حدثنا شيخ الرئيس عن رئيس الشيخ أنه قال : كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. وعنه أيضا أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها. يتشابه بالنسبة لصنعاء الموقف الحواري اليوم المُسمى ب مؤتمر الحوار الوطني – الموجهة دفته إلى الخروج باتفاق ما مجهول - مع اتفاق الوحدة اليمنية الاتفاق المجهول المصير والمعالم في حينها . ومثلما تطلبت الوحدة اليمنية - الاتفاق المجهول - تنصل من نوع ما (وقد حدث ذلك بالطريقة التي ذكرها الشيخ عبد الله الأحمر ) كذلك حوار صنعاء اليوم - الاتفاق المجهول – يتطلب أيضا تنصل من نوع ما بطريقة ما. تتجلى لنا اليوم بوضوح تام مؤشرات وبوادر تنصل قادم يشبه تنصل الأمس من الجوانب التالية :- 1- صناعة قاعدة التنصل مثلما صنع الرئيس صالح قاعدة التنصل من اتفاقية الوحدة من خلال تشكيل حزب الإصلاح الحزام الناسف لكل اتفاق وعهد مقطوع مع دولة الجنوب ,اليوم نرى صناعة جديدة لقاعدة تنصل أخرى نخبوية وليست حزبية تتشكل من خلال انسحاب مشائخ وشخصيات سياسية كبيرة من مؤتمر الحوار اليمني مثل الشيخ حميد الأحمر والأستاذ محمد اليدومي والشيخ شايف وو...إضافة إلى خط رجعة لثورة مستخدمة حسب الطلب تُبدي رغبة وتمنع في نفس الوقت من مؤتمر الحوار اليمني القائم اليوم مضافا إلى كل ذلك مرجعية دينية تتمثل في هيئة علماء اليمن التي أعطت أول مؤشر لهذا التنصل في البيان الحربي رقم (1) الكافر بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره. 2- صناعة دوافع التنصل:- يحضر الشبه أيضا "يا سبحان الله" بين دوافع تنصل الأمس ودوافع تنصل اليوم و طريقة استحضارها من قبل صنعاء بوضوح تام لا تخطئه العين, فمثلما كان يُروج على أن الاتفاق الوحدوي سيكون بمثابة مشروع تقدمي الحادي سيذهب بالأمة إلى كفر وارتداد عن الدين الإسلامي (وهذا دافع من دوافع التنصل عن اتفاقية الوحدة )كذلك يُروج اليوم على أن مؤتمر الحوار اليمني يهدف أيضا إلى إنتاج مشروع تقدمي الحادي تحت رعاية دولية سيجر الأمة إلى كفر وارتداد عن الدين الإسلامي أيضا . 3- صناعة مقدمات وأحداث التنصل :- هذا التشابه في قاعدة ودوافع التنصل يصطحبها أيضا تشابه في الأحداث والوقائع وبنفس سيناريو وأحداث تنصل الأمس ,فمثلما شهدت الفترة الانتقالية التي أعقبت إعلان اتفاقية الوحدة حوادث التصفية والاغتيالات المنظمة و الممنهجة للكوادر الجنوبية , تشهد فترة الرئيس التوافقي والحكومة التوافقية والفترة الانتقالية اليوم نفس حوادث التصفية والاغتيالات للكوادر الجنوبية بنفس الطريقة والسيناريو التنفيذي . والحقيقة هي أن مثل هذه المشاريع التقدمية التي تصورها صنعاء على أنها الحادية كفرية تمثل تهديد حقيقي لاستمرار نفوذ مراكز القوى الصنعانية القبلية والراديكالية لذلك دائما ما نرى هذه القوى تسعى إلى صناعة التنصل قبل أي اتفاق سياسي تقدمي لتحصد فيما بعد ثمار هذه التنصل بعودة حليمة لعادتها القديمة .