لا أشك أن أسوأ جملة أسمعها أو أقولها دائما هي جملة (يا لسخرية القدر) لأنها بالغالب لا تُقال إلا عندما يُصاب قائلها بعكس الفعل الذي أراده للنجاة والعكس وها نحن نقولها يا لسخرية القدر عندما جاء اليوم الذي نطالب فيه بوحدة الجنوب وفي الوقت نفسه نجد من يعمل على تمزيقه بوعي أو دون وعي وكأن القدر يعاقبنا على شيء لم نكن الجناة فيه بالأمس وأعني الوحدة اليمنية مقابل الوحدة الجنوبية حين أصبح التشابه اليوم بيننا وبين الجناة الحقيقيين على الوحدة اليمنية متطابقا أو يكاد حتى أنه لم يتبق من أوجه التشابه مع من كان يتشدق باسم الوحدة اليمنية ولم يثبت لنا عدالتها إلا أن يقول بعض الجنوبيين اليوم (الوحدة الجنوبية أو الموت) ولو قالها في الوقت الذي تظل فيه القوى الأخرى المتصدرة للمشهد السياسي للجنوب غائبة عن ما يحدث من مؤامرة على الجنوب وفي الوقت نفسه تمارس ما كان يمارسه النظام اليمني على الجنوب من خارج الحدود لاكتملت أوجه التشابه تماما. صدقوني أن ما يحصل اليوم في الجنوب على الحقيقة من ظلمٍ وصراعٍ وتشطير جنوبي واستهدافٍ لوحدته وسلامة أراضيه هو الأخطر في تاريخ الجنوب وفي ظل ما نراه من ردة فعل المتصدرين للمشهد نستطيع القول إنه لم يتبق لنا الكثير بل لم يتبق حتى نثبت عدالة قضيتنا إلا بأقل القليل فأصبح من باب الضرورة أن تراجع تلك القوى مواقفها كي نثبت لأنفسنا ولكل من يتابع قضيتنا ولكل من يستهدف وحدة الجنوب اليوم أننا حريصون على سيادة الجنوب ووحدته وعلى العكس نستمر بنفس الطريق وهو الطريق الذي يُمزق فيه الجنوب تحت أي دعاوى ونغض الطرف عما يحدث من مؤامرة تستهدف الجميع لنقول اليوم إن وحدة الجنوب وسلامة أراضيه لا تهمنا أو لا تعنينا فنثبت حينها غياب عدالة قضيتنا بالأمس واليوم!؟ لأننا نكون قد أثبتنا على الحقيقة أوجه التشابه بين الماضي والحاضر وظلم ظالمنا لنا وظلمنا لأنفسنا وإن اختلف الزمان والمكان فالصورة واحدة!. قد يقول البعض أن هناك فرق بين من كان يتشدق باسم الوحدة اليمنية وبين الجنوبيين الذين تصدروا للمشهد اليوم ونقول له صحيح الفارق كبير لكن هل تعلم ما الفارق بين الجنوبي المتصدر اليوم وبين من كان يقول بالأمس الوحدة أو الموت؟.. الفارق يا عزيزي أن ذاك كان يعرف إلى من يوجه خطابه وهو نحن بينما نحن اليوم هنا في الجنوب لا نستطيع توجيهه إلى أحد بعينه بل ولا نستطيع أن ندافع عن وحدة الجنوب من أحد بعينه فالكل متهم والكل يدعي أنه بأفعاله التي تمزق الجنوب يكون من أجل الجنوب ولحبه والإشكالية الكبرى أن هناك من يدافع على من يستهدفون وحدة الجنوب ويرفع راية العداء بالتخوين والتشكيك لكل من يدافع عن الجنوب ليبق الصوت المتطرف مرتاحا وهو يمارس تمزيق الجنوب بعيدا عن العقل والمنطق غير مدركٍ إلى عواقب نتائج أفعاله على وحدة الجنوب!. بالمختصر نستطيع القول في ظل استهداف النسيج الجنوبي ووحدة أراضيه بالصراع الجنوبي أو بالارتهان للخارج وفي ظل إهدار السيادة الوطنية وعدم الاعتراف أو الرفض أو حتى التساؤل عن ما يحدث بالمحافظات الشرقية وجميع الجزر التي توالت منها الأنباء عن التغييرات الخطيرة أنه آن الأوان لميلاد صوت وطني ثالث يرفض الصراع الجنوبي ويدعو إلى وحدة الصف ويرفض أي تغيير في وضع المناطق التي سيطر عليها التحالف تحت مبدأ لا جنوب دون الوحدة والوحدة أو الموت!. د/ علي جارالله اليافعي