أكرم العزبي تعتبر ألوية العمالقة هي القوة الأكبر التي تقاتل في الساحل الغربي والأفضل والأنجع من حيث تحقيق انتصارات على الأرض وكانت ولا تزال متصدرة للمشهد القتالي ضد الحوثيين ولا شك بأن المتابع للمشهد العام في جبهات الساحل الغربي خلال الأعوام الماضية يدرك مدى مصداقية ألوية العمالقة في القتال على الأرض والتزامها بتوجيهات التحالف العربي والشرعية اليمنية. وعطفا على كل هذه التصورات والقناعات يدرك الجميع بما فيهم التحالف العربي العداء الكبير الذي يحمله الجنوبيون لنظام علي صالح والذي يمثله طارق، إلا أن التحالف أصر على تمكين طارق وقواته على أجزاء واسعة من جبهات الساحل الغربي وفضلا عن ذلك أعطاه زمام القيادة على القوات المقاتلة في الساحل الغربي تحت غطاء التحالف العربي والشرعية اليمنية، الأمر الذي اعتبره بعض قادة ألوية العمالقة تقزيما لدورهم الكبير في مواجهة قوات الحوثي التي كانت تبسط سيطرتها على الساحل الغربي وبفضل قوات العمالقة تم تحرير أجزاء كبيرة منها ليأتي طارق وقواته ليسرقون راية النصر لهم. كل هذه التوترات والخلافات المبطنة باتت كالنار تحت الرماد وإن أظهرتها رياح الإعلام أحيانا للعلن لكن الشرعية سرعان ما تخمدها بوصفها بالحرب الإعلامية التي تريد شق الصف بين قوات طارق وألوية العمالقة لتعود العجلة إلى نقطة البداية وكأن شيئا لم يكن، ورغم كل هذا الحرص من التحالف العربي على إذكاء الصراع بين قوات ألوية العمالقة وقوات طارق من خلال تمكين الأخير من مراكز النفوذ والدعم اللامحدود مقارنة بالقوات الأخرى التي تقاتل تحت مظلة التحالف والشرعية إلا أن ألوية العمالقة باتت تنظر للخطر الأكبر المتمثل بالحوثي وتغض الطرف عما تجسده قوات طارق والدور المشبوه في مسار تحرير جبهات الساحل رغم معرفتها لحقيقة مايجري وإلى أين يتجه الخط البياني لمسار التحرير. ولعل ما حدث خلال الأيام الماضية في معارك الدريهمي يجعل ألوية العمالقة تدرك أن التحالف يريد تسريب الشكوك حول قدرات وإمكانيات قوات ألوية العمالقة في مواجهة الحوثي والتقليل من حجم الزخم والثقة الشعبية والتأييد الذي تلقاه من الجميع. والسؤال الذي يتداوله الجميع ما الإجراءات التي ستتخذها قوات ألوية العمالقة؟ ردا على تعرض قواتها للخيانة من قبل قوات طارق والتي كلفتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح وعدم تدخل سلاح الجو كما يجب في المعارك التي دارت خلال الأيام الماضية والصمت المريب الذي انتهجه إعلام التحالف في عدم نقل وتغطية المواجهات كما كان يفعل من ذي قبل. كل هذه الأمور التي تتضح جليا للمتابع العادي للمشهد العام لمواجهات الساحل الغربي تؤكد على أن التحالف العربي يحاول أذكاء الصراع بين قوات طارق وألوية العمالقة وإضعافها وتمكين الحوثي من السيطرة على الأرض وإطالة أمد الحرب لصرف الأنظار عن الصراعات السياسية التي تعصف بالبيت الخليجي عامة والتحالف العربي خاصة ومحاولة إخفاءها وعدم ظهورها للعيان.