من الغارات إلى التجسس.. اليمن يواجه الحرب الاستخباراتية الشاملة    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    ضبط الخلايا التجسسية.. صفعة قوية للعدو    التدريب في عدد من الدول.. من اعترافات الجواسيس: تلقينا تدريبات على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين في الرياض    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(تقرير).. لماذا غرق الجنوب في صراعات مناطقية منذ عام 1967 حتى اليوم؟
نشر في عدن الغد يوم 16 - 11 - 2020

تقرير يتناول جذور النزاع الجنوبي الجنوبي والمشاريع المتصارعة في ظل
الاقتتال الحاصل اليوم
لماذا لا يستفيد الجنوبيون من حالة الصراع المستمرة بالرغم من الكلفة
الباهظة للصراعات؟
هل كانت القوى الخارجية هي سبب صراع الجنوبيين أم أن صراعاتهم داخلية وصعبة؟
هل يجنب اليمن الموحد الجنوبيين الصراع فيما بينهم؟
هل هناك أمل بأن ينتهي هذا الصراع؟
القسم السياسي (عدن الغد):
تبدو ملامح خريطة الجنوب عشية الاستقلال الوطني في 1967 شبيهةً بخريطة
اليوم، فالتشظي الحاصل في المشهد الراهن، لا يختلف كثيرًا عن عهد
المشيخات والسلطنات البائد.
فالصراعات القديمة التي منعت إمارات الجنوب من الاتحاد في كيانٍ واحد
قوي، هي ذاتها التي تتكرر اليوم، وتحول دون أن التئام الجسد الجنوبي
الجنوبي، بل أن ما يحدث حالياً هو العكس تماماً.
ويؤكد مراقبون أن ذات الخلافات وأسبابها التي حالت دون استقرار الجنوب في
الماضي، تعود اليوم، مضاف إليها العديد من العوامل الإقليمية والدولية،
المساهمة في بقاء الوضع على حاله، وتغذي هذا الصراع.
غير أن الكثير من تلك العوامل في الماضي والحاضر، قد تكون متشابهة، وهو
ما سنحاول أن نغوص في أغواره، ومعرفته من خلال سرد تاريخي لموروث الصراع
في الجنوب، وإسقاطه على واقع اليوم لمقارنته، واستخلاص العبر والدروس،
لعل من يستوعبها يحاول الاستفادة منها ويجنب الجنوبيين مزيدا من الخلافات
والصراعات.
اللعب على التفاصيل
المشيخات التي تجاوزت عشرين مشيخة وسلطنة، لم ينجح حتى المشروع
الاستعماري "اتحاد الجنوب العربي" في جمعها كلها تحت إطار واحد، حيث تشير
أدبيات تلك الحقبة ووثائقها إلى اختلاف نشب في بداية تأسيس ذلك الكيان،
حول أحقية من يرأس الاتحاد.
وهذا الخلاف يبدو أنه انسحب على كل المراحل السياسية للجنوب، حيث كانت
الرئاسة والسلطة والقيادة هي محور الصراع الذي امتد منذ عقود طويلة، وما
زال قائماً اليوم، بحسب ما رجحه محللون.
كان هذا أحد الأسباب التي اقترحها المؤرخون حول أسباب استمرار الصراع
وجذوره في هذه المنطقة المهمة من العالم، والتي لم تغادرها النزاعات،
وضربتها الاضطرابات دون أن يكون لها حد.
ويعتقد مؤرخون أن المحتل البريطاني هو من كان يقف خلف هذه الصراعات، بل
وسعى إلى ترسيخها من خلال تقنين عملية التشظي، وترسيم حدود بين القرى
المترامية لتقطيع أوصال الجنوب، والحفاظ على التفرقة بين أبناء المنطقة
الواحدة.
غير أن الكثير من الموثقين لتاريخ الجنوب، يرى أن المحتل البريطاني لم
يكن هو السبب الوحيد في هذا التشظي الذي بلغ مبلغاً عميقاً، بل أن
الإنجليز لعبوا على التفاصيل التي خبروها عن طبائع المنطقة وأهاليها،
وبنوا عليها خططهم التقسيمية والمُفرقة لوحدة المنطقة.
حتى أن مشروع "اتحاد الجنوب العربي" (1958)، رفضته كافة القوى السياسية
الوطنية في الجنوب حينذاك، حتى النقابات العمالية والحركات الطلابية
والنسوية، واستمرأته النخبة الحاكمة من السلاطين والمشايخ والأمراء
المستفيدين من المشروع؛ رضىً منهم بالاحتفاظ بما تحت أيديهم من إمارات
وسلطنات تكرس سطوتهم الإقطاعية، ورفضاً منهم للاندماج الكامل مع نظرائهم
من إقطاعيات ومشيخات مجاورة.
فالمناطقية كانت قد تغلغلت جذورها في نفوس بعض الجنوبيين، ممن استطاعوا
الوصول إلى السلطة والحكم، ونجحوا في تكريسها كسياسة واقعية.
وربما كانت تلك المناطقية العميقة هي التي نشاهدها اليوم، ماثلة أمامنا،
وهي من تسببت بكل هذا الصراع المستمر.
تدخل خارجي متواصل
وإذا كان التواجد البريطاني في فترة الاحتلال هو من تسبب في إشعال جذوة
الصراع المناطقي وتكريسه، فإن التدخل الخارجي استمر حتى بعد جلاء
الإنجليز، فالجنوب كان يغري الكثير من القوى العالمية، خاصةً في ظل
تجاذبات الحرب الباردة بين قطبي الاشتراكية والرأسمالية العالمية حينذاك.
وباعتبار أن من تسلم حكم الجنوب حينها كانت الجبهة القومية ذات التوجه
السياسي اليساري، فمن الطبيعي أن ترتمي في أحضان الكتلة الشرقية، لكن هذا
لم يكن نهاية المطاف.
فالصراع كان محتدماً داخل الجبهة القومية نفسها، حول طبيعة النموذج
الاشتراكي الأنسب الذي يجب أن تتبناه الدولة الوليدة، ورغم التوجهات
اليسارية لقادة ما بعد الاستقلال، إلا أن نزعتهم اليمينية أودت بهم ودفعت
الرفاق إلى إزاحتهم عن المشهد، ونقصد هنا الرئيس قحطان الشعبي وفيصل
عبداللطيف وغيرهم.
ولم ينته الصراع عند هذا الحد، بل استمر في إشكالية تحديد أيٍ من اليسار
يجب أن يتبناه الرفاق، وكان هناك خياران، إما التجربة الصينية أو التجربة
السوڤييتية، لهذا دفع الرئيس سالمين الثمن غالياً لتبنيه التجربة الأولى،
في مقابل انتصار مؤيدي الارتماء في أحضان الروس.
وهو ما تم بالفعل لاحقاً، وفتح الجنوب أبوابه على مصراعيها للتدخل
السوڤييتي باعتباره النموذج الأمثل للجنوب، لكن لم يكن ذلك سوى بداية
مزيد من الاقتتال والصراعات التي غذتها الأيدي السوفيتية حتى يتنسى لها
نهب خيرات الجنوب، تماماً كما فعل البريطانيون من قبلهم.
ويعتقد محللون أن الغطاء الأيديولوجي وإيهام العالم بأن الصراع في الجنوب
هو صراع فكري حول الطريقة الأنسب لإدارة البلاد، كان مجرد دثار وواجهة
لإحفاء طبيعة الصراع وحقيقته في هذه المنطقة من العالم.
حيث كان الصراع يحتفظ بجذوره المناطقية البحتة، حتى وإن تغطى بغطاء
الخلافات السياسية أو الفكرية والأيديولوجية، بحسب ما يؤكد محللون
ومؤرخون.
صراعات داخلية أم خارجية؟
اتخذ الصراع في الجنوب أكثر من طابع كواجهة، إلا أنه احتفظ على مدى ستة
عقود بصبغته الدموية، التي لن تتوقف على مسبباته ودوافعه.
وهنا يتساءل مراقبون، حول بواعث هذا الصراع الممتد منذ أجيال، هل هي
خارجية، بفعل قوى تريد الاستئثار بثروات وموارد الجنوب، وجعل أبنائه
يتصارعون وينشغلون بقتال بعضهم البعض، أم أن البواعث داخلية، وتعود إلى
نزاعات مناطقية تتجذر في عقلية بعض الجنوبيين، الذين حاولوا تعميمها؟.
وفي الحقيقة فإن الإجابة تكمن في الجمع بين السببين، فالتدخل الخارجي،
المتمثل بالبريطانيين أو الروس، أو حتى بالشماليين، أدرك مدى حجم
الانقسامات الداخلية التي تضرب المجتمع الجنوبي، والصراعات المتتالية،
وبنوا عليها تدخلاتهم، حتى استقر لهم الأمر.
كما أن الإنجليز أو السوڤييت كلاهما استمرأ صراعات هذه المنطقة، ولم يكن
لأحدهما أن يفرط في بقعة كهذه، لولا عوامل سياسية وعسكرية أجبرتهما على
الرحيل، فإغلاق قناة السويس بعد حرب حزيران / يونيو 1967، جعل ميناء عدن
بلا أهمية، كما أن سقوط الاتحاد السوڤييتي وتفككه عام 1990 عجّل برحيله
من المنطقة.
كل هذه العوامل تركت الجنوب مكشوفاً أمام نفسه، وفرضت عليه مواجهة مخاوفه
وصراعاته، والنتيجة كانت مزيداً من الاقتتال الدموي الذي تجسد حقيقةً بعد
رحيل الإنجليز من عدن في 1967، وكاد أن يتحقق ويتكرر بعد 1990 لولا
ارتماء الجنوب بأحضان الوحدة اليمنية وجاره الشمالي.
حينها فقط، شهد الجنوب شيئاً من الاستقرار والهدوء بعيداً عن الاقتتال
والصراعات، لم يعرفها الجنوب من قبل، واستمرت منذ 1994 وحتى 2011.
ماذا فعلت الوحدة؟
الوحدة اليمنية في 1990 كانت بمثابة الإنقاذ بالنسبة للجنوب، بعد رحيل
وتخلي السوڤييت عن عدن، كما يؤكد ذلك مراقبون ومهتمون بالشأن الجنوبي.
ويستدل هؤلاء على ذلك بأن قادة الجنوب بعد صراع يناير 1986 الدموي، رأوا
أنهم مقبلون على جولة صراع جديدة، فتداعيات الصراع الأخير لم تنته بعد،
لهذا فقد هرولوا صوب الوحدة دون أية شروط أو حسابات أو حتى (خط رجعة).
ويرى عدد كبير من المراقبين أن فترة العقدين من الزمان، خلال الفترة 1994
وحتى 2011، مثلت العصر الذهبي في الجنوب، ليس من جهة البنى التحتية أو
التنمية أو الخدمات، ولكن من جهة توقف الصراعات الجنوبية الجنوبية.
غير أن هذا التوقف والهدوء النسبي للصراعات، ما لبث أن عاد مجدداً، مع
أول اهتزاز أصيب به نظام الوحدة، في 2011، حيث عادت الاغتيالات
والتصفيات، وبُعثت النزعات المناطقية من جديد، حتى تبادرت إلى الأسماع
والأذهان مرة أخرى مسميات كادت أن تتلاشى نهائياً، ولم تستخدم منذ عقود،
كأسماء السلطنات والمشيخات، وتم إحياء مشروع الجنوب العربي الاستعماري من
جديد.
الافتقار إلى مشروع
يعتقد محللون أن القادة الجنوبيين الذين أداروا البلاد منذ 1967 لم
يكونوا يمتلكون أي مشروع حقيقي، اقتصادياً وسياسياً أو حتى اجتماعياً،
حتى الفكرة اليسارية والأيديولوجية "المعلبة" لم تؤتِ ثمارها، بل كانت
وبالاً على الناس والمواطنين الذي أُممت ممتلكاتهم وصُودرت أموالهم،
ومُنعوا من الحرية الاقتصادية والسياسية.
كما أن الصعيد الاجتماعي لم يكن بأحسن حال، فالتصدع قد ضرب كل نواحي
الحياة، حتى وصل الجنوب إلى خط النهاية منهك القوى، ومحطم الإرادة، ولم
يكن يملك بُداً من الاندماج في وحدة غير محسوبة العواقب مع الجار الأقرب.
كان المشروع السياسي والاقتصادي غائباً ومنعدماً، بل أن التجارب
المتناقضة هي من اجهضت قيام دولة بكامل سيادتها في هذه المنطقة المهمة من
العالم، تمتلك جميع مقومات النهوض.
فالموقع الاستراتيجي، والثروات الطبيعية، والميناء التجاري الهام، ودول
جوار منفتحة ومتعاونة إذا انفتحت عليها وتعاونت معها، كلها مقومات أساسية
لنجاح أي دولة وليدة، غير أن من تحكم في مصير الجنوب وقتها لم ينجح في
استثمارها واستغلالها، ومضى يجرب تجارب الآخرين، ويخطوا على خطواتهم دون
دراية، وبلا علم.
صراعات اليوم
الخريطة الجنوبية اليوم مليئة بعوامل التشظي الذي فرضه تاريخ الجنوب،
وألقى بظلاله على حاضر اليوم، بل وتحكم في مصائر من يقود المنطقة.
فالخضوع للخارج ما زال قائماً، وانتهاج نفس النهج الذي اتخذه الأقوياء
المحيطون بنا ممن يديرون شئوننا، يشابه ما كان قد مضى.
وبنظرة فاحصة على الجنوب، يتضح مدى الانقسام الحاصل في الجنوب اليوم،
فالمهرة في وادٍ مستقل، وحضرموت تغرد خارج السرب وتحاول أن تصنع مشروعها
الخاص بها، بينما تمضي شبوة في دربها التنموي والاقتصادي الفريد الذي لا
مثيل له في الجنوب اليوم، فيما تتجاذب أبين الانقسامات، وتنشغل لحج
والضالع بولاءات مناطقية بحتة.
لكن الكارثة الكبرى هو ما تعيشه مدينة عدن من تردٍ على مختلف المستويات
الاقتصادية والخدمية والمعيشية، بعد أن دفعت ثمن الصراعات خلال العقود
الماضية، وها هي تدفعها اليوم بتكلفة مضاعفة.
وليس هناك ما هو أكثر كلفة من عقود الصراعات الدامية التي عصفت في
الجنوب، والتي نراها متجسدة في جبهة أبين خلال المشهد الراهن، حيث يتقاتل
الجنوبي مع الجنوبي، بينما الشعارات المرفوعة تتحدث عن مشاريع سياسية لا
أساس لها، سوى مزيد من أضعاف الجبهة الداخلية للجنوب.
فالتكلفة باهظة ومكلفة جداً، من نسيج مجتمعي ممزق، ودماء أبرياء تسفك،
وأجيال تتشرب الثأر والحقد والكراهية، دون أن يكون هناك أفق جديد تنتهي
إليه كل هذه المآسي.
هل هناك أمل؟
يرى مراقبون أن الأمل الوحيد لتجاوز كل هذه السوداوية من المشهد الراهن
هو أن يستلهم الجنوبيون التجربة من الماضي، ويستفيدوا من إخفاقاته.
ويعتبروا مما قد مضى، ويلملموا جراحاتهم ويقفزوا على ثارات تاريخية لن
تبني حاضراً ولا مستقبلاً، فالوحدة الجنوبية مطلوبة في هذه اللحظة من
تاريخ هذه المنطقة الهامة.
كما ان الأمل هو الآخر يكمن في تقديم مشروع حقيقي تستلهمه الأجيال
القادمة، يحمل معالم اقتصادية واجتماعية وفكرية خاصة بمنطقتنا وتناسب
هويتنا، وما دون ذلك من التجارب المجربة لن يكون سوى تكرار للفشل.


تعليقات القراء
505054
[1] الاحزمة الارهابية للانتقالي
الاثنين 16 نوفمبر 2020
Baabad | Yemen hadramut
تقوم الميليشيات الموالية للإمارات بضرب ظهر الجيش الوطني باستمرار و هي في تحالف سري مع ميليشيات إيران وتتآمر ضد السعودية والشرعية. أخطر أخطاء السعودية والحكومة الشرعية ، أنهم سمحوا للإمارات بتسليح عفاش والانتقالي. هدف الإمارات هو احتلال كل من شبوه وحضرموت ، لذا ستستمر بضرب مؤخرة الجيش الوطني لمنعه من التقدم وضرب الحوثيين. بدون نزع سلاح عفاش والانتقالي لن يكون هناك سلام في اليمن ولا انتصار على الحوثيين.
505054
[2] دولة دولة ياجنوب
الاثنين 16 نوفمبر 2020
سالم باوزير | حضرموت م شبام
الجنوب اصابتة لعنة اليمننة جلبت الشيوعية وكانت عميلة لمؤسكو وعملو على الفتن بين ابناءالجنوب وكانت المرجعية سفثارة السوفييت وشكلو فرق الموت لكل جنوبي محترم دينيا اواقتصا ديين واممواملاك الجنوبين وقالو لاصوت يعلو على صوت ==حوشي وحزبهاعصابة فتاح والشرحبي وسلطان احمد عمرلشلة طعزوالحقرية احقرخلق الارض
505054
[3] طغمه طغمه يازمره
الاثنين 16 نوفمبر 2020
علاء | عدن لنجعلها بلا وصايه
قتل تسعه من ردفان قبل يومين في ابين فقد ذهبوا لآبين لقتل اصحاب تعز من فتاح والشرجبي لذا لاتصدقوا انهم قتلة الزامكي والحسني فكل ذلك دعايه دحباشيه فالتصالح والتسامح بلغ عنان السما في شبوه وابين ماقتل الردفانيين من جهه والزامكي والحسني من جهه اخرى الا مثال للحمه الضافعيه مع اهل شبوه وابين وخينا شتشمر ساعدك خينا شتشمر ياعدك يابن الجنوب واقتل بدوي تحصل على الف درهم اماراتي
505054
[4] عدن
الاثنين 16 نوفمبر 2020
بسيم عبدالرحمن العريقي | تعز
عدن هم رتبها وعمرها اسهها صح عبدالفتاح إسماعيل وأصحابه هم والقائد محسن الشرجبي الوزير وكثير من الوزراء ومجلس الشعب كانوا من تعز او اب رجال الدول اما الجنوبين تبعيه. اسال ابوك اذا حي يالحلوو
505054
[5] الصراع بداء مع رياح القوميه والثوريه للعالم الثالث
الثلاثاء 17 نوفمبر 2020
مثلث برموده ملتهم الحقراء | جنوب غرب جزيرة العرب
المحللون هم جزء من الصراع ويربكون المشهد وكان الصراع في جينات الجنوبيين من المشروع البريطاني الاتحاد الفدرالي الذي قضوا على دولته الوليده وجيشها ويحرسها الاتحادي الذي ضم كل ابناء القبائل في الجنوب العربي فتجد الجندي العولقي والعوذلي يحمي مشيخة الشعيب والمفلحي والعكس .فاين المناطقيه انذاك والوزارة من ابناء الجنوب.وبعد 67م نشاء الصراع بعد التخلي عن الهويه الجنوبيه العربيه حلت اللعنه الى الان.ولن تخلص الى بالعودة الى الحق وترك التبعيه .
505054
[6] بالعربي الفصيح الصراع كان ومازال على عدن.
الثلاثاء 17 نوفمبر 2020
William Jacob | England
يكذب من يقول إن القوى الخارجية كانت ومازالت تغريها موقع الجنوب ... إن ما يغري دول العالم والاقليم وكذلك القوى الهمجية الداخلية هو موقع عدن... والصراعات القديمة والحالية والمستقبلية جميعها من أجل السيطرة على عدن...أما باقي اراضي الجنوب القاحلة لا تساوي شيئاً ..فهي أراضي تنتج مجاميع من القتلى والسفاحين وقطاع الطرق... كفوا ايديكم عن عدن حتى تسلم أرواحكم...Stop your hands from Aden until your souls surrender عدن مقبرة للغزاة ..افهموا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.