تعجز عن إطرائه الحروف، وتتلعثم عن وصفه الكلمات، وتخجل عند ذكره المترادفات.. علو في الحياة وفي الممات... لَحَق انت إحدى المعجزات. ولماضاق بطن الأرض عن.. ان يضم غلاك من بعدالوفاةِ. أصاروا الجوقبرك واستعاضوا... عن الأكفان ثوب السافيات. اسأت إلى النوائب فاستثارت... فأنت قتيل ثأرالنائبات. ومالك تربة فأقول تسقى... لأنك فوق هطل الهاطلات. كان رجل الحرب ، وبطل الضرب ، وكان فالق الهامات ، ومجندل الرخامات. وقته نفير ، وصوته زئير . يقود الكتائب والجموع ، ويأبى الدنيٌة والخضوع.. نومه سهاد ، ويقظته جهاد. في عزمه مخلص أمين، وفي بأسه شديدمكين.. مسابق في الخيرات ، سباق في القربات.. طلعته بهية، وروحه نقية.. حديثه عبارة، وصمته فكرة.. إذا تكلم أرهب، وإذا سكت أرعب.. الإشتباك هدفه ، والمعركة متحفه.. يضرب بالبنادق ، فينكل بالبيادق ، ويصوب المدفعية ، فيذيب المضفعية. يوجه الصواريخ فيدك جموع المساليخ.. في المساجد اوراده واذكاره، وفي الصحراء مناقبه وآثاره.. تحن لقبضته البنادق، وتشتاق لحنكته الخنادق.. تشهدله ميادين النزال أنه يتبع الأقوال أفعالا، وتخبرك الضراب والآكام أنه يزلزل العدو زلزلا.. الشجاعة دينه وديدنه، والمترس بيته ووطنه.. إذا ضرب العدو اخمدانفاسه، وإذا رآه المرجف زال وسواسه.. ضراب كرار ، ليس في قاموسه فرار.. شديد الباس ، قوي المراس.. من الصيفي إلى القفال، لم تلن له عزيمة، ولم يهدأ له بال.. بالليل والنهار،يخوض معاركه باقتدار.. سم زعاف على السلالة، وترياق شاف لمرضى الإمامة. لايهاب المنايا ، ولاالحتوف، ولاتخدعه خرافات الخسوف والكسوف .. بصمات اقدامه تعرفها السهول والجبال ، ودمه منثور بين حبات الرمال... تردى ثياب الموت حمرا فما اتى.. الليل إلا وهي من سندس خضرُ. فتىّ مات بين الطعن والضرب ميتة... تقوم مقام النصر إن فاته النصرُ فتىٌ كلما فاضت عيون قبيلة... دما ضحكت عنه الأحاديث والذكرُ... من أول طلقة حارب من جاء بالإفك، ومع آخر طلقة كان ختامه مسك... فوداعا عمود الأحياء.. ووداعا عمدة المنازلة واللقاء... ووداعا عميد الشهداء.. وداعا وداعا.. فهناك اللقاااااااء...