العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    انهيار مشروع نيوم.. حلم محمد بن سلمان اصطدم بصلابة الواقع    غدا درجة واحدة في المرتفعات    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    هجوم مسلح على النخبة يقوده عناصر مرتبطة بقيادة سالم الغرابي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(تقرير).. هل نجح طارق صالح في تشكيل جيش حقيقي؟
نشر في عدن الغد يوم 03 - 10 - 2020


ما مدى امتلاك قواته للتأهيل والانضباط الكافي؟
لماذا يصر البعض على تسمية قوات طارق بالمليشيات ويحاربها؟
كيف أدار الرجل معركة قواته مع الحوثيين وصراعه مع الإصلاح؟
هل هو مجرد أداة.. أم أنه يمتلك مشروعاً وطنياً؟
ما علاقة طارق وقواته بأطراف الصراع في الساحل واليمن عموماً؟
كيف حافظ على الحياد في تعاملاته مع الشرعية؟
(كنتونات) صغيرة تستخدم لأهداف الصراع السياسية.. أم عودة للدولة اليمنية المفقودة؟
دولة الطوارق
القسم السياسي ب(عدن الغد):
أفرزت الحرب اليمنية الكثير من المتناقضات السياسية والعسكرية، كما نسجت
تحالفاتٍ يصفها البعض بأنها غريبة، فرضتها لعبة الحرب وأجنداتها ومصالحها
بقوة، من باب "الحرب خدعة".
غير أن الأمر لا يعدو عن كونه "تكتيك حربي أو عسكري"، تفرضه متطلبات
الواقع، فلكل حربٍ ظروفها الناتجة عن تقلبات تفرضها المستجدات والأحداث،
تتسبب بإعادة تشكيل الخارطة الجيوعسكربة والتحالفات السياسية معاً.
وهو ما تم بالفعل عقب أحداث ديسمبر 2017، في صنعاء، والتي راح ضحيتها
الرئيس اليمني الراحل صالح، حينها تغيرت خريطة التحالفات السياسية
والعسكرية في اليمن، وتشكلت بناءً عليها خريطة جديدة ومغايرة، ما كان أحد
يتوقع أن تُرسم على هذا النحو.
فحين ولجت الحرب في اليمن عامها الثالث بداية 2018، كانت الكثير من
الأشياء والأوضاع قد تغيرت، فلم يعد لدى الحوثيين حليف يدعى صالح، وبات
التحالف العربي يواجه مليشيات الحوثي منفردة، دونما أي حليفٍ معها.
كما أن القوات النظامية والمدربة والمؤهلة، ذات الخبرة الحربية والقتالية
التي كان يتميز بها "الحرس الجمهوري"، التابع لصالح، وهي قوات كانت تقاتل
إلى جانب الحوثيين، انفصلت عن المليشيات الحوثية بعد مقتل صالح.
كل تلك التغيرات في مشهد التحالفات هذه، أدى إلى مفاجآت كبرى، عودتنا
عليها تقلبات الساسة والعسكريين اليمنيين، الذين ما فتئوا يتقلبون في
تحالفاتهم كلما اقتضت الحاجة.
ولعل من تلك التحالفات المثيرة أن تتحول قوات الحرس الجمهوري، وبقيادة
العميد طارق محمد صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل، لتقاتل إلى جانب
الإماراتيين والسعوديين، ممن كانوا ألد خصومهم بالأمس فقط.
وليس أدل على ذلك من هذه الأمثلة لنتأكد من مدى صحة التقلبات العنيفة
التي تعيشها الساحة اليمنية منذ حتى ما قبل سنوات الحرب الست.
بل أن تلك القوات المؤتمرة بأمر طارق، تقاتل جنباً إلى جنب مع قوات
جنوبية وأخرى تابعة للشرعية، وهي التي كان- طارق- يوماً ما على رأس قائمة
المطلوبين المتورطين لديها بقتل الجنوبيين وتهجير اليمنيين في كل مكان،
بالتحالف مع الحوثيين.
ويبدو أن الالتحاق بركب الشرعية أو التحالف، ولو متأخراً، بات يجبُّ ما
قبله، رغم أن طارق صالح وقواته لم تعلن ولاءها المعلن للشرعية حتى
اللحظة، في مقابل إذعانها للتحالف العربي، وللإمارات تحديداً.
قصة التحاق طارق بالتحالف
كانت الطريقة التي فرّ بها العميد طارق محمد صالح من بطش الحوثيين، بعد
أن نالوا من عمه الرئيس الراحل وكبار مسئولي حزب المؤتمر وتخلصوا منهم في
ديسمبر 2017، مثيرةٌ للجدل، حتى أن البعض وصف تلك القصة "بالفيلم
الهوليوودي".
ذلك أن مرور الرجل بمأرب المتاخمة لصنعاء، ونزوله عند قيادات الدولة
الشرعية، وحتى قيادات حزب الإصلاح المتواجدة هناك، بل ومساعدته على
الوصول إلى عدن، والالتقاء بقيادة التحالف العربي، حين كانت الإمارات
تدير عدن، جميع تلك المحطات دفعت نحو الكثير من التساؤلات.
فكيف بقائد عسكري مثل طارق، مطلوب من الحوثيين في كل أنحاء صنعاء، يفلت
منهم بتلك السهولة؟، ولماذا لم تمنع المماحكات التي كانت بين صالح وأفراد
عائلته من القادة والمسئولين وكبار رجالاته باعتبارهم حليف الحوثيين
السابق، وبين حزب الإصلاح المتواجدين في مأرب وقيادات الحكومة الشرعية،
لم تمنع هؤلاء من إيقاف هرولة طارق من صنعاء إلى عدن؟.
ويمكن أن تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها، الرغبة المستوطنة لدى التحالف
العربي في استقطاب أي معارضين أو قوى مناوئة ومناهضة للحوثيين،
والاستفادة منهم أو استغلالهم في محاربة المليشيات.
ويبدو أن هذا هو سبب مرور طارق عبر كل هذه المسالك للهروب من الحوثيين،
والوصول إلى عدن، ونجح التحالف من قبل في العديد من هذه العمليات.
ربما كان هذا ملخصاً لما وصل إليه طارق صالح وقواته من حظوة واهتمام
ونفوذ في مناطق تمركز في الساحل الغربي، وحصوله على كامل الدعم العسكري؛
بهدف تطويق الحوثيين من الجهة الغربية لحاضرتهم صنعاء، بينما قد كانوا
محاصرين من جهة نهم ومأرب شرقاً.
كيف استغل طارق دعم التحالف؟
يعتقد محللون أن كلا الطرفين (التحالف وطارق) استغل كل منهما الآخر، أو
أن كليهما وجد ضالته في الطرف المقابل له.
فالتحالف انتهز فرصة قتل الحوثيين للرئيس صالح، عم طارق، واستعداد هذا
الأخير للانتقام، فوفر له كل أسباب ووسائل العودة العسكرية إلى صنعاء عبر
الغرب، وهذا هو هدف يسعى إليه التحالف منذ بدء تدخله العسكري في اليمن.
غير أن الملاحظ أن قوات طارق التي أسماها "حراس الجمهورية" بدلاً عن
"الحرس الجمهوري" حظيت بدعم لم تفز به أية قوات مماثلة موجودة على الساحة
اليمنية، سواء كانت الانتقالي أم القوات التهامية أو حتى قوات الحكومة
الشرعية.
حتى باتت قوات طارق صالح تتميز بالعديد من الامتيازات التي تفتقر إليها
بقية الوحدات والقوات المسلحة المتواجدة هناك على الساحل الغربي لليمن.
ولم يكن الامر مناطاً بالقوات والوحدات والجنود التابعين لطارق صالح فقط،
بل أن الأمر كان أبعد من ذلك بكثير، أو يراد له أن يكون كذلك.
دولة طارق!
يروّج مراقبون بأن طارق صالح بات من خلال قواته التي اتخذت من عدن مقراً
لمعسكراته التدريبية، قبل أن تتمركز في الساحل الغربي، يمثل دولةً مصغرةً
هناك في غرب اليمن.
وذلك عطفاً على ما يمتلكه الرجل من إمكانيات ومعدات، وحتى مرتبات جنوده
التي لم تتوقف أو تنقطع، بالإضافة إلى ما هو أهم من كل ذلك، والمتمثل في
سيطرته على كافة القوات المتواجدة قريباً من مناطق الساحل الغربي، في
تعز، وشمال لحج، وباب المندب جنوباً.
حيث يصف المراقبون قوات طارق بأنها بمثابة جيش نظامي متكامل، بناءً على
ما يمتلكه أفراد هذا الجيش من تأهيل وتدريب متخصص وخبرة قتالية، ليس منذ
ثلاث سنوات، حين التحق بركب التحالف، بل من قبل ذلك بكثير.
فمن المعروف أن قوات الحرس الجمهوري، التي كانت تحت إمرة وقيادة أحمد علي
عبدالله صالح، حظيت بكامل حصة التأهيل الأمريكي لقوات مكافحة الإرهاب في
اليمن، ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو ما جعلها قوات محترفة ومنظمة
على أعلى المستويات، بالإضافة إلى تسليحها الجيد.
ويبدو أن هذا ما أغرى الإمارات للاستحواذ على هذه القوات، والاستفادة
منها في تحرير الساحل الجنوبي من سيطرة الحوثيين، وهو ما تم بالاشتراك مع
قوات حكومية والمقاومة التهامية، وقوات العمالقة الجنوبية.
غير ان كل تلك الوحدات الأخرى، التي يصفها البعض بأنها أقرب إلى
المليشيات منها إلى القوات النظامية، أصبحت اليوم تحت سيطرة قوات طارق،
التي باتت متحكمةً بالشريط الساحلي الغربي لليمن، تحت إطار ما عرف
"بالقوات المشتركة"، التي تديرها الإمارات.
وبذلك يكون طارق قد صنع لنفسه ولقواته دولةً خاصة بها، هي دولة الطوارق،
وفقاً لمشاهدات المحللين والمراقبين.
ليست سوى مليشيات!
في ظل الرأي القائل أن قوات طارق باتت متميزة عن باقي المليشيات
المتواجدة بالقرب منها، وأنها تسيطر على قراراتها وتتحكم بها، يبرز رأي
مناهض.
حيث يعتقد البعض أن قوات صالح لا تعدو عن كونها قوات مليشياوية، تكونت من
قيادات عسكرية وأفراد خسروا مصالحهم مع الحوثي عقب انتفاضة ديسمبر ومقتل
صالح، ولم يبق أمامهم سوى الارتهان للقوى الإقليمية لاستعادة ما خسروه.
وعلل أصحاب هذا الطرح رأيهم بخضوع قوات لسيطرة أعلى وأقوى، هي سيطرة
القوات والقيادة الإماراتية، حتى أصبح طارق وقواته مجرد أداة في يد
الإماراتيين، مثله مثل مليشيات أبي العباس في تعز، أو الانتقالي في عدن.
لهذا يتحدث محللون عن أن طارق يمتلك مليشيات تواجه مليشيات، في إشارة إلى
قوات الحوثيين في الحديدة وغرب اليمن.
ويدللون على هذا الرأي من خلال استجابة قوات طارق لتوجيهات التحالف
والإماراتيين بالتوقف على أسوار الحديدة، بعد أن كادوا يدخلونها في
ساعاتٍ، والاستمرار على هذا الحال رغم خروقات الحوثيين لاتفاق ستوكهولم.
كما أن طارق لا يملك من أمره شيئا، سواء بالتقدم أو التوقف على أرض
المعارك، بحكم أن أبوظبي هي وحدها من شكلت قواته ودعمته وما زالت تدعمه،
وهي وحدها بإمكانها إنهاء أو الإبقاء على مصير هذه القوات، باعتباره اداة
من أدواتها، وفقاً لرؤية محللين.
عصا التقويم!
كان طارق يحلم بأن يلتف على الحوثيين من الغرب، باعتباره الطريق المختصر
الآخر للوصول إلى صنعاء، بينما المليشيات الحوثية منشغلة بقتالها في
الجبهة الشرقية لصنعاء، على تخوم نهم ومأرب.
لكنه انصدم بالضغوط الدولية التي مورست على التحالف العربي؛ لرفع يده عن
مدينة الحديدة وعدم دخولها أو اقتحامها، تحت مبررات إنسانية.
لهذا.. يرى محللون أن هذا التوقف بناءً على توجيهات التحالف والإمارات
أعطى لقوات طارق صالح مهمة أخرى، تمثلت في التعامل مع مناهضي التواجد
الإماراتي في غرب اليمن، نيابةً عن أبوظبي.
وهو ما تم فعلاً من خلال المواجهات والاشتباكات التي حدثت في أكثر من
منطقة في الساحل الغربي، سواء بين قوات طارق والمقاومة التهامية، أو
بينها وبين مليشيات حزب الإصلاح في ضواحي تعز الغربية والجنوبية.
حتى أن قوات صالح دخلت في مماحكات مع قوات جنوبية، كألوية العمالقة
وغيرها، رغم ولاء الأخيرة للإمارات، غير أن ثمة سببا آخر يجعل من قوات
طارق تنتهج هذا السبيل في التعامل مع شركائها في القتال.
وهو سبب متعلق بإيجاد منطقة ملتهبة أخرى في اليمن، مماثلة للمناطق
المشتعلة في الجنوب، كعدن وأبين وشبوة، يتقاتل فيها رفاق السلاح، دون
الالتفات للعدو الحقيقي.
ويصب كل ذلك في خدمة أجندات ومصالح مغايرة، حرفت الحرب عن مسارها
الحقيقي، وأصبحت بناءً عليها العديد من المليشيات والقوات مجرد "عصا"
للغير يحركها ويستخدمها متى ما اقتضت الحاجة؛ لتقويم الخصوم!.
علاقة طارق بأطراف الصراع
من المعروف أن العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام الذي كان يترأسه الرئيس
الراحل، لم يكن على وفاق مع حزب الإصلاح اليمني.
ويبدو أن هذه العلاقة انعكست على تعامل نجل شقيق صالح مع الإصلاح والقوات
التابعة للحزب في الساحل الغربي من البلاد.
فهناك علاقة متوترة على تخوم مدينة تعز الغربية والجنوبية، بين قوات طارق
ومليشيات الإصلاح، ولا يبدو أنها ستتحسن على المدى القريب على الأقل.
في المقابل ثمة توتر مباشر بين قوات طارق والمقاومة التهامية، التي طالما
اشتكت من ظلم عمه لمنطقة تهامة بشكل عام، ومن تجني أصحاب الهضبة (مطلع)
على مواطني الساحل الغربي، وهضم حقوقهم ومصادرة أملاكهم ومزارعهم.
وهو ما تجسد في عدد متكرر من المناوشات المسلحة بين الجانبين، رغم تواجد
كلا القوتين ضمن قوام القوات المشتركة التي تأتمر بأمر الإماراتيين.
وفي عدن، تعايشت قوات طارق مع قوات المجلس الانتقالي، وكانت معسكراته في
ضاحية بئر أحمد شمال عدن، شاهدة على هذه العلاقة المتوازنة والهادئة
نوعاً ما، مقارنةً بغيرها من العلاقات، ربما بإيعاز إماراتي!.
تحييد الصراع مع الشرعية
اللافت في علاقات قوات طارق مع كافة الأطراف اليمنية، هي علاقته المبهمة
والغامضة مع القوات الحكومية الشرعية، ومع كيان الشرعية السياسي بحد
ذاته.
وذلك يعود إلى أن طارق لم يعترف حتى اللحظة بشرعية الرئيس هادي، الذي
تسبب بانشقاق حزب المؤتمر الشعبي العام، (حزب عمه)، كما أن أغلب خطاباته
لا تأتي على ذكر الحكومة الشرعية لا من بعيد ولا من قريب.
ورغم أنه يقاتل تحت إطار التحالف الذي أتي لدعم الشرعية اليمنية، إلا أن
التطرق للحكومة الشرعية لم يحضر في تصريحات الرجل.
ويحلل مراقبون هذا الغموض، إلى رغبة طارق في تحييد الحكومة الشرعية عن
أية أعمال يقوم بها، وأنه يسعى للتركيز على جبهة الحديدة والغرب اليمني
قبل أن يلتفت إلى موضوع الشرعية هذا، او الدخول معها في أي صراع.
ويبدو أن طارق يخفي في جعبته الكثير للحكومة الشرعية، وهو فقط يريد
انتهاز الفرصة المناسبة!.
مصير الساحل الغربي.. واليمن
تلوح في الأفق، الذي يتفحصه المراقبون والمحللون، علامات مآلاتٍ غير
مفهومة للصراع في الساحل الغربي.
فالوضع هناك مليء حد التخمة بالعديد من الوحدات العسكرية المسلحة
المتناقضة وغير المنسجمة، ومع هذا نراها تنخرط في إطار مشترك، وهذا
التناقض هو ما يدفعها بين الحين والآخر للاشتباك والاقتتال.
حتى أن متابعين ذهبوا للحديث عن رغبة عليا للإبقاء على الوضع في الساحل
الغربي على ما هو عليه، بحيث تمثل الوحدات العسكرية هناك ما يسمى
(كنتونات)، تسيطر على مناطق شاسعة، وتتاخم العدو وتجاوره، لكن دون أن
تتقدم أو حتى تتأخر.
تماماً كما هو الحال في عموم البلاد، حيث تتوزع سيطرة الأطراف على
الأراضي اليمنية، بطريقة الكنتونات المنفصلة عن بعضها، وكأنها في جزر
مستقلة وسط محيط متلاطم الأمواج.
ومن شأن بقاء هذا الوضع كما هو، أن يقود اليمن نحو مصير مجهول، لا يدركه
ولا يمكن أن يتخيله أحد.

تعليقات القراء
494957
[1] الجنوب الحر قادم والهويه تستحق
السبت 03 أكتوبر 2020
ناصح | الجنوب العربي
طارق عفاش لم ولن يحارب أبناء عمومته وكل ما نسمعه أنَّ أفراداً من قواته بأسلحتهم المتنوعة يلتحقون دائماً بقوات الحوثيين . هؤلاء هدفهم واحد وهو إستنزاف من يحاربهم وفرض تسوية على مقاسهم تُبقي الجنوب فرعاً لأصلهم الكاذب . من يقول خلاف ذلك فليأتي بالإنتصارات التي حققها طارق عفاش ضد أبناء عمومته المتحالف معهم من تحت أكثر من طاوله ومن يدعمه يعلم ذلك بهدف تقاسم الكعكه مع من لا عهد له
494957
[2] طارق من ضمن المشروع الاماراتي وباختصار سوف ترجعون لباب اليمن
السبت 03 أكتوبر 2020
حسان | ابين
لا فرق بين طارق والزبيدي ودحان فلسطين وحفتر ليبيا..طارق يعمل لاعادة حكم عمة وترتيب العوده لطموحات ابن عمه احمد للسلطه.. واذا تحقق هذا سوف يختفي شعار الانفصال وسوف يدخل الانتقالي مع طارق في ترميم الوحده وسوف يرجعوكم لباب اليمن.
494957
[3] الاحزمة الارهابية
السبت 03 أكتوبر 2020
Baabad | Yemen hadramut
الاتفاقات مع الميليشيات الموالية للإمارات لن تؤدي أبدًا إلى السلام ، إذ لا توجد دولة عربية لم تحقق الإمارات فيها أهدافها في مصر تمكنت من هزيمة الثورة ، في ليبيا واليمن كذلك. في تونس مستمرة بإصرار وهي على وشك هزيمة الديمقراطية هناك أيضًا. الإمارات هي الدولة اليهودية الثانية ولكن بنكهة عربية ، تحارب باستمرار حرية الأمة, تبرر الحرب ضد الإخوان المسلمين.
494957
[4] ياجعابره جزمة محمدبن زايد تجمعكم بطارق
السبت 03 أكتوبر 2020
علاء | عدن لنجعلها بلا وصايه
على كل جعبري لحس جزمة الزيدي العفاشي الحوثي طارق عفاش فجزمة محمدبن زايد تقول طارق عفاش جيشه هو الاصل اما انتم فرع دعس علمكم وقتل شهدائكم مع الحوثي ب2015م وعمه عفاش بكاكم كالنسوان ولازلتم تبكون منه ومع ذلك مسموح لطارق دعس قبور شهدائكم اللي قتلهم بيده وانتم ولانخس روحوا اجروا بعد صاحب البطاط اللي ايده بلقفك وصباع طارق عفاش بطي...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.