بعد.قرن وثلث القرن من الزمن الاستعماري البريطاني للجنوب العربي، ابا الجنوبيين الاحرار الاستمرار العيش تحت وطاة الحياة الاستعمارية المسلوبة الحرية قسرا فانبثقت من بين اوساطهم في 14 اكتوبر من عام 1963م ثورة جنوبية تحررية مسلحة عارمة اشعلوها الابطال الميامين براكين وحمما متوهجه نيرانا تلتهم اجساد قوى الاستعمار البريطاني واذنابهم دامت اربعه اعوام متتاليه تكبدهم خسائر فادحه وتنزل فيهم هزائم ساحقه وحققت اهدافها ولم تتوقف يوما واحدا وكان يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م تتويجا لتلك الثوره المباركه التي انتزعة الاستقلال الجنوبي من الاستعمار البريطاني بقوة الكفاح المسلح ، وبفضل الله وتضحيات مقاتلي ثورة اكتوبر الجنوبيه شكل يوم الثلاثين من نوفمبر اعظم واهم حدثا تاريخيا ثوريا بالغ المعاني والدلالات في حياة الجنوب العربي ومحطة انطلاق جديدة في الحياة الحرة الكريمة وعلامة مضيئه بارزه في درب الاستقلال والحريه التي ثار الجنوبيين من اجلهما وضحى بالغالي والنفيس في سبيل تحقيقهما . ان يوم ال 30 من نوفمبر 1967م لم يكن يوما اعتياديا عابرا كسائر الايام الاخرى ولم ياتي بالصدفه ، بل يعتبر يوما استثنائيا مميزا صنعه الثوار الابطال باراحهم الطاهره وبدمائهم الزكيه التي ضحوا بها خلال مسيرتهم الكفاحيه ضد الاستعمار البريطاني حتى ارغموه على الفرار مهزوما منكوس الجبين . وبعد ان انتزع الجنوبيين حريتهم واستقلالهم بشجاعه نادره انتقلوا الى رحاب العالم الحر الخالي من الظلم ومن كل اشكال القهر والاستبداد والتمييز والعنصريه الذي تجرعوها وذاقوا مرارتها خلال زمن الاستعمار البريطاني ، وصاروا بعد ذلك من خيرة الشعوب التي تنعم بالامن والاستقرار والعدل والمساواه مصاني الكرامة . واتخذ الجنوبيين من ال 30 من نوفمبر عيدا وطنيا لهم يحتفون فيه كل عام حيث لم تفصلنا عن موعد الاحتفال فيه هذا العام بالذكرى ال 53 سوى اياما معدوده فقط تتطلب منا بذل اقصى الجهود وشحذ الهمم واتخاذ الخطوات والاجراءات التحضيرية اللازمه لنجعل منه عيدا وطنيا حقيقيا لائقا نستلهم منه الدروس والعبر فعلا للاستفاده منها في مهامنا النضاليه الثوريه التحرريه الراهنه ضد الاحتلال اليمني العفن . ولا نجعل من احتفالنا بعيد الاستقلال الوطني الجنوبي للعام الجاري 2020م مجرد اسقاط واجب فقط .