نوفمبر أطل بأطلاله يشوبها الاستحياء , ففي هذا العام يقبل نوفمبر ولم يحمل في طياته البشرى ويقدم البشائر لشعب طالما اعتاد أن يأتي نوفمبر ومعه الكثير من المزايا التي تذكره بتضحية الاباء وبأن دماؤهم لم تذهب هباء , ففي كل عام كان نوفمبر يطل وهو يبشر الوطن ومواطنيه بالكثير من الانجازات في مختلف مناحي الحياة العلمية والادبية وحتى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي كل تتجدد الفرحة بإضافة ارقام حقيقية ليس مجرد هتافات وخطابات متلفزة ووعود براقة يلمح ما فيها من غبن وتضليل بمجرد إطلاقها ويعرف المواطن كذبها وعدم قدرتها على الخروج إلى الواقع لأنها لا تصدر من دوافع ونوايا وطنية قاصدة البناء والتعمير وتحقيق النماء وانماء مصدرها هو التخدير واللعب بمشاعر المواطن بهدف تمرير الوقت وتفويت كل فرصة لتحقيق منجزات ملموسة وترحيل المشاريع عبر الزمن من عام إلى عام . نوفمبر يطل هذا العام والجنوب دون استثناء يعيش في ظلام دامس في ظل استمرار تدهور منظومة الكهرباء المتعمد منذ سنوات والذي التزمته حكومة الوحدة كعقاب للمواطن بعد انتزاعها النصر المزعوم في يوليو وتحويل الوحدة الاختيارية غلى احتلال جبري دفع المواطن الجنوبي ثمنه غالياً بعد أن تنصل السياسيون من كل التزاماتهم فمنهم من نأى بنفسه بعيداً عن الحلبة السياسية ليمارس دور المتفرج وكأن الوحدة لم تكن من صنع قراراتهم غير المدروسة والبعض الأخر انغمس في مأدبة أدعياء الوحدة ونهل من مشاربهم وغير سحنته وبدأ يتأقلم مع طابع التوحد الاستعماري وهو غير مبالي بما أصاب وطن الجنوب من نكبات وبكل المآسي التي تعرض لها كل مواطني الجنوب المسلوب واضعاً نصب عينيه ما يحقق من مكاسب مادية محافظا على مناصبة بل وساعياً لتيل أرفع المناصب واعلى الأوسمة ويدية لا تكل أو تمل من التصفيق لك أدعياء التوحد بعد ان تنصلوا عن كل الوعود التي قطعوها في مراسم واتفاقيات الوحدة العمياء. يقبل نوفمبر هذا العام على استحياء وخجل وهو لا يحمل بين ثناياه البشرى التي اعتاد أن يقدمها للوطن والمواطنين . يقبل نوفمبر وجيشه الحامي وذرعه القوي يعيش حالة من الفرقة وتمزق لحمته جيشة الذي كان جسداً واحد تحت راية واحدة ومبدأ واحد وقيادة واحدة يأتمر بأمر واحد ويحقق هف واحد تحت مظلة الوطن أصبح جسداً ممزق ومنقسم على نفسه بل يعيش حالات من الصراع بين فصائل وقوى تتبع جهات معلومة وغير معلومة الواجهة والهدف بل في أحيان يتبع أشخاص ومسميات لا تمت إلى الوطن بصلة. من يرفع الحياء عن محيى نوفمبر حتى ينتصب و يرفع رأسه عالياً شامخاً شموخ الرجال الذين حملوا راية أكتوبر وسطروها نصراً مجلجلاً في نوفمبر, فنوفمبر يسير خطواته الأولى نحو يوم النصر العظيم والوطن لا ينتظر منه احتفالات خطابية وهمسات فنية مهزوزة فالوطن جريح والمواطن يعيش البؤس وأنات الوطن قد هزت كل جسده فهما ينتظران البدايات الحقيقية لتصحيح الأوضاع وانتشال الوطن من تحت الركام والعودة نحو مسيرة البناء والنماء والانعتاق من آفات الفساد التي تخلقت منذ سقوط الوطن صريعا لقوى التعصب والتسلط القبلي والطائفي والأسري. نوفمبر سينبري من يزيل عوالق الماضي ويعيد الأمور إلى نصابها , فعليك الاستمرار في المضي رافعا رأسك بكبرياء وعز فأنت رمز المجد والسؤدد لشعب الجنوب