سنبقى ندافع عن حقنا في الحياة , وستبقى قوى العنف , وأدوات الصراع , تبحث عن مبررات لعنفها وفسادها وطغيانها , وهي ترفع شعارات تخفي خلفها اشلاء ضحاياها ودماء طاهرة تنزف وأرواح بريئة تزهق ,وشعب يجوع ويتوسل توفير الخدمات وراتب شهري يوفر له ولأسرته لقمة عيش هنية . وسيبقون اقزام امام شعبا عملاق , يطمح للعيش بكرامة وعزة وشرف , ويتطلع لدولة ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , ومعيشة متيسرة وكريمة لكل من كان على الأرض بكل أطيافهم وأعراقهم وألوانهم أفكارهم وثقافاتهم . عدن اليوم تعيش اسوأ حالتها , منذ ان وعينا على ارضها التي عرفت بارض البركان , وابنائها أحرار هذا البركان , اذا تفجر سيقلب المعادلة راسا على عقب , لا اتحدث عن عدن كجغرافيا , بل اتحدث عنها كأسلوب حياة عشتها ولازلت اعيشها , واتفهم معاناة كل اليمن وكل الوطن العربي والانساني , إيماني بالوطن لا يقتصر على حدود جغرافيا مرسومة ومصطنعة , او اسم نضعه على بطاقة الهوية وجواز السفر , وإنما الوطن هو المكان الذي نسكنه ونقيم فيه حضارة بكل تجلياتها , هو الحضن والملاذ الآمن الذي تأوي اليه ارواحنا , والبيت الكبير الذي يجمعنا بمحبة وتسامح وتأزر كأحياء لا اموات , ولدنا فيه و نتربى و نترعرع في كنفه , يعزنا ويكرمنا ويرفع من شأننا , ويفتح مجالات تنمية الأفكار والقدرات والمهارات , نسهم في تطوره ونهضته , نشارك فيه بحرية و ندية في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , هذا هو وطني . اتحدث عن عدن كمثال نفتقد فيه إنسانيتنا وكرامتنا اليوم , فيها تنحصر الوطنية وتقزم دلالتها , لمجرد شعارات وطوائف ومناطق وأيديولوجيات , ومجرد بندقية وطقم عسكري يرفع راية وصورة للزعيم , ونجد انفسنا محاصرين من فئة وجماعة لا تريد ان تستوعب تطلعاتنا وحقنا بالحياة , يرتفعون شأناً بينما عامة الناس تجوع وتتسول لقمة تبقيهم على الحياة يوما آخر , يبنون القصور والمحلات التجارية الفارهة وينشئون المتنزهات وأماكن السباحة الخاصة , والناس طوابير امام مكاتب البريد تبحث عن راتب حقير لا يفي متطلبات تلك الحياة التي يصنعونها , وجيش عريق كان يصول ويجول في حماية الوطن , تركوه اليوم متسولا أمام معسكرات اسيادهم , وعندما يسخط الناس منهم , يذرفون دمعا لامتصاص هذا الغضب لا لجبر خاطرهم . اتحدث مدافعا عن حقي بالحياة , وراتبي الحقير الذي اهان كرامتي , في ظل سيطرة على الارض لم تقدم لي غير مزيد من الاهانات , وكل يوم اشعر بالعجز في تقديم وجبة غذاء مقبولة لأسرتي , فيها سمك عدني وخضروات من ارض وطني الزراعية المعطاة , اتحدث عن حياة عامة الناس في عدن , وهم يفتقدون للقدرة الشرائية , المواد الغذائية في ارتفاع جنوني , والاسماك بكل انواعها حتى الرخيصة , لم تعد في متناول البسطاء , لارتفاع أسعارها الجنونية , وتهريب المنتج لدول الجوار , تهريب له امبراطورية من الفساد , الذي يعطل اليوم الخدمات وينهب الإيرادات , مصالح جعلت عدن وكر للتهريب والتخريب , صارت عدن تصحوا كل يوم على فضيحة , وسيناريو مركب لأعلام مهرج , يحدثنا عن صحوة وانتباه , ولم نرى مجرم وقضاء ونيابة وعدل , وكل شيء يذهب طي النسيان , إلا معاناة الناس تزداد الم و وجع , وصار اليوم المواطن في عدن محروم من وجبة فيها سمك رخيص , او حتى وجبة خضار بدون سمك ( صنانوة الهواء ). اتركوا عدن تعيش , فلتذهب أطماعكم ومصالحكم للجحيم , عدن لها ألقها ورونقها الخاص وحياتها البهية , التي لا تحتاج لبندقية , ولا لطقم وصورة الزعيم , تحتاج حب وتسامح وتأزر , عدن حضن البحر ومدينة الصيادين وبلد المساكين , ارضها ارض بركان واهلها احرار ذلك البركان فاحذروا ان يتفجر في وجوهكم , اللهم فاشهد . احمد ناصر حميدان