تتزايد المخاوف في قطاع غزة من تفشي أمراض معدية خطيرة مع دخول فصل الشتاء، في ظل استمرار منع سلطات الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية. وأكدت منظمات طبية أن الوضع الصحي يزداد سوءًا بين النازحين، مع تسجيل عشرات آلاف الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي وارتفاع معدلات الأمراض التنفسية. مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت، أوضح أن معدل انتشار الأمراض بلغ نحو 30%، محذرًا من مخاطر تفشي الكوليرا وشلل الأطفال في ظل غياب الإمكانات اللازمة لمكافحة الأوبئة. فيما شددت منظمة أطباء بلا حدود على أن فرقها رصدت معدلات مرتفعة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، متوقعة تزايد الحالات مع استمرار البرد القارس. منظمة الصحة العالمية بدورها أشارت إلى أن الأمطار والأحوال الجوية المتقلبة ساهمت في انتشار الأمراض المعدية بين آلاف العائلات التي تقيم في خيام لا توفر الحماية الكافية، مؤكدة أن أكثر من ألف مريض قضوا نحبهم بانتظار الإجلاء منذ منتصف العام الماضي. في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة رضيع وعدد من الأطفال بسبب انخفاض درجات الحرارة في خيام النزوح، ليرتفع عدد ضحايا البرد إلى 13 وفاة، وسط معاناة مضاعفة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. كما حذر الدفاع المدني من عجزه عن التعامل مع حجم الدمار، مشيرًا إلى تدمير معظم شبكات المياه وتراكم أكثر من 15 مليون طن من الركام، في وقت خلّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، إضافة إلى دمار واسع قدرت الأممالمتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.