عندما نتكلم عن كيفية إنهاء حلم استعادة الدولة الجنوبية (الانفصال) فنحن لا نتكلم عن بقاء اليمن موحدا وقويا أو حتى الجنوب بل نتكلم عن دولة يمنية تحت مسمى الوحدة لكنها مكونة من عدة أقاليم بين الجنوب والشمال وكلها قابلة للتفتيت وديمومة الصراع وهذا يعني الضعف وتسلط الخارج عليها تماما. وحتى نختصر سنبتعد في هذا الطرح عن المشروع المستهدف للشمال والجنوب معا ونتكلم عن الجنوب فقط ومشروع استعادة الدولة الجنوبية وكيف يتم اليوم إنهاء حلم الانفصال عن الشمال واختصارا سنتكلم في فصلين هما بالأساس يشملان الكلام عن عدة فصول قد يمل القارئ البسيط من سرد التفاصيل فيها فنتكلم هنا عن كيف تتم المؤامرة على أي مشروع جنوبي مستقل يعطي الجنوبيين الحق في تقرير المصير وسيكون الكلام فيهما عن كيفية إنهاء القضية الجنوبية بمفهوم الحراك الشعبي الجنوبي(الانفصال)؟ ونجاح التحالف في إنهائه وهما على النحو الآتي: الأول: نجد أن عملية أو محاولة إنهاء القضية الجنوبية (المؤامرة) مازالت مستمرة حيث عمل ويعمل التحالف على تحويل القضية الجنوبية ذات الأرض الصلبة ونعني هنا (قضية وطن يمثلها الشعب) من وإلى واختزالها بمكون قابل للتفكيك - الطعم الكبير الذي انخدع فيه الكثير من أبنائنا – وهذا المكون أيٍّ كانت تسميته فهو منطقيا لن يكون أرضا صلبة أمام المتغيرات لأنه بالأساس سيكون قد تم إنشاؤه بديلا للقاعدة الصلبة (الحراك الشعبي الجنوبي) أمام المتغيرات. ونعني بالقاعدة الصلبة هنا الصمود أمام المتغيرات وبالإشارة إلى الحراك لأن نظام صالح عمل على تفكيكه ورغم عمله على مدار سنوات لإضعافه بتفريخ المكونات ونجاحه بإظهار القضية الجنوبية دون قيادة متوافق عليها تمثل ذاك الحراك الصلب أمام المحافل الدولية والإقليمية إلا أن الحراك السلمي أوصل رسالته وأحقيته في تمثيل القضية الجنوبية إلى المجتمع الدولي وكان من ثماره تثبيت حق الجنوب في المؤتمر الوطني للحوار الشامل الذي أعطى للجنوب أحقية المناصفة مع الشمال كحل بديل لانفصال الجنوب والذي رفضه الحراك في حينه وقبله المكون البديل اليوم ووقع عليه بعد التأكيد على تطبيق المرجعيات الثلاث للحوار الوطني في ديباجة اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي. طبعا كانت فكرة الذهاب بهذه القاعدة الصلبة نحو احتوائها بالبديل هي الطريقة المثلى لخروج التحالف من إمكانية خسارته المحافظات الجنوبية باختلافه مع تلك القاعدة التي يتم اليوم العمل على تشويهها من قبل بعض أصحاب المصالح والجهلة حيث سُخر لهم إمكانية جبارة لإسقاطها عبر العمل الدائم على إظهار وَهْم انتصار القضية الجنوبية بالبديل والتقليل مما قدمه الحراك ومن تضحياته لعدة سنوات. وهذه الخطة لا تهدف إلى إنهاء الحراك الجنوبي فقط بل تهدف كذلك لإنهاء المكون البديل فعندما يرى التحالف أن القاعدة البديلة قد خرجت عن ما رسم لها أو الاستغناء عنها سيتم تفكيكها وإنهائها لا محالة في الوقت الذي تكون قد خسرت الحاضنة الشعبية القوية التي أقدمت على إنهائها بيدها والتي تستطيع من خلالها فرض الموازنة في معارضة استهداف التحالف لها. الثاني : هل نجح التحالف في إنهاء القاعدة الصلبة للانفصال؟ باختصار نعم ولا لكنه نجح في إنهاء حلم الانفصال وحق تقرير المصير حاليا وهذا يؤكده إمكانية أو قابلية التفكيك كما قلنا سابقا وسيكون الكلام هنا تحصيل حاصل فالمزعج هنا وكما تقدم الإشارة إليه أن التحالف نجح نجاحا كبيرا في تنفيذ ما لم يستطع النظام السابق عمله في الثورة الجنوبية وهو تفكيك الحراك الجنوبي (القاعدة الصلبة). ونعني هنا أن التحالف فعلا نجح في العمل على ضرب القاعدة الشعبية الجنوبية بالمجلس والآن يعمل على تفكيك المجلس بالصراع الجنوبي الجنوبي كما يحدث اليوم في أبين وبإبقائه ممثلا لجهة بعينها والتي تعني بنظر أي مراقب صوت الأقلية لا أكثر زد على ذلك عدم الاستقرار الأمني وسوء الخدمات وغلاء المعيشة التي ذهبت بالقاعدة الشعبية نحو تغيير أولوياتها .. وهنا نقول وداعا أيها الجنوب. د/ علي جارالله اليافعي