من عاصر تلك الحقبة الاستعمارية في منتصف القرن الماضي يعرف الحقيقة المخفية من خلال ايام المظاهرات التي تطالب بإسقاط ورحيل الاستعمار البريطاني وكانت ترفع صور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زعيم الأمة العربية وكانت بريطانيا تستخدم عسكر المحميات التي الحقتهم في الجيش والأمن معسكر شبر وشامبيون وارم بوليس لقمع المظاهرات وإطلاق مسيلات الدموع وكان (المغرغرين) الملثمين يراقبون المتظاهرين ويتعرفون عليهم ويتم اعتقالهم من مساكنهم .. هؤلاء عسكر المحميات صناعة بريطانية وثوار الجبهة القومية التي تحالفت مع بريطانيا لقمع المظاهرات وتصفية جبهة التحرير واغتيالات الرجال الابطال الوطنيين الأحرار الرافضين الاستعمار البريطاني .. بعد جلاء القوات البريطانية من عدن استلموا عساكر المحميات السلطة بعد قيامهم بتأمين خروج قوات الاستعمار البريطاني ومعداته وذلك بإشعال الحرب الأهلية التي دارت رحاها في الشيخ عثمان وسميت فيتنام الثانية وشاركت الجبهة القومية وجيش الاتحاد والقوات البريطانية ضد جبهة التحرير وإخراجها من كل مناطق عدن بإستخدام الاغتيالات وإلاعتقالات والسجون والتشريد والشتات لخارج الحدود الجنوبية إلى الشمال (تعز)
وتحت غطاء الحرب الأهلية تمكنت القوات البريطانية بترحيل معداتها وسلاحها والدروع من المصفحات والدبابات وغيرها من المعدات الثقيله .. وكانت مكافأة بريطانيا للجبهة القومية مقابل تأمين انسحاب قواتها عبر ميناء عدن أن سلمتهم مقاليد الحكم والسلطة .. وأصبحوا ثوار يحكمون بالحديد والنار ومصادرة ممتلكات المواطنين والشركات وغيرها من الأمور بالتصفيات والمحاكمات الباطلة .. بالنسبة للمحميات قام الحاكم البريطاني المندوب السامي بإشعار السلاطين في شهر أغسطس 67م بضرورة المغادرة والوصول إلى عدن تحت حماية الجبهة القومية لكون بريطانيا قررت مغادرة عدن ولن تستطيع حمايتهم بعد ذلك وغادروا السلاطين مناطقهم تباعآ تحت حماية الجبهة القومية المتمثلة بجيش اتحاد الجنوب العربي ماعدا بعض الوطنيين الأحرار الرافضين الاستعمار البريطاني لم يغادروا وتم تصفيتهم بمحاكمات صورية وإعدامهم منهم سلطان يافع العيدروس .. ..
العجيب أن أمثال هؤلاء عساكر المحميات نسبوا الثورة لهم ويتحدثون بالثورية والنضال ضد الاستعمار البريطاني وطرده من عدن بينما كانوا ادوات لهم لقمع المظاهرات .. وللحقيقة يوجد رجال وطنيين مناضلين وفدائيين شرفاء ومنهم الشهداء الاحرار الذين قاتلوا المستعمر البريطاني واستشهدوا هؤلاء هم شرفاء الجبهة القومية وآخرين رفضوا الانصياع لأوامر المندوب السامي وعساكر المحميات وفظلوا البقاء خارج السياسة البريطانية ورفضوا المشاركة مع الجيش الاتحادي والقوات البريطانية لتصفية إخوانهم في جبهة التحرير .. فكان نصيبهم ان وضعوهم في طائرة للإستطلاع على مناطق الجنوب وتم تفجيرها قتلوهم ثم نعوهم .. عساكر المحميات البريطانية في السلطة واحفادهم يتصارعون على الاستيلاء للسلطة ... تاريخهم اسود جنوه على أنفسهم نتيجة الخيانة وإراقة دماء بعضهم البعض وقتلهم الأبرياء والضحايا والظلم الذي حكموا فيه وتصارعوا بالعنصرية المقيتة والانقلابات المتعاقبة من بعد تسلمهم للحكم والسلطة في عدن .. على اي شيء يحتفلوا لازالت عدن تعاني من تعاقب الانقلابات العسكرية القبليتاريا والمليشيات العنصرية ولازلتم ادوات بيد أسيادكم المستعمر الجديد المنتصر هو من يكتب التاريخ حسب المقاس المناسب له.