجامحة، لعل أوداجه تنتفخ، ويشعر بعظمته، حين يمارس جبروته على جسدي. لا يعلم أني سبية الجسد، والروح قد قيدت في أيسرك، تأبى الوداع، تأبى الصعود للسماء. اقترب فالتوت البري يكاد يذبل، وتكاد وجنتا الكرز تفقد حمرتها، اقترب كي تعيد الروح حيث أخفاها فؤادك، فتشهق ليلاك، وتطرد الموت الجاثم على صدرها. فأصحو من سبات قُدر لي ألفظ كسرة الردى، وتشرق الشمس من خصلاتي، باعثة النور لدرب العشق، وينقشع ضبابا يخفيه. ولنمتطي ريح الشمال نحو قوس قزح الجمال، ونسكن الألوان، تاركين الظلال خلفنا منفى العذال.