أظهر تقرير نشرته المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن الموسيقى الحية باتت وسيلة فعالة لتخفيف التوتر النفسي لدى حديثي الولادة وذويهم داخل وحدات العناية المركزة، حيث تمنحهم لحظات نادرة من الطمأنينة وسط بيئة طبية مليئة بأصوات الأجهزة والإنذارات. البرنامج الذي تنفذه منظمة "Music in Hospitals & Care" الخيرية البريطانية تحت عنوان "ساعة التهويدات"، قدم خلال عام 2025 أكثر من 90 ساعة من الموسيقى الهادئة في وحدات العناية المركزة، واستفاد منه أكثر من ألف رضيع يعانون حالات صحية حرجة، إلى جانب أسرهم. منذ عام 2017، ينظم موسيقيون محترفون جلسات منتظمة يقدمون خلالها تهويدات مخصصة للأطفال الخدج وذويهم، حيث أظهرت دراسات أن العلاج بالموسيقى يساعد على خفض معدل ضربات القلب والتنفس وزيادة التغذية، رغم أن بعض التحليلات العلمية أشارت إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج. المغنية وعازفة الجيتار ميكا برنارد، المشاركة في البرنامج، قالت إن تأثير الموسيقى يظهر بوضوح أثناء الغناء للرضع، إذ يهدأ معدل ضربات القلب ويرتفع مستوى الأكسجين لديهم، مؤكدة أن الموسيقى ترتبط بعمق بالطبيعة الإنسانية. كما أوضحت أبحاث المنظمة أن الرضع غالبًا ما يخلدون للنوم أثناء الجلسات، خلافًا لمخاوف بعض الآباء من أن الموسيقى قد تزعجهم. من جانبه، أكد الدكتور جاي بانيرجي، استشاري طب حديثي الولادة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، أن هذه الجلسات تتجاوز الجانب الطبي، إذ تمنح العائلات فرصة للتواصل العاطفي مع أطفالهم حتى في ظل الحاضنات، مشيرًا إلى أن ردود الفعل من الأهالي والفرق الطبية كانت إيجابية بالإجماع.