عادت الحياة مجددا لمدرجات ملعب الشهيد الحبيشي الذي احتضن الجماهير الغفيره التي ملأت ارجاء مدرجات الملعب قادمة من كل صوب من مختلف مديريات المدينة وخاصة جماهير مديرية الشيخ عثمان العاشقة للأخضر نادي وحدة عدن. وبعد إعادة التعشيب وتأهيله، افتتح يوم الجمعة، بشكلٍ رسمي ملعب "الشهيد الحبيشي العريق الذي يقع بمديرية كريتر في العاصمة عدن ، وهو أحد أعرق ملاعب الوطن العربي. وشهد الملعب حضورا بارز من قِبل الإعلاميين والمصورين والرياضيين وعشاق كرة القدم العدنية والرياضة والمهتمين بشأنها وكأنه أشبه بعرس رياضي. وحضر الافتتاح عدد كبير من قيادات العمل الرياضي يتقدمهم وكيلا وزارة الشباب والرياضة خالد صالح حسين، وعزام خليفة، ووكيل أول محافظة عدن نصر شاذلي. واستغرق الملعب ثلاث سنوات من إعادة التأهيل، بتمويل حكومي وصلت كلفته ل مليار ريال يمني (حوالي 1.2 مليون دولار). عرس رياضي.. كلاسيكو الزمن الجميل ومساء الجمعة كانت مدينة عدن مع عرس كروي جميل، على اثره افتتح ملعب الحبيشي الذي احتضن مباراة الافتتاح بين فريقي التلال والوحدة بملعب الشهيد الحبيشي ، وتأتي هذه المباراة الافتتاحية بالتزامن مع الذكرى الثالثة والخمسون لعيد الإستقلال 30 نوفمبر . المباراة التي أقيمت تحت أنظار ما لايقل عن 5 ألف متفرج، وتضاعف عدد الحضور، دفع المئات لمتابعة اللقاء وقوفًا، فيما شاهد آخرين المباراة من على سور الملعب. وفي مجريات اللقاء تغلب نادي الوحدة على نظيره التلال مقابل هدف دون شيء ، سجله اللاعب سعدون في الدقيقة 26 من الشوط الأول. واللافت في اللقاء حضور الجماهير الذي ضجت ارجاء الملعب بهتافات حناجرها معلنة عن ارواء عطشهم وحبهم وافتقادهم للأجواء الرياضية في المدينة وهو ما اكدته الجماهير الحاضرة والتي عبرت عن سعادتها باعادة افتتاح الملعب بعد ترميمه وتعشيبه وتأهيله ليكون جاهزا لاستقبال الجماهير كل مرة. رمزية تاريخية بالنسبة لتاريخ كرة القدم اليمنية ويعد ميدان الحبيشي أحد معالم مدينة عدن البارزة، وجزءا من تاريخها المدني العريق؛ ويحمل رمزية تاريخية بالنسبة لتاريخ كرة القدم اليمنية بشكل عام، ورمزية وجدانية خاصة بقلب كل عدني. ويعتبر الحبيشي أكثر من كونه ملعب، نظرا لعراقته وقدمه في المنطقة العربية ككل، ويعرف ان ملعب الحبيشي من أقدم الملاعب الرياضية على مستوى الجزيرة العربية والخليج ، وظل لسنوات طويلة مصنعا لنجوم كرة القدم العدنية العريقة، وعرف من خلاله أبناء عدن معنى كرة القدم واثارتها ومنافساتها وفرقها في الماضي والحاضر القريب. ويعد ملعب "الشهيد الحبيشي" واحد من الأعرق على المستوى الوطني، والأقدم في الجزيرة والخليج، حيث تأسس سنة 1905، ويعود تاريخ إنشاؤه يعود إلى العام1905م إبان الوجود البريطاني في عدن، عندما قام المستعمر البريطاني بتشييده للأستفادة منه في إقامة المنافسات الكروية لجنوده، وكان يُعرف سابقًا ب "المدرج البلدي، وبعد الاستقلال تم تحويل اسمه إلى "ملعب الحبيشي" سنة 1974، قبيل المباراة التي جمعت اليمن الجنوبي حينها بمنتخب العراق، تخليدًا لذكرى لاعب الأحرار السابق الراحل محمد علي الحبيشي، والذي استشهد في عملية فدائية ضد جنود الاحتلال البريطاني في عدن سنة 1966. عودة رياضة كرة القدم إلى مسارها الطبيعي وفي السياق صرح وزير الشباب والرياضة نايف البكري، لوسائل الإعلام، "اليوم تم إعادة النشاط بشكل رسمي إلى أقدم ملاعب الخليج والجزيرة" ملعب الشهيد الحبيشي"، في مباراة كروية جمعت بين قطبي عدن "التلال والوحدة''. واعتبر البكري إعادة افتتاح الملعب، عودة لرياضة كرة القدم إلى مسارها الطبيعي بعد الدمار، الذي خلفته حرب الانقلابيين على المدينة. واكد "نظرا لمكانة الملعب التاريخية، فقد مثل خروجه عن الجاهزية بسبب تقادم السنين، صدمة لعشاق كرة القدم، الأمر الذي استدعى إعادة تأهيله لنواح عدة، (رياضية ووطنية وتاريخية)". الجماهير التي عادت من البوابة ضعف الحاضرة وكشف ردمان الشوافي، احد الحضور في المباراة ان الجماهير التي عادت من البوابة ضعف الحاضرة، واصفا المباراة بالقمة الكروية الجماهيرية من الطراز الرفيع في أرضية الملعب وفي المدرجات. وقال الشوافي: " في حين يعجز محبي كرة القدم عبر العالم من مشاهدة المباريات من على أرض الملعب عجزت أنا اليوم من إيجاد مقعد من على مدرجات ملعب الحبيشي لمتابعة قمة التلال والوحدة بسبب اكتظاظ الملعب بالجماهير التي ملأت الملعب قبل إنطلاقة المباراة بنصف ساعة وفي الأخير حصلت على موطئ قدم لأشاهد المباراة واقفاً طيلة ساعتان. وعن أجواء المباراة ومجريات اللعب قال الشوافي:" التلال كان الأفضل بالشوط الأول و الوحدة خرج منتصراً أما في الشوط الثاني أثبت الوحدة أنه يمتلك فريق كبير جداً وصاحب تكتيك عالي، عندما تشاهد تنظيم الوحدة لا تشعر انك تشاهد فريق بالدوري اليمني، لم يكن لديه فرص لكن كان قمة بالتنظيم و التكتيك!" وتابع:"التلال انتصر بجماهير عظيمة ظلت تساندة حتى صافرة النهاية بل زادات بالتشجيع بالدقائق الأخيرة. أحمد ماهر، و أكرم الصلوي صاحبي الرقم 11 و 13 من التلال كان الأبرز في حين كان فريق الوحدة بالكامل مميز ولن تستطيع تقول ان هناك نجم مع الإشادة باللاعب سعدون صاحب الهدف الوحيد(الأسماء لذمة الواقف بجاوري)" واضاف الشوافي:" المشهد السيء كان هو القوات الأمنية التي لم تستطع التعامل مع حدث رياضي كبير كهذا!، بالمجمل كانت مباراة رائعة جداً جداً" واختتم:"كتلالي حزين للخسارة سعيد بالمتعة وعودة الحياة الرياضية، كانت مباراة بقمة المتعة والجمال هاردلك للأحمر، وعاد الزمان وعادت عدن"