هل يستوعب السياسيون ان وظيفتهم الأساسية هي خدمة المواطن , في ملعب سياسي سوي ونظيف , لا معنى لأي سياسي او حتى عسكري او قيادي في مؤسسة ما , لا يخدم ذلك المواطن البسيط , حياته ومعيشته امنه وامانه هي الصورة الحقيقية لنجاح او فشل كل هولا . المواطن في عدن , كثرت معاناته , ساءت حياته ومعيشته , من كثر ما اصابه من جور الماسي والبؤس , صار يبتهج لأبسط الإجراءات التي تخفف من تلك المعاناة , وحتى وان كان فتح طريق مغلق . في عدن صار تحسن وضع الكهرباء والماء من المستحيلات , وتكيف الناس مع هذا الوضع , عادوا لزمن المراوح السعف , والقعايد الحبال والنوم في الشوارع , وعادوا للفانوس واللمبة , ومن لديه الامكانية اشترى بطارية وألواح شمسية وماطور , ومراوح شحن , وعادت عدن لما قبل النهضة والتطور , وهدير المواطير , عادت عدن القرية التي غزاها الاستعمار , وجعل منها مدينة ومركز تجاري واقتصادي سباقة بكل جديد , وعاد الناس يخففون من مأساتهم بتذكر الزمن الجميل , نتيجة اليأس الذي أصابهم , وصار الماضي حلم جيل المستقبل . عدن كانت قرية الصيادين , ثم صارت مدينة اشتهرت بألذ الوجبات البحرية , مدينة الصيادية والمطافية , والسمك المشوي و المقلي أو المطبوخ , كان حلم الزائر لعدن , ان يذوق وجبة سمك في صيرة , ومطفاية سمك عند القرن في كريتر ,بالبسباس العدني المشهور , وقلص شاهي عدني ملبن . اليوم صار السمك في عدن بأسعار جنونية , واسر دخلها محدود من يحصل على راتب حقير يمكن ان يشتري السمك بالجرام , الف ريال يمني مقابل عشرة جرام سمك ثمد من ارخص الانواع , صار الحديث عن السخلة والديرك والهامور من نصيب من ازدهرت احوالهم حين جاعت عدن , وكثير من الاسر لم تعد تتذوق السمك , و كان غذائهم الأساسي سمك , وارخص الأنواع وأشهرها الباغة والثمد , كانت حوافي عدن تستمع لصوت البائع (باغه باغة باغة طري من بحره ) كانت غذاء الفقراء , افقدنا في عدن لهؤلاء الباعة , اليوم يتفاخر الناس بوجبة الباغة يوم استلام الراتب الحقير بعد كل كم شهر . عاد الناس للرز وصانونة الهواء , التي هي عبارة عن طبخة تعتمد على الخضار فقط , حتى تلك الخضار لم تعد متاحة , اسعارها ارتفعت بشكل جنوني , صار الشتني العدني , الذي يتكون من طماط وبسباس وكبزرة وثومة , و وجبة الرز والشتني غالية الثمن على المواطن , لأن الطماط والبصل ارتفع بنسبة عشرة اضعاف قيمته , حتى صانونة الهواء افتقدها ابن عدن . ونتسأل عن أي سيطرة على الأرض يتفاخر هولا , وهم عاجزون عن تنفيذ أبسط الاستحقاقات , وتوفير حياة كريمة ومعيشة سهلة لمواطن مغلوب على أمره , ضبط حركة السوق في عدن لخدمة هذا المواطن , اليوم نشاهد فيديوهات تعرض تصدير السمك والخضروات لدول الجوار بقواطر اضرت بالسوق المحلي وحال المواطن وعدن والمناطق الاخرى , والقائمين على عدن عاجزين او متورطين , في تسهيل أبسط سبل الحياة واحتياجات الناس , تأسس نفوذ يحتكر السلع الغذائية البحرية والخضار والفواكه , وينقلها بشاحنات للخارج بحماية ونفوذ قوي , والخضروات التي تأتي من شمال الوطن وبأسعار رخيصة , إجراءات النقاط الامنية , والاتاوات , و لوبي يتقطع لتلك السلع وشرائها بأسعار رخيصة , ومن ثم يحتكر بيعها بأسعار غالية , صارت مهنة محمية امنيا ونفوذا , وسلامي على كل من يتفاخر بالسيطرة على أرض لم يستطيع ادارتها بما يخدم الناس , والله المستعان .