بإقترابِ إنقضاءِ الستَ سنواتً من عمر الحرب، تبقى سياسة العزف على أوتارِ المتناقضاتِ إلى عملية الجَرح المفتوح، هي استراتيجيات ناجحةً بكلِ المقايسِ حرِصَ التحالفُ العربي تطبِيقها ومن الوهلةِ الأولى، تجاهَ الضاهرينَ في مشهدِ الصراعِ اليمني ومن المؤكدِ انها ستمتدَ، وتستمرَ إلى ما بعد التوافقِ لعقودٍ من الزمن. للملاحظ وإلى اليوم لم يعتدل العصا على جهة ما، بل لا زال التحالف مُمسك به من الوسط، ويمارس بيع الوهم للجميع، دون يتبدّأ في الأفقِ بوادر حل ممكنة، وبالشاكلة التي ستؤول إليها الحرب عند نهايةِ المطاف.
فمن حيث النظرةِ التحليلية لو أخذنها من زواية تركيبة التحالفات القائمة، يتضح لنا أصلها غير متجانس بالمرةِ، بل وتعتمد على المخاتلة السياسية كسباً للوقت إغتناماً للفرص وفيها من الميحيّر الأمر الكثير لحدِ البعض منهم إن لم يكن يجهل جزء كبير من الأسباب التي من اجلها دخل الحرب، هو إذاً لم يتأكد بصدد تحالفه مدى القبول، بمشروعهِ إلى نسبةِ نجاحهِ.
وكدلالة لهذا، لو عدنا مثلاً للأيام الأولى مُتذكرّين ذلك الحشد الإعلامي تجاه الجنوبيين بغرض دفعهم الوقوف في وجه الحوثي، وكإستقطاباً للحراك الجنوبي المنتفظ من 2007م والمطالب بإستعادة حدود دولتهِ ما قبل عام 1990م. والأمر الآخر بتحوّلَ ذلك الإعلام في الوقت نفسه وعلى مسارٍ مختلفٍ يوهم الإخوان بأن عاصفة الحزم هي خطوة جبارة على طريقٍ طويلٍ لإنفاذ مشروع العرب الكبير من الفرس وغير الفرس وأعوانهم، ومن اجل تصحيح المسار في سياسات مغلوطة اكيد سُيعاد النظر في اهدافهِم.
ومن الدعايات التي تسربت وتَصبُ في هذا الشأن، بالقول: إرتباطات قديمة بالإخوان ومن أيام الحرب الباردة بين اتباع المعسكرين الرأسمالي والأشتراكي. وبالمناسبة يعتبر الإخوان أنفسهم هم خير من يجسد ذلك وما دونهم يمتلك مستوى ثانوي. وبين ذا وهذا لا الجنوبين أمتسك لهم زمام الجنوب بإستعادة دولتهم المنشودة، ولا مشروع اليمن الموحد في نطاقهِ الجغرافي الكبير تحقق للإخوان.
ولم تسفر النتيجة من يومها عن توجهين اثنين فقط احدهم إنتقالي جنوبي، والآخر إخواني شرعي ليجمعهم في وقتهِ هدفاً مشتركاً إلا ليفرقهم تناقضاً اخراً. ولتتعدى المسألة ذلك وبوجود طرفاً يتخفى بين أنساق الجميع وهو جناح المؤتمر الشعبي العام المنحدر من النظام السابق، ومن بعض الاحزاب الهامشيّة، ويعمل بصصد المشروع ذاته، ولديه دراية بكل ما يدور من سياسات دولية حول المنطقة، وكان لزوماً عليه يدير تحركاته بعنايةٍ فائقةٍ، متحوث مع الحوثيّة متإخون مع الإخوان متشرعن مع الشرعية ومتإنقل مع الانتقالي....
وليتجه مسار الصراع إلى آتجاه غير معلوم ومحدد النتيجة، وإلى أنّ يَخفت صوت ذلك الوتر، ويتقارب الجرح للتلاؤم والشفاء، ما علينا وعلى كل طيفٍ سياسي أكان من يؤمن بالوحدة او بالانفصال إلا أن يتجهّزَ ويستعدَّ لقادمٍ من التحولاتِ والمفاجئاتِ المليئة بالألامِ والمعاناةِ قد لن تُبقي على حاله احد.