أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تسعى لإنهاء النزاع في أوكرانيا عبر الوسائل السلمية، لكنه اتهم كييف بعدم إبداء رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية. وجاءت تصريحاته خلال كلمة مطولة بمناسبة نهاية العام يتلقى فيها اتصالات وأسئلة من قبل الشعب والصحفيين، شدد فيها على أن روسيا لا ترفض خطط التسوية، بل تبدي استعدادها للحوار وفق المبادئ التي أعلنها في يونيو/تموز الماضي. بوتين أشار إلى أن موسكو قدمت تنازلات خلال قمة جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا، معتبرًا أن الحديث عن رفض روسيا للحلول السلمية "غير صحيح". وفي المقابل، لفت إلى أن كييف وحلفاءها الغربيين يعرقلون فرص التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022. وعلى الصعيد الميداني، أشاد بوتين بما وصفه بالتقدم الكبير لقواته على الجبهة الشرقية، موضحًا أن الجيش الروسي يحاصر آلاف الجنود الأوكرانيين ضمن عملياته الخاصة، وأنه سيطر على أكثر من نصف مدينة كراسنوارميسك ويتقدم باتجاه زاباروجيا. وأضاف أن القوات الروسية "تحرر المناطق السكنية تباعًا فيما يتراجع العدو في مختلف الاتجاهات". وفي سياق آخر، هاجم بوتين قرار الاتحاد الأوروبي بشأن الأصول الروسية المجمدة، واصفًا محاولة استخدامها لدعم قرض لأوكرانيا بأنها "سرقة"، متوعدًا بالدفاع عن مصالح بلاده أمام المحاكم الدولية. وقال إن المضي في هذه الخطة كان سيشكل "عملية سطو" بعواقب وخيمة على من ينفذها. وتأتي تصريحات بوتين بعد أيام من تحذيره بأن موسكو ستوسع مكاسبها الميدانية إذا رفضت كييف وحلفاؤها الغربيون مطالب الكرملين في محادثات السلام. وفي الجانب الآخر، أعلن البيت الأبيض الشهر الماضي عن مسودة خطة سلام جديدة عقب مباحثات أميركية أوكرانية، دون الكشف عن تفاصيلها. وبحسب تقارير إعلامية، تضمنت خطة أعدتها إدارة ترامب 28 بندًا لإنهاء الحرب، بينها بنود مثيرة للجدل رفضتها كييف، مثل التخلي عن أراضٍ إضافية في الشرق، والقبول بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بشكل نهائي، وهو ما تعتبره أوكرانيا مساسًا بسيادتها.