إستغربت كثيراً من إصرار بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام وتمسكهم بنسبة الخمسين بالمائة في المناصب الحكومية وفقاً لما جاء في المبادرة الخليجية. وتيقنت حينها بأن من كنا نعتقد بأنهم من كبار رجال السياسة وعباقرة الوطن طلعوا عكس ذلك. إذ لو كانوا يمتلكون ولو قليلاً من السياسة لما تمسكوا بذلك ولما تذكروه أساساً.
يرفضون الإعتراف بالشرعية بحجة ذلك. ولا يدركون أن 2011م غير 2020م. وأن الخارطة السياسية حينها تختلف عن خارطة اليوم. وأن الموتمر في 2011م غير مؤتمر 2020م ألا يدركون بأن المعادلة السياسية تغيرت كثيراً وكثيراً جداً؟! وأن من كان معروفاً أصبح مجهولاً ومن كان مجهولاً أصبح معروفاً. وأن التنفس الإصطناعي هو ما يبقي البعض اليوم على قيد الحياة. أفيقوا.
نحن اليوم بحاجة إلى عقلانية ومنطق. كفانا خطابات شبع الناس منها وملوا. الناس يدركون الوضع وحقيقة ما نحن فيه. وأصغر واحد سيعلق الأن ويقول طيب لو إفترضنا أن للمؤتمر خمسين بالمائة فعن أي مؤتمر تتحدثون أمؤتمر الداخل الواقع في مناطق سيطرة الحوثي أم مؤتمر الخارج الذي قسمتموه كما تريدون بين الرياض وأبوظبي والقاهرة ومسقط وعمان....إلخ؟! أمؤتمر الشعب أم مؤتمر العائلة؟!
مالكم كيف تحكمون؟! نحن اليوم أصبحنا بسبب كثير من قيادات المؤتمر الحلقة الأضعف. بسبب حرص البعض على مصالحة الشخصية. أصبح المؤتمر نسياً منسياً. المؤتمر الذي وحد كل القوى الوطنية عند تأسيسه يبحث اليوم عمن يوحده!! المؤتمر الذي وحد الشطرين أصبح مش مشطر (أشطار). وطبعاً كل هذا ببركتكم وبدوركم العظيم وبسياستكم التي لا يضاهيها أحد!!
اليوم ليس أمامكم. إلا أن تتخلوا عن عنطزيات الماضي والغرور الفاضي. وتعيدوا مكانة المؤتمر بالمشاركة بالحاصل وبالموجود على الأقل قبل أن يأتي يوم ولانجد له مقعداً ولا حتى إسماً كما حدث في بعض الدول. عليكم أن تبتعدوا عن تنفيذ الأجندات الخارجية وتنفذوا الأجندات الوطنية التي أنشئ المؤتمر بها وفي مقدمتها الميثاق الوطني. مصلحتكم اليوم قبل مصلحة المؤتمر أن تغلقوا الماضي وتقفوا جميعاً مع الدولة وقيادتها والقوى الوطنية. وكفاكم غرور وضياع. فسياستكم غير صالحة للإستخدام.
وللحديث بقية في مواضيع أخرى متعلقة بسياستكم. تحياتي..